لعل الباب مغلق بعد أمام المبادرة الأميركية للتوسط بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وتركيا على أعقاب تهديدات الأخيرة للقيام بعملية عسكرية جديدة شمال سوريا، وفقا لتقديرات الخبير العسكري أحمد رحال لـ “الحل نت”.

وبعد أكثر من اسبوعين، على مبادرة السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، الذي زار مطلع شهر تموز/يوليو الجاري على رأس وفد أميركي مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، لا تزال التهديدات التركية مستمرة منذ أواخر شهر أيار/مايو الماضي بشن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا.

منطقة “عازلة”

الخبير العسكري والعميد الركن السابق في الجيش السوري، أحمد رحال، قال لموقع “الحل نت”، إن المبادرة الأميركية تهدف لإنشاء منطقة عازلة بين حليفتيها تركيا و”قسد” في الشمال السوري.

وفي السادس من الشهر الجاري، وصل الوفد الأميركي، الذي ضم السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، وقائد قوات “التحالف الدولي” في العراق وسوريا، الجنرال جون برينان، إلى شمال شرقي سوريا ضمن جولة شرق أوسطية بدأت في تركيا، وشملت العراق وسوريا.

وقبيل زيارته الشرق أوسطية، شدد السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، في مقال نشره على شبكة “فوكس نيوز”، على ضرورة إيجاد صياغة متوازنة تحفظ العلاقة الأميركية – التركية وتضمن الاستقرار لمهمة قتال “داعش” بالتعاون مع “قسد”.

وأضاف رحال أن مبادرة غراهام هي تطبيق اتفاق 2019، وإيجاد منطقة عازلة بين الحدود التركية و”قسد”، والتأسيس لحالة مستقرة، سعيا للولايات المتحدة الأميركية لمنع التصادم بين حلفائها.

وأشار رحال إلى أن المبادرة حظيت بموافقة الجميع إلا “قسد”، فيما لم تصدر الأخيرة أي بيان حول المبادرة ولم يحصل موقع “الحل نت” على تعليق منها فيما إذا المبادرة لاتزال قائمة أم فشلت؟.

إقرأ:القمة الثلاثية في طهران.. إلغاء العملية التركية في سوريا؟

خيارات “قسد”

الخبير العسكري أحمد رحال، قال إن “قسد” تحدد خياراتها بين القتال مع أنقرة أو الذهاب إلى دمشق، واصفا الخيار الثاني بـ “الأسوأ”، ودعا رحال قيادة “قسد” إلى أن يكون لها خيار ثالث.

كما أشار الخبير العسكري، إلى أن تصريحات قائد “قسد” مظلوم عبدي، ورئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، صالح مسلم، أوحت بالذهاب إلى دمشق، على حد قوله.

والجمعة الفائت، قال القائد العام لـ “قسد”، مظلوم عبدي في مؤتمر صحفي، إنهم قبلوا بتعريز نقاط الجيش السوري في كوباني ومنبج وكذلك مناطق حدودية “لتقوم بمهمتها في حماية الحدود السورية”.

وأضاف عبدي، أن “هناك جهود من الجانب الروسي لوقف الهجمات التركية ونحن مستعدون للتصدي لأي هجوم على مناطقنا”.

فيما أبدى الرئيس المشارك لحزب “PYD” (أبرز أحزاب الإدارة الذاتية والجناح السياسي لـ قسد)، صالح مسلم، مطلع الشهر الجاري في تصريحات لوسائل إعلام، استعداد حزبه للحوار مع جميع الأطراف بما فيها تركيا.

قد يهمك:حدود العملية العسكرية التركية في سوريا

خيارات تركيا

الخبير العسكري أحمد رحال، أوضح لموقعنا، أنه في ظل الرفض القطعي الدولي للعملية التركية وما تمخض من قمتي جدة وطهران، لدى تركيا ثلاث خيارات فقط بشأن العملية العسكرية.

وقال رحال، إن أولى خيارات أنقرة، إما الإقدام على العملية التركية، بالرغم من رفض الجميع، وبالتالي الاصطدام مع الجميع، وهو خيار مستبعد على تعبيره.

أما الخيار الثاني لأنقرة، هو تأجيل العملية، وهو ما رجحه رحال، ريثما تقوم الجهود السياسية والدبلوماسية بتغيير مواقف البعض تجاه العملية، فيما الخيار الثالث ورقة بيد أنقرة، من خلال تحريك غرفة عمليات “الفتح المبين” المعارضة والمدعومة منها، نحو أرياف إدلب وأرياف حلب للضغط على الروس والإيرانيين الرافضين للعملية.

فيما الباحث السياسي والإعلامي السوري، غسان إبراهيم، أشار في حديث سابق لموقع “الحل نت” إلى أن إيقاف العملية التركية يتوقف على التواصل مع الجانب الروسي، مضيفا أن تركيا لا تريد حلا، وإنما تسعى للقيام بعمليتها العسكرية شمال سوريا، مهما قدم لها الجانب الأميركي من حلول ومقترحات.

إقرأ:موقف أميركي متجدد من العملية العسكرية التركية في شمال سوريا

ونوه الباحث السياسي بأن الجانب الأميركي لن يقبل بأي هجوم تركي على شرقي الفرات، مشيرا إلى أن واشنطن قد لا تستطيع الضغط على تركيا لمنع أي عملية عسكرية غربي الفرات والخاضعة للنفوذ الروسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.