يثير مستقبل اللاجئين في تركيا جدلا محتدما في السياسة التركية، إذ أعيد التداول عبر السياسيين ووسائل الإعلام التركية حول مستقبل ما يقرب من 5 ملايين لاجئ، معظمهم من السوريين، في تركيا ولا سيما في الأيام الأخيرة قبل عطلة رمضان وعيد الفطر.

وفي طرح جديد، صرح رئيس “حزب الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، رؤيته حول آلية إعادة السوريين إلى بلادهم في حال نجاحهم في انتخابات الرئاسة (2023) ووصولهم إلى السلطة في تركيا.

وقال كيليجدار أوغلو في لقاء أجراه يوم الجمعة الفائت، إنه في حال وصول حزبه إلى السلطة فسوف يرسلون السوريين إلى بلادهم، وذلك بعد عقد اتفاق سلام مع الأسد، والحصول على أموال من أوروبا، وفق صحيفة “En Son Haber” التركية.

ما هي خطة المعارضة التركية؟

تضمنت الخطة التي أعدتها المعارضة التركية، وهي موازية لما يرسم له حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إذ يتفق الطرفان على ابتزاز الاتحاد الأوروبي بالأموال، من أجل إعادة السوريين إلى بلادهم.

وتضمنت خطة أوغلو، التطبيع مع الحكومة السورية، وفتح السفارة التركية في دمشق، وتحديد ماهية وتوصيف السوريين في تركيا، وموقعهم، ودراسة الظروف المناسبة التي يمكن أن يعودوا فيها إلى بلدهم مرة أخرى.

وقال كيليجدار أوغلو، أنه سيتوجه بالسؤال للحكومة السورية، “عما إذا كانوا سيموتون هناك، وهل سيتم ضمان أمن ممتلكاتهم أم أنهم سيجدون أنفسهم في بيئة حرب مرة أخرى؟”، بحسب قوله.

وأضاف: “بعد فتح السفارات الأولى، سنجلس ونتحدث ونعقد اتفاقا لضمان أمن الأرواح والممتلكات حتى يتمكن السوريون من العودة إلى بلادهم، وهذا العقد ليس بين سوريا وتركيا فقط، بل سنطلب من الأمم المتحدة أن تتدخل”.

أما عندما يرجع السوريون إلى بلدهم، فمن أجل بناء الطرق ورياض أطفال ومدارس ومستشفيات، فيرى زعيم المعارضة التركية، أنه يجب أن تؤمن لهم من خلال أموال الاتحاد الأوروبي. وقال “لذا سنذهب ونجلس مع الاتحاد الأوروبي أيضا”.

وأردف  السياسي التركي: “أبلغت الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص وقلت لهم إننا سنرسل السوريين إلى بلادهم وبأن عليكم تقديم الأموال اللازمة لإنشاء الطرق والمدارس ورياض الأطفال للسوريين، ونحن سنطرح مناقصات بشكل رسمي، ويمكنكم إجراء جميع عمليات التدقيق، وستكون جميع نفقاتنا شفافة” وفق تعبيره.

للقراءة أو الاستماع: تركيا تخطط لإعادة مليون ونصف لاجئ إلى سوريا خلال 15 شهر

إغراء العائلات بالأموال

صحيفة “حرييت” التركية، ذكرت الإثنين الفائت، أن تركيا ستقدم مساعدات مالية للمواطنين السوريين الذين يعودون طوعا إلى بلادهم.

وقالت الصحيفة، إن اللاجئين السوريين الذين يريدون الاستقرار في مناطق آمنة تحت النفوذ التركي، في شمال سوريا سيتم تزويدهم بوسائل نقل لمساعدتهم على الحركة، كما سيتم تزويدهم بالمأوى والمساعدات الإنسانية في المنطقة.

وذكر التقرير، إنه تم بناء حوالي 52 ألف منزل لحل المشاكل، وهناك 50 ألف وظيفة جاهزة للسوريين في المناطق الصناعية التي أنشأتها تركيا.

الجدير ذكره، أن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أثار مؤخرا الجدل بتصريحات حول عدم السماح للسوريين الذين سيقضون إجازة العيد في سوريا، بالعودة إلى تركيا. وكان صويلو، قد ردد ما قاله في وقت سابق رئيس حزب “الحركة القومية التركي”، دولت بهجلي، في اجتماع البرلمان التركي بأن “لا داعي لعودة اللاجئين السوريين، الذين يذهبون لقضاء إجازة العيد إلى تركيا”.

للقراءة أو الاستماع: تنسيق استخباراتي تركي سوري.. أنقرة باعت ملف اللاجئين؟

المعارضة السورية قلقة من محادثات أنقرة ودمشق

تسبب اعتراف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مؤخرا بأن حكومته أجرت محادثات أمنية مع الحكومة السورية وسط خطط لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، قلق لدى المعارضة السورية، وخصوصا التي تتخذ من تركيا مقرا لها.

الحقوقي المقيم حاليا في تركيا، والذي فصل مؤخرا من “الائتلاف الوطني” المعارض، ياسر الفرحان، قال لموقع “المونيتور”: إن أي خطة لإعادة السوريين ستكون على “مناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا وليس مناطق النظام، وهذا يتطلب سلسلة اقتصادية وتنموية وتنموية” والتدابير الأمنية لتشجيع السوريين على العودة طواعية إلى ديارهم”.

وتابع أن أصل المشكلة هو بقاء الأسد في السلطة. “تعطيل الحل السياسي في سوريا هو ما يفاقم زيادة تدفق اللاجئين إلى تركيا وأوروبا. لا أعتقد أن تركيا ستعيد السوريين قسرا”.

أما الناشط الحقوقي والمحامي الذي يدافع عن اللاجئين في تركيا، غزوان قرنفل، فذكر أن الانخراط التركي الجديد في قضية اللاجئين هو جزء من إعادة تنظيم السياسة الخارجية التركية للاعتراف بالحكومة السورية، و”اللاجئون هم ضحايا تلك السياسات”.

الجدير ذكره، أنه لا تزال سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين، بحسب محققي جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة. فالوضع العام في البلاد قاتم، لا سيما مع الأعمال العدائية في عدة مناطق من البلاد، بالتزامن مع الاقتصاد المنهار، وجفاف مجاري الأنهار، وفقا لتقرير أيلول/سبتمبر الفائت، الصادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا.

للقراءة أو الاستماع: مسؤولون أتراك ينشرون مغالطات بحق اللاجئين السوريين بتركيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.