في ظل انتظار الأهالي أشهر عديدة للحصول على أسطوانة من الغاز المدعوم، ظهرت مؤخرا أزمة جديدة تتمثل بصعوبة الحصول على الأسطوانات الفارغة، ما زاد من معاناة السوريين في الحصول على المادة.

أسعار فلكية

سعر الأسطوانة الفارغة في سوريا، وصل إلى 700 ألف ليرة سورية بحسب تقرير نشرته صحيفة “البعث” المحلية الجمعة، في حين أن سعرها الرسمي بحسب شركة “محروقات” هو 117 ألف ليرة، لكنها لا تتوفر في الشركة، ما يضطر الأهالي للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

ونقلت الصحيفة المحلية عن مصدر في وزارة النفط، قوله إن: “الجهة المسؤولة عن توفير الأسطوانات فشلت في تأمينها، وهي جهة لا تتبع للوزارة“، مشيرا إلى أن الوزارة وشركة محروقات لا يمكنهما استيراد الأسطوانات من دون تفويض من تلك الجهة، في حين لم يسمّ المصدر اسم تلك الجهة.

وازداد مؤخرا عدد الأسطوانات التالفة، في ظل توقف عمليات الصيانة من قبل الشركات المعنية، فيما تؤكد وزارة النفط، أن ” تكلفة صيانة الأسطوانة اليوم تضاهي تكلفة الجديدة بفعل عوامل كثيرة“.

قد يهمك: سوريا.. ملاحقة الأطباء المُروّجين لأدوية مُهرّبة

أزمة متجددة

أزمة الغاز زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية، بعد أن وصلت مدة انتظار البعض لرسائل الحصول للمخصصات من مادة الغاز إلى 130 يوما في ريف دمشق ونحو مئة يوم في مدينة دمشق، الأمر الذي تسبب بارتفاع الأسعار في السوق السوداء ليصل إلى ما بين 150 و175 ألف ليرة لأسطوانة الغاز الصناعي و100 و125 ألف لأسطوانة الغاز المنزلي.

وبحسب قرار لجنة الأسعار في محافظة دمشق، فإن التسعيرة الأخيرة لأسطوانات الغاز الصناعي والمنزلي، على البطاقة الذكية تبلغ 43800 ليرة سورية، لأسطوانة الغاز الصناعي سعة 16 كغ، وسعر أسطوانة البوتان المنزلي على البطاقة الإلكترونية سعة 10 كغ بـ 10700 ليرة سورية.

“مر ثلاثة أشهر على آخر مرة حصلت فيها على الغاز المدعوم” يقول أنس دعبول وهو أب في عائلة مكونة من ستة أفراد، مؤكدا أن الغاز نفذ من المنزل ولا يستطيع الحصول على المادة بسبب الأزمة الأخيرة.

ويقول دعبول في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “لا نعلم متى تصل الرسالة المخصصة من أجل أن نحصل على أسطوانة غاز بسعر مخفّض، بالتأكيد لا أستطيع شراء الغاز من السوق السوداء، بسبب الأسعار الفلكية نستخدم حاليا بابور الكاز“.

ليست المرة الأولى التي تتأخر رسائل الغاز بالوصول للسوريين، فقد بات التأخير أمرا اعتياديا، لكن في كل مرة تدّعي الجهات الحكومية المسؤولة وجود سبب لهذا التأخير.

فبحسب تقرير سابق لـ“الحل نت“، أرجع أعضاء في جمعية معتمدي الغاز في دمشق، تأخر تحميل سيارات المعتمدين في معمل غاز دمشق وريفها، بسبب قلة العمال في المعمل الذين يتم تجميعهم في وردية واحدة بدلا من ورديتين، ذلك أن عمل الوردية يبدأ في السابعة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، بينما يستمر عمل الوردية الثانية حتى الحادية عشرة ليلا.

وأضاف التقرير، أن أغلب العمالة في المعمل عمالة موسمية يتم تجديد عقودها كل ستة أشهر، ومع قرب نهاية الفترة يتم الاستغناء عن البعض، أو يترك البعض عمله نتيجة ضعف الراتب الذي لا يساوي سوى 3 آلاف ليرة في اليوم، مبينا أن ضعف اليومية للعمال والعتالة يرتب على المعتمدين دفع مبالغ إضافية، فكل معتمد يدفع مبلغ 6 آلاف ليرة، 3 آلاف للعمال و3 آلاف للعتالة، لذلك فإن قلة العمال والعتالة يؤثر بشكل أو بآخر في سرعة حصول المعتمد على مخصصاته.

ونتيجة لذلك، فإن قلة العمل أدت لانخفاض إنتاج الغاز اليومي من 19 ألف أسطوانة، إلى نحو 15 ألف أسطوانة، بالإضافة إلى أن الفارق الزمني بين التعبئة والأخرى يختلف بين معتمد وآخر حسب الدور الإلكتروني والارتباطات، وهو ما يؤثر بسرعة التحميل والتوزيع للمعتمدين، وبالتالي تأخر الرسائل.

قد يهمك: كيلو المتة بـ 18 ألف.. ارتفاع الأسعار يرهق السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.