التوترات الأخيرة في السويداء والتي نجمت عن تزايد الضغوط التي تمارسها المجموعات المرتبطة بالأمن العسكري والميليشيات الإيرانية، أدت إلى انفجار الأوضاع في المدينة خلال الأيام القليلة الماضية لتصل إلى اشتباكات باتت على أبواب الحسم.

راجي فلحوط بيد فصائل السويداء

صباح اليوم، استطاعت الفصائل المحلية في السويداء، وعلى رأسها حركة “رجال الكرامة” من إلقاء القبض على راجي فلحوط، قائد قوات “الفجر” التابعة للأمن العسكري والميليشيات الإيرانية في المحافظة، بحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”.

وبحسب المصادر، فإن مقاتلي الفصائل يحاصرون منزل فلحوط منذ مساء أمس في بلدة “عتيل” بريف السويداء، مع إغلاق الطريق الواصلة بين عتيل وشهبا، وشهد محيط منزل فلحوط الذي يتخذه كمقر عسكري اشتباكات عنيفة أدت لسقوط قتلى من العناصر التابعين له، انتهت باعتقاله مع ثلاثة من عناصر قواته.

كم أفادت المصادر لـ”الحل نت”، بأن مقاتلي الفصائل تمكنت من تحرير جاد الطويل، الذي اختطفته قوات “الفجر” قبل عدة أيام بتهمة انتمائه لقوة مكافحة الإرهاب، والذي كان محتجزا في مقر فلحوط، والذي يعتبر اختطافه أحد أسباب انفجار الأوضاع في السويداء، في اليومين الماضيين.

وبحسب المصادر، فإن المئات من أبناء السويداء اجتمعوا عند ما يعرف بدوار “المشنقة” وسط مدينة السويداء للاحتفال بالقضاء على ما يسمونها “عصابة” الأمن العسكري، ويطالبون بمحاسبة فلحوط، شعبيا على جرائمه وعدم تسليمه للسلطات السورية.

إقرأ:فوضى أمنية في السويداء.. ما علاقة الميليشيات الإيرانية؟

الرئاسة الروحية والموقف الحاسم

لطالما عرفت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، بدعواتها للتهدئة في السويداء خلال التوترات، التي شهدتها المحافظة في السنوات الماضية وتأكيدها على عدم سفك الدماء.

إلا أنه كان لهذه الرئاسة يوم أمس موقف مغاير تماما في الأحداث، إذ أعلنت الرئاسة الروحية ممثلة بالشيخ، حكمت الهجري، النفير العام لأهالي السويداء، وطالبتهم بالتصدي لما وصفته “عصابات” الأمن العسكري التي يقودها “الإرهابي” راجي فلحوط، والتي عاثت قتلا وفسادا في المحافظة.

وخلال ذلك اجتمع عشرات المقاتلين من فصائل السويداء في محيط بلدة عتيل مسقط رأس فلحوط، وشنوا هجوما على مقرات “الفجر” وشهدت الساعات الماضية اشتباكات غير مسبوقة في المحافظة، نتج عنها سقوط قتلى من الطرفين، واعتقال عدد من مقاتلي “الفجر.

قد يهم:توتر أمني جديد في السويداء.. ما الأسباب الحقيقية؟

إرهاصات متعددة سبقت الانفجار

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، وجه يحيى الحجار، القائد العام لحركة “رجال الكرامة” في السويداء، قبل أيام، رسالة إلى حكومة دمشق خلال اجتماع ضم كيانات عدة من السويداء، بينهم أعضاء من مجلس الشعب، وشيوخ من الطائفة الدرزية وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية ووجهاء محليون في السويداء.

وطالب الحجار، بإيصال صوت الناس إلى الجهات المعنية، مبينا أن حق السويداء مهدور عند الدولة السورية، ومؤكدا أن ” الكيل فاض والتحمل بات صعبا، بعد أن ساءت أحوال الناس في السويداء وعموم سوريا وباتت تعاني من الجوع والعازة وفقدان الأمن والأمان؛ وهذا جله يعود على عاتق الدولة ومسؤوليتها” بحسب الحجار.

وأوضح الحجار، أن أبناء السويداء لا يزالون يدعون للتهدئة، لكنهم غير راضين عن الأوضاع الراهنة، ولن يبقوا “مكتوفي الأيدي، وأن المنطقة مقبلة على تغير”، وأنهم “قادرون على التغيير والتصحيح إذا تطلب الأمر”، بحسب وصفه.

تبع ذلك قيام قوات “الفجر” التابعة للأمن العسكري، باختطاف مواطنين من بلدة شهبا، من بينهم جاد حسن الطويل، بتهمة الانتماء لقوة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ممارسات أخرى تقوم بها مجموعة راجي فلحوط، أبرزها قطع الطرق وعمليات الخطف، ونشر المخدرات بشكل كبير في السويداء.

وبحسب مراقبين لـ”الحل نت”، فإن إيران وعبر أذرعها في السويداء، وعلى رأسها الأمن العسكري والمخابرات الجوية، والمجموعات التابعة لها، تسعى إلى إطباق سيطرتها على المحافظة، مضيفين أن إيران حفرت عميقا داخل المجتمع في السويداء، إلى أن وصلت للمرحلة التي يمكنها من خلالها إدارة اللعبة فوق أرض السويداء بخيوط درزية ربطتها بأجندات مالية وأخرى أمنية وحتى فكرية.

وأضافوا، مؤخرا كما بدا للجميع فإن ظهور بعض القوى غير المتفقة مع المصالح الإيرانية، والمرتبطة بأجندات أخرى رأت فيها إيران تهديدا لمصالح استراتيجية وحتى اقتصادية دفعت إيران لخلع الستار عن وجودها الحقيقي، الذي طالما حاولت إخفاءه خوفا من التركيبة العقائدية المختلفة تماما لأهالي السويداء، وكما لوحظ فإن أول صدام فعلي بين بعض القوى في المحافظة، بدأ بشكل فعلي قبل أشهر فتقلصت إلى حد كبير بعض الفصائل، وتم تغييب أخرى عن المشهد لتبدو الصورة داخل السويداء كما هي عليه الآن.

إقرأ:هل تشتعل شرارة التصعيد في السويداء؟

يذكر أن مجموعة راجي فلحوط، هي أبرز المجموعات التابعة للأمن العسكري في السويداء والجنوب السوري، والتي يتهمها أبناء السويداء بعمليات قتل وخطف وتجارة مخدرات لصالح دمشق والإيرانيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.