يبدو أن الرفض المستمر من قبل الأطراف الفاعلة في الملف السوري للعملية العسكرية التركية المحتملة تجاه مناطق في الشمال السوري، جعل الساسة الأتراك يخفضون نبرة التهديدات، بعد التأكيد على عدم إمكانية إطلاق العملية العسكرية خلال الفترة الحالية.

انخفاض نبرة التهديدات

في تأكيد على تبدد العملية، عقد “مجلس الأمن القومي التركي” مساء أمس الخميس، اجتماعا لبحث آخر تطورات التحركات العسكرية التركية في مناطق من الشمال السوري، والملفت أنه لم يتطرق إلى التأكيد على أن العملية ما زالت قائمة.

المجلس اكتفى بالاطلاع على معلومات عن العمليات المتواصلة، ضد التهديدات والمخاطر القادمة من “حزب العمال الكردستاني”، مؤكدا أنه بحث اتخاذ تدابير إضافية ضد التهديدات.

كذلك دعا المجلس خلال الاجتماع الذي ترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) إلى تقديم الدعم لأنقرة في محاربتها “العمال الكردستاني”.

طموح تركيا والواقع

الكاتب والمحلل السياسي عمر كوش، يرى أن تصريحات المسؤولين الأتراك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن خيار العملية لا يزال مطروحا، يعبر عن طموح الساسة الأتراك، لكن الواقع يقول عكس ذلك بالتأكيد.

قد يهمك: إسرائيل مستمرة في ضرب المواقع الإيرانية بسوريا لهذه الأسباب

وقال كوش في حديث سابق لـ“الحل نت“: “وزير الخارجية جاويش أوغلو، قال إن تركيا لا تنتظر إذنا من أحد من أجل العملية، لكن الحقيقة، أن المعارضة الإيرانية للعملية بدت قوية جدا، إضافة إلى المعارضة الروسية، وبالتالي فإن القادة الأتراك وقعوا في مأزق، لأنه لا يمكنهم القيام بعملية عسكرية دون موافقات دولية، بمعنى وجوب أن تكون الأطراف المتدخلة بالشأن السوري، خاصة إيران وروسيا وأميركا تكون راضية عن هذه العملية“.

ويعتقد كوش، أن أردوغان، وجد في العملية العسكرية، مادة لتقديمها إلى الناخب التركي، لا سيما فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة وبالتالي إرسال اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خاصة مع اقتراب الانتخابات النيابية والرئاسية صيف العام المقبل، وبالتالي يجب على أردوغان أن يحقق شيء، لكن من الواضح أنه على المدى القريب لا يمكن تنفيذ هذه العملية، بحسب وصف كوش.

أعمال القمة الثلاثية في طهران، انتهت الثلاثاء الفائت، بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في حين أكدت التصريحات من الطرفين الإيراني والروسي، على عدم تغير المواقف الروسية والإيرانية من العملية العسكرية التركية، التي تهدد فيها أنقرة مناطق من الشمال السوري.

طهران أكدت موقفا رافضا للعملية التركية على لسان كل من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وإبراهيم رئيسي، وهو موقف نابع على ما يبدو من رغبة إيرانية في منع تمدد نفوذ أنقرة في الشمال السوري، فيما قال رئيسي، إن الخطوات العسكرية لا تحل الأزمة السورية، بل تفاقمها. بينما قال خامنئي خلال لقاء ثنائي مع أردوغان، إن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على المنطقة بأكملها.

مراقبون للوضع الميداني في سوريا، يؤكدون أيضا أن العملية التركية لا يمكن أن تتم دون موافقة أميركية وروسية، بحكم عوامل كثيرة.

اقرأ أيضا: هل تبددت احتمالات العملية العسكرية التركية في الشمال السوري؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة