عقب استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من المنصب القيادي لـ”حزب المحافظين”، مؤخرا، في مؤتمر صحفي أمام مقر الحكومة في لندن، الذي أكد في الوقت نفسه أنه سيبقى رئيسا للوزراء حتى يتم اختيار شخصية جديدة بدلا عنه لقيادة الحزب. وفي وقت متأخر من مساء يوم أمس الإثنين، فازت الحكومة البريطانية في اقتراع على الثقة في مجلس العموم، مما يجنب البلاد إجراء انتخابات مبكرة، في حين تأهل 4 مرشحين لجولة جديدة من السباق داخل “حزب المحافظين” لخلافة جونسون، لذلك تُثار تساؤلات حول المرشح الأقرب لتولي هذا المنصب.

تأهيل أربعة مرشحين

ضمن السياق ذاته، منحت غالبية أعضاء مجلس العموم الثقة للحكومة التي دعت بنفسها لهذا الاقتراع في وقت سابق، وقد اختار أعضاء “حزب المحافظين” الحاكم منح أصواتهم للوزراء لتجنب إجراء انتخابات على مستوى البلاد.

وفي سياق إعلان نتائج الجولة الثالثة من الاقتراع بين النواب الأربعة المرشحين من “حزب المحافظين”، لاختيار شخص لتولي منصب جونسون على رأس الحزب، أوضح غراهام برادي، المسؤول عن تنظيم الانتخابات الداخلية للمحافظين، أن وزير المالية البريطاني السابق، ريشي سوناك، حصل على 115 صوتا، متقدما على وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، التي حصلت على 82 صوتا، وجاءت في المرتبة الثالثة وزيرة الخارجية ليز تروس حيث نالت 71 صوتا.

بينما جاءت وزيرة الدولة للمساواة السابقة، كيمي بادنوك، في المركز الرابع في الاقتراع بحصولها على 58 صوتا، في حين تم إقصاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية، توم توغنهات، الذي جمع 31 صوتا.

من جهتهم، قال المشرّعون في لجنة 1922 إن يوم 21 تموز/يوليو ،هو الموعد النهائي الفعلي لاختيار المرشحين الأخيرين من جانب المشرعين المحافظين، بالتزامن مع بدء العطلة الصيفية لمجلس العموم.

ومن المقرر، أن يتم إعلان اسم رئيس الوزراء الجديد في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل بعد أن يدلي أعضاء “حزب المحافظين” البالغ عددهم 200 ألف بأصواتهم عبر البريد خلال الصيف.

الجدير ذكره، أن جونسون أعلن استقالته من منصبه في أعقاب استقالة أكثر من 50 من الوزراء والمساعدين في الحكومة، احتجاجا على قيادته، لكنه سيواصل عمله لحين انتخاب رئيس جديد للحكومة في مطلع أيلول/سبتمبر.

من هو ريشي سوناك؟

وزير المالية البريطاني السابق، ريشي سوناك، تصدر قائمة النواب الساعين لخلافة جونسون على رأس “حزب المحافظين”، وقبل أيام معدودة، أعلن سوناك، على منصة “تويتر”، أنه أطلق حملته فيما يتعلق بقراره الترشح لرئاسة وزراء المملكة المتحدة.

وفي وقت سابق، أفيد بأن الموقع الإلكتروني لحملة سوناك، تم تسجيله قبل يوم من إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استقالته.

 وكان سوناك أول من أعلن أنه سيترك منصب وزير المالية، وجرى الإعلان عن هذا القرار مساء يوم 5 تموز/يوليو، ويحظى سوناك بدعم قوي في الأوساط البريطانية وخاصة على منصة “تويتر”، إذ نشر النائب البريطاني رحمن تشيشتي، تدوينة على منصة “تويتر”، كتب فيه، أنه “بعد دراسة متأنية وتماشيا مع حملتي القيادية ومن أجل الحزب الطموح والنظام القائم على الجدارة، يسعدني أن أدعم ريشي سوناك لبلدنا العظيم، بريطانيا، ستكون خبرته الرائعة كمستشار أمرا حيويا لمعالجة تكاليف المعيشة”.

قد يهمك: أزمة سياسية في بريطانيا.. ما علاقة بوريس جونسون؟

لماذا استقال جونسون؟

حول أسباب إعلان جونسون الاستقالة من قيادة حزبه، قال أستاذ العلوم السياسية في “الجامعة الأميركية في السليمانية”، عقيل عباس في وقت سابق، أن الأسباب تتعلق بشخص جونسون نفسه، والأزمة السياسية في بريطانيا تنتهي برحيله.

وأردف عباس في حديثه السابق لـ “الحل نت”، إن جونسون شخصية كارزمية، امتاز بأدائه الإعلامي، لكن أصل المشكلة يتعلق بفقدان المصداقية من قبل حزبه، والكثير من الجمهور بخطاباته.

وتابع في حديثه، أن الأزمة اشتدّت منذ قوله إنه لا يعلم بأداء وسلوك النائب السابق عن “حزب المحافظين” كريس بينتشر، الذي عينه بمنصب نائب رئيس مكتب الانضباط في “حزب المحافظين”، قبل أن يتبين لاحقا آنه يعرف الحقيقة.

توجد اتهامات ضد بينتشر، تتعلق بسوء السلوك والتحرش، وأنكر جونسون في بادئ الأمر معرفته بذلك، ثم اعترف في نهاية المطاف بأنه تم إبلاغه بالشكوى في عام 2019، وأنه ارتكب “خطأ كبيرا” بعدم التصرف بناء عليها.

عباس يردف، أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، بل يضاف له أزمة الاحتفالات الجماعية التي كانت تحدث من قبل أعضاء حكومته وبحضوره في مقر الحكومة، إبان فترة الإغلاق الصحي بسبب وباء “كورونا”، وإنكار جونسون لذلك، ثم اعترافه بها لاحقا.

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، خرجت أولى التقارير التي تتحدث عن إقامة حفلات في مقر رئاسة الوزراء ببريطانيا، في الوقت الذي كانت التجمعات في الأماكن المغلقة محظورة في البلاد، كجزء من إجراءات الإغلاق التي فرضت لمواجهة “كوفيد – 19”.

أنكر جونسون في بادئ الأمر حضوره أيا من الحفلات، ليعترف لاحقا أنه حضر حفلا دعي المشاركون فيه إلى إحضار مشروباتهم الروحية، لكنه قال إنه كان يعتقد أن الحفل كان “تجمع عمل”.

في بريطانيا، تتم المنافسة في الانتخابات العمومية بين الأحزاب المتنافسة، وقائد الحزب الفائز، يصبح بشكل مباشر هو رئيس الوزراء للبلاد.

وكان “حزب المحافظين” الذي يقوده جونسون آنذاك، فاز في الانتخابات الأخيرة عام 2019 على بقية الأحزاب، وأبرزها “حزب العمال”، ليتسلم جونسون رئاسة الحكومة في بريطانيا حينذاك.

قد يهمك: لماذا استقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة