بعد الاستهداف النوعي الذي قامت به القوات الأميركية من خلال استهداف زعيم تنظيم “داعش” في سوريا، ماهر العقال، في منطقة جنديرس التابعة لعفرين في شمال غرب سوريا، الأسبوع الماضي، برزت تساؤلات عدة حول هوية العقال وخلفياته الجهادية قبل توليه زعامة التنظيم الإرهابي في سوريا.

حياة العقال

موقع “الحل نت” استطاع الوصول إلى معلومات خاصة تكشف الهوية الحقيقية لشخصية زعيم تنظيم “داعش” في سوريا، فالعقال بدأ مشواره مع التنظيمات الإرهابية بعد خروجه من السجون السورية، حيث كان معتقلا في سجن صيدنايا مع مجموعة من عائلته، بسبب مهاجمتهم لمقر أمني سوري في منطقة سلوك بريف الرقة.

وخلال فترة احتجاز العقال في “صيدنايا“، التقى هناك مع مجموعات من تنظيم “القاعدة” الإرهابية، وخططوا معا للعودة إلى نشاط الجماعات الجهادية بعد الخروج من السجن.

بداياته مع داعش

مصادر “الحل نت” أشارت إلى رحلة العقال الجديدة، التي بدأت بعد خروجه من “صيدنايا“، حيث انضم إلى “جبهة النصرة“، ومن ثم إلى تنظيم “داعش” بعد أن حصل الانشقاق بين الجانبين منتصف عام 2013.

وبحسب ما أكدت المصادر فإن: “ماهر العقال كان أحد الأمنيين الكبار في الرقة، خلال سيطرة التنظيم على المحافظة. تدرّج في المناصب، ووصل إلى منصب عالي في اللجنة المشتركة لقيادة التنظيم، ولم يكن هو الخليفة، لكن كان من أصحاب القرار“.

وقبل مقتل ماهر العقال، تمت عملية تصفية أخوه فايز العقال، الذي كان هو الآخر له ثقله في إدارة بعض الشؤون في “داعش“.

ويعتقد المصدر المقرب من عائلة ماهر العقال، أن التنظيم سيعين مكانه خليفة آخر، سيكون متشددا أكثر من ماهر العقال. وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت مؤخرا، مقتل زعيم تنظيم “داعش” في سوريا، ماهر العقال، وذلك عبر استهدافه في غارة بطائرة مسيرة، خلال وجوده في مدينة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين، شمال غرب سوريا، الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني” السوري المعارض، المدعوم من أنقرة.

قد يهمك: إضعاف “داعش” في سوريا.. اندثار وهم “الخليفة” واختراق هياكل التنظيم؟

ضرب فكرة المركزية؟

شكلت عملية قتل العقال، ضربة جديدة لتنظيم “داعش” الإرهابي، بعد أن استهدفته طائرة مسيرة أميركية، يوم الثلاثاء الماضي، مثارا للتساؤل حول تزايد تأثير الاستهدافات الأميركية في إضعاف التنظيم وتشتيت شمل العناصر وارتباطهم مع قيادتهم.

الباحث في شؤون الحركات المتطرفة منير أديب، دعم فكرة أن الضربات الجوية المركزة على قيادات تنظيم “داعش“، تضعف التنظيم من عدة نواحي، لا سيما وأنه يعمل من خلال مركزية واضحة والاعتماد على دعم نهج “خليفة” (قائد عام ومؤثر) للتنظيم، إلى جانب لجنة مفوضة ومساعدين بأدوار عسكرية وإعلامية ودعائية، بالتالي اغتيال هذه القيادات يترك أثرا على التنظيم.

وقال أديب في حديث سابق لـ“الحل نت“: “بكل تأكيد هذه الاستهدافات أدت إلى تشتيت شمل هذا التنظيم، التنظيم الآن أصبح لا يتحرك بشكل مركزي، نظرا لاستهداف هذه القيادات، بدأ التنظيم يتعامل بصورة مختلفة، والعمل كجيوب وخلايا صغيرة ومنفردة“.

وأضاف: “هذا الاستهداف يؤثر على الاستراتيجية العامة للتنظيم، الذي يحرك من خلالها فروعه الموجودة في بعض المناطق ضمن الشرق الأوسط، ولذلك التحالف الدولي يستهدف التنظيم من خلال استهداف قياداته، هذا الاستهداف يضعف التنظيم بشكل كبير لكنه لا يقضي عليه بشكل كامل“.

قد يهمك: زيادة أعداد المقاتلين السوريين المدعومين من واشنطن.. ما تفاصيل الميزانية الدفاعية لـ 2023؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.