مع ارتفاع درجات الحرارة وخاصة خلال شهر تموز/يوليو الشديد الحرارة في عموم المحافظات السورية، لتصل أحيانا خلال فترة الظهيرة إلى نحو 40 درجة مئوية، وفي ظل شحّ الكهرباء وساعات التقنين الطويلة، بات السوريون يشترون أدوات التكييف التي تعمل على البطاريات. وبحسب تقرير محلي، فإن المراوح التي تعمل بالبطاريات، هي الأكثر مبيعا في هذه الأيام، حيث يقارب سعر المروحة الواحدة ذات البطارية الداخلية نحو 400 ألف ليرة سورية.

زيادة الطلب عليها

عدد من أصحاب محال الأجهزة الكهربائية المنزلية بمحافظة حماة، أفادوا أن المراوح التي تعمل بالبطاريات إضافة للكهرباء، هي الأكثر مبيعا في هذه الأيام. وأوضح بعضهم الآخر أن الطلب اشتد عليها مع بداية هذا الشهر، واشتد أكثر مع بداية هذا الأسبوع تحديدا، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء.

بالنسبة للأنواع والأسعار فأوضحوا أن الأنواع متعددة والأحجام متنوعة، فمنها سوري المنشأ ومنها صيني، وبمقاسات مختلفة، ومنها ما هو مزود ببطاريات داخلية وأخرى تعمل ببطارية خارجية فقط، ومنها ما يعمل بالاثنتين إضافة للكهرباء.

في حين تراوحت الأسعار ما بين 150 ألف ليرة سورية للمروحة ذات البطارية الخارجية، و400 ألف ليرة لذات البطارية الخارجية، أشاروا إلى أن المراوح ذات البطاريات الخارجية هي المطلوبة أكثر من غيرها، لكونها رخيصة الثمن، وتتناسب إلى حد ما مع مستوى مداخيلهم.

ووفق الصحيفة المحلية، فإن الأسعار هذا العام زادت عن سابقه بنحو 40-30 بالمئة، بسبب زيادة تكاليف الاستيراد، أو الإنتاج وأجور الشحن بين المحافظات وفق التجار الكبار والمستوردين.

الشراء بسبب غياب الكهرباء

في المقابل، ذكر مواطنون للصحيفة المحلية أنهم اشتروا هذه المراوح القابلة لإعادة الشحن، وهي أفضل من نظيراتها التي تعمل بالكهرباء فقط، لأن الكهرباء غائبة في معظم الأوقات، فحاليا تصل لمنازلهم نصف ساعة فقط مقابل خمس ساعات ونصف ساعة قطع.

وأضاف آخرون أنهم يستخدمون تلك المراوح في ظل هذه الحرارة الشديدة، خاصة إذا كان لديهم أطفال صغار أو كبار السن في المنزل.

ونوّهوا أنهم في هذه الأيام يشحنونها في بعض المحال التي تتوافر فيها مولدات، وبـ100 ليرة سورية، وهو ما يكفي لتشغيل المروحة ما بين 5-3 ساعات، حسب حجم البطارية.

وذكر آخرون أنهم حوَّلوا مراوحهم الكهربائية القديمة الأرضية أو العمودية، لتعمل بالبطاريات أيضا. وأن ذلك لم يكلفهم كثيرا، فهو أوفر من شراء مروحة جديدة. ولفتوا إلى أن تكلفة تحويل المروحة نحو 65 ألف ليرة، ولكنها تفقد خاصية التحكم الرقمي بسرعاتها، ويصبح ذلك يدويا.

وبشكل عام تلجأ بعض العائلات إلى إصلاح وإعادة تأهيل الأدوات الكهربائية القديمة، لتشغيلها مجددا، بسبب عدم قدرتهم على تجديدها وشراء أدوات جديدة، كل ذلك أفضى إلى تنشيط سوق لبيع الأدوات الكهربائية المستعملة في كل محافظة على حدا.

قد يهمك: “300 ألف ليرة” الكلفة الشهرية للكهرباء المقطوعة في سوريا

عدم الالتزام بالفواتير

بدوره، أفاد رئيس دائرة الأسعار بمديرية التجارة الداخلية بحماة أحمد حوراني، لـ”الوطن” المحلية، أن أسعار المراوح تندرج ضمن بند “بيان الاحتفاظ”. أي أن التاجر يقدم للدائرة بيانات تكلفة وتصدق من المديرية ويحتفظ بها لديه.

أما إذا كان المستورد أو التاجر الرئيسي من محافظة ثانية، فيكتفي التاجر الذي يبيع مراوح بالمحافظة بالفواتير النظامية لإبرازها لحماية المستهلك عند اللزوم. وكشف أنه لم يتقدم أحد حتى يوم أمس ببيان تكلفة للدائرة.

من جهته، بيَّن مدير التجارة الداخلية بحماة رياض زيود للصحيفة المحلية، أن دوريات حماية المستهلك نظمت منذ بداية الشهر الجاري وحتى تاريخه، أكثر من 63 ضبطا بحق المخالفين الذين ارتكبوا مخالفات عدم حيازة فواتير، وعدم منح فواتير صحيحة، ومنها العديد من الضبوط التي تتعلق بمحال الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية.

من جانبهم، أكد بعض التجار في وقت سابق لوسائل إعلام محلية، إن “الارتفاع في الأسعار، يعود بالدرجة الأولى لصعوبة الاستيراد، وعدم منح إجازات استيراد “وهذا أدى لانخفاض المعروض وارتفاع الأسعار، إذ إن السوق يعاني من حالة ركود، فالأسعار لا تتناسب مع واقع دخل المواطنين.

هذا وتواصل أسعار التجهيزات الكهربائية ارتفاعها في سوريا، متأثرة بانخفاض قيمة الليرة السورية مقابل القطع الأجنبي وارتفاع درجات الحرارة المترافق مع ازدياد في الطلب.

تقنين سيء وفواتير مرتفعة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى ازدياد ساعات التقنين في بعض المناطق السورية، نتيجة ارتفاع الطلب على الكهرباء مع ارتفاع مستوى درجات الحرارة في البلاد، إضافة إلى التراجع في معدلات توليد الطاقة الكهربائية، وخروج مجموعات أو إيقاف بعض مجموعات التوليد عن العمل.

وأوضح التقرير، وجود تراجع في مستوى التوليد في محطات “محردة وبانياس والزارة“، حيث أن “كل محطة من هذه المحطات تشتمل عددا من المجموعات، تم إيقاف جزء من هذه المجموعات في كل محطة، مثال ذلك إيقاف مجموعتين في محطة محردة وثلاث مجموعات في محطة بانياس ومجموعة في محطة الزارة“.

وفي سياق متصل، أظهرت فواتير استهلاك الكهرباء في العاصمة دمشق، الارتفاع الكبير الذي طرأ على فواتيرها، لاسيما في الدورة الأخيرة من العام الجاري، فقد وصلت فواتير الكهرباء الصادرة في دورتها الأخيرة، إلى مبالغ تجاوزت 20 ألف ليرة سورية، بعد أن كانت لا تتجاوز مبلغ 3 آلاف ليرة سورية في الدورات السابقة.

وفي نيسان/أبريل الفائت، صدرت فواتير كهرباء بتسعيرة جديدة، على الرغم من التقنين لساعات تكون معها الكهرباء نادرة معظم الأحيان، وبينت هذه الفواتير أن معظم المستهلكين الذين استهلكوا 1500 كيلو واط، وصلت قيم فواتيرهم بعد التعرفة الجديدة لحدود 16 ألف ليرة بدل من 6100 حسب التعرفة السابقة، في حين من استهلك ألفي كيلو واط بلغت قيمة فاتورته 77500 ليرة بدلا من 12 ألف حسب التعرفة السابقة، في حين وصلت قيمة الفاتورة ذات الاستهلاك 2500 كيلو واط إلى 130 ألف ليرة بدلا من 18 ألف ليرة.

قد يهمك: مراكز صيانة الأدوات الكهربائية بورصة جديدة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.