في ظل غياب الخدمات الأساسية في سوريا لا سيما الكهرباء، يلجأ الأهالي إلى الهروب من حر الصيف في المنازل، من خلال التنزه في الحدائق العامة، التي شهدت إقبالا غير مسبوق تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.

إقبال “كثيف”

مدير الحدائق في محافظة دمشق سومر فرفور، أكد أن الحدائق العامة في دمشق تشهد “إقبالا كثيفا” هذه الأيام، لا سيما خلال أيام العطلة وفي ساعات المساء، وذلك كونها المتنفس الوحيد للعائلات في دمشق.

وأشار فرفور، في تصريحات نقلتها إذاعة “شام إف إم” إلى وجود 100 نقطة تنزه، متوزعة بين 177 حديقة، و756 حرشا، و177 ساحة عامة.

وأوضح فرفور، أنه “تماشيا مع الوضع المعيشي الحالي يُسمح للأهالي بإدخال الأراكيل والطعام إلى الحدائق، ولكن لا يسمح بظاهرة بيع الأراكيل غير معروفة المصدر، إلى جانب أن عدد الحراس غير كاف“.

كما تحدث مدير الحدائق عن انتشار المخدرات في بعض الحدائق، وحول ذلك أضاف: “أثناء انقطاع الكهرباء وفي الحدائق ذات المساحة الكبيرة لا يستطيع الحارس مراقبتها كاملة، ولا يملك صلاحية تحرير ضبط بزائر وإنما توجيه تنبيه فقط”

ويلجأ الأهالي للحداق العامة والساحات، بالدرجة الأولى بسبب غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة عن المنازل.

قد يهمك: ارتفاع جديد في أسعار المواد الغذائية بسوريا

عمر حامد، طالب جامعي يقول إنه يذهب يوميا خلال المساء إلى الحديقة القريبة من منزله، بسبب غياب الكهرباء.

ويقول حامد، في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “حقيقة لا أعلم كيفية مواجهة الحر هذه الأيام، قبل بدء الصيف كان هناك وعود عديدة من الحكومة لتحسين الكهرباء، لكن لم يتم تنفيذ أي منها، المتنفس الوحيد هو الحدائق والساحات، الجلوس والسهر في المنازل غير محمول بدون الخدمات الأساسية“.

وتشهد عموم البلاد أزمة خانقة في قطاع الطاقة، فيما فشلت الحكومة في تحقيق جميع الوعود التي أطلقتها بما يتعلق بتحسين واقع التيار الكهربائي في مناطق سيطرتها

وزير الكهرباء السوري غسان الزامل، أقر قبل أيام في تصريحات لصحف محلية، بعجز الحكومة التام عن تقديم خدمة الكهرباء للسوريين، داعيا الأهالي إلى التوجه للطاقات البديلة للحصول على الكهرباء، كتركيب سخانات المياه الشمسية، واللواقط الكهروضوئية وبعض العنفات الكهروريحية الصغيرة على أسطح المنشآت الصناعية وغيرها.

جدوى الطاقة المتجددة في سوريا

الطاقة المتجددة، وخصخصة الطاقة، مفاهيم لا تزال تتردد بين فترة وأخرى على لسان مسؤولين سوريين، في ظل الانهيار الذي تعاني منه شبكة الطاقة الكهربائية في سوريا، سيما وأن الحكومة السورية عاجزة عن إجراء الصيانة اللازمة لها، ما يجعلها محل انتقاد كبير ومستمر من قبل المواطنين.

وزير الكهرباء السوري، قال في بداية أيار/مايو الماضي، إن الوزارة هيأت بيئة تشريعية جديدة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، مضيفا أن سوريا تمتلك مقومات تشجّع على تطبيق الطاقات البديلة، إذ تصل الأيام المشمسة إلى 300 يوم في العام، يمكن الاستفادة منها في توليد الطاقة الكهروضوئية، بحسب موقع “هاشتاغ” المحلي.

الجدير ذكره، أن قيام وزارة الكهرباء السورية بتوفير الاستثمارات لبناء محطات توليد كهربائية بتمويل من الحكومة عن طريق القروض الميسرة، أو تسهيلات دفع مالية، لا يعتبر الحل الأنجع لتلبية الطلب على الكهرباء، والتخفيف من الطلب على “الفيول أويل“، والغاز الطبيعي اللازمين لتوليد الكهرباء.

قد يهمك: ارتفاع جديد لأسعار الخضروات.. الليمون يباع بالحبة والكيلو بـ17 ألف ليرة سورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.