تزامنا مع انهيار القطاع الطبي في سوريا، والناتج بالدرجة الأولى عن هجرة الأطباء، ساهمت سياسات المشافي الحكومية في التعامل مع الأطباء، بزيادة الأزمة ما دفع مَن تبقى من الأطباء للتفكير بالهجرة.

تضييق مشافي الحكومة

تقارير إعلامية تحدثت من معاناة الكوادر الطبية، لا سيما العاملين في قطاع المشافي الحكومية، ففضلا عن ضعف الرواتب، حيث يعاني الأطباء من ضغط كبير في العمل والمناوبات، والتي تصل في بعض المشافي إلى أربع أو خمس مرات أسبوعيا، ما يعني أن الطبيب محروم من ممارسة أي عمل آخر.

عشرات الأطباء المقيمين في المشافي، اشتكوا إلزامهم من قبل إدارات المشافي، بالعمل لأيام متواصلة، وسط ظروف سيئة تعيشها الكوادر الطبية في المشافي، فضلا عن ضعف الدخل والرواتب.

الطبيب السوري عمرو الخطيب، أكد إن الأطباء المقيمين في المشافي بدمشق، يعيشون ظروفا قاسية خلال إقامتهم في المشافي لأيام متتالية، وذلك في ظل غياب المستلزمات الأساسية للطبيب المقيم، وأبرزها مكانا للإقامة والنوم.

قد يهمك: هرباً من الحر وغياب الخدمات.. إقبال واسع على الحدائق السورية

وقال الخطيب خلال لقاء سابق عبر إذاعة “المدينة إف إم” إن عمل الطبيب يتطلب منه الإقامة في المشفى لأيام متتالية قد تصل إلى 6 أيام، إلا أن المشافي لا تؤمن مكان إقامة جيد للطبيب.

وأضاف الخطيب، خلال اللقاء الذي جاء في برنامج “المختار“: “نضطر أحيانا للذهاب إلى منزلنا من أجل النوم فقط، وأحيانا نضطر للنوم في غرفة الأطباء داخل المشفى، إلا أن معظم الأسرة في هذه الغرفة تملؤها الحشرات وغير صالحة للنوم“.

لا حل لمشكلة مكان نوم الأطباء!

الخطيب، أشار إلى أن إدارة المشفى التي لم يسمّها، فشلت في حل مشكلة إيجاد مكان مناسب لنوم الأطباء، كما تحدث عن مشكلة “الحمّامات” في المشافي مؤكدا أيضا، أن المشافي لا تقدم الخدمات والأدوات اللازمة للحمّامات.

كما أضاف طبيب آخر مقيم يعمل في دمشق: “في مشفى المواساة لا يوجد أصلا، حمام مخصص للأطباء، الحمامات مشتركة مع المرضى، ووضعها سيئ جدا، وغالبا معطلة“.

ويشهد القطاع الطبي حالة من النزيف للكوادر الطبية، حيث هاجر نحو 50 ألف طبيب من أصل 70 ألف كانوا موجودين في سوريا، بحسب ما أكد نقيب الأطباء السابق كمال عامر، في شباط/فبراير من العام 2021.

الهجرة وصلت للممرضين

مسؤول السلامة المهنية في مشفى “الباسل” بدمشق سعد الدين الكردي، أكد أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، لافتا إلى أن بعض المشافي فقدت ما يقارب 50 بالمئة من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.

وأوضح الكردي، في تصريحات سابقة أن “الكوادر الطبية لا تحصل على الأجور والتعويضات اللازمة“، ما دفع العاملين في القطاع الطبي إلى البحث عن أي فرصة للهجرة والعمل في دول أخرى. ونتيجة لهجرة الممرضين لفت الكردي، إلى أن بعض المشافي شهدت تأدية المستخدمين، أو أشخاص غير مؤهلين ليقوموا بعمل الممرضين بسبب النقص، وحول أجور الممرضين اعتبر أن “الممرض عليه أن يعمل ثلاثة أيام حتى يشتري وجبة طعام“.

وفي هذا السياق، تُعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول بعد تزايدها خلال الآونة الأخيرة، والمؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، ولا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

قد يهمك: ارتفاع جديد في أسعار المواد الغذائية بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة