نتيجة لارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية، حيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 42 درجة مئوية، هناك تحذيرات من خسارة جديدة لمربي الدواجن بسبب زيادة عدد النفوق، وبالتالي تراجع الإنتاج. من جانبهم، عزا عدد من المربين ذلك إلى نقص في تزويد مادة المازوت اللازم لتشغيل المولدات، من أجل تهيئة الأجواء للدواجن والحفاظ على الإنتاجية. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تشهد الأسواق السورية ارتفاعا آخر في أسعار الفروج والبيض.

بسبب شحّ المازوت

وزارة الزراعة السورية، حذرت من ارتفاع درجات الحرارة وما تسببه من خسائر كبيرة لمنتجي الدواجن بسبب زيادة عدد النفوق وتراجع في كفاءة الإنتاج، وخسائر في إنتاج البيض إضافة لما يسببه من تقليل بجودة قشرة البيضة وحجم البيضة وقدرتها على الفقس، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد.

ووصلت شكاوى لصحيفة “الوطن“، عبر مكاتبها في المحافظات السورية، عن وجود نقص في المازوت اللازم لتشغيل المولدات، فيما نفى وزير الزراعة حسن قطنا، حدوث أي نقص في الكميات الموزعة للمازوت الزراعي، بدعوى أنه مع انتظام الإمدادات النفطية، تم تنظيم توزيع مخصصات المازوت الزراعي للمحافظات.

ونوّه قطنا، إلى أن مسؤولية توزيع المادة تقع على عاتق لجان المحروقات في المحافظات، مشددا على ضرورة مراجعة المربين هذه اللجان.

وزعم قطنا، إلى أن النقص الذي حصل في نهاية شهر أيار/مايو الفائت وبداية حزيران/يوليو الجاري بسبب نقص التوريدات وتم تلافيه وحاليا الأمور عادت إلى الشكل الطبيعي، مشيرا إلى أنه في الفترة السابقة كانت الأولوية في توزيع مادة المازوت لحصاد القمح، وفي الوقت الحالي يورد للمداجن والمحاصيل الصيفية.

متوفر في السوق السوداء

عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد، أكد للصحيفة المحلية، وقوع حالات نفوق بالآلاف في بعض المداجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما تسبب بارتفاع إضافي في التكاليف.

وأشار إلى أن تكاليف التبريد مكلفة جدا، كما أن بعض المداجن تجهيزاتها بسيطة وغير مجهزة لمثل ارتفاع كهذا بدرجات الحرارة، وأضاف حداد: المازوت يقتصر توزيعه للمداجن عبر الوحدات الإرشادية في وزارة الزراعة وبكميات قليلة، في حين لا يتم توزيع أي كميات عبر لجان المحروقات في المحافظات، في حين أن المازوت متوفر، وبكميات كبيرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء، ما يعني ارتفاعا إضافيا بتكاليف الإنتاج.

وعن حالة عدم الرضا من التسعيرة الموضوعة من وزارة التجارة الداخلية للفروج، قال قطنا: يتم وضع التسعيرة وفقا لدراسة التكاليف.

بينما رأى حداد، أن تسعيرة وزارة التجارة الداخلية لكيلو الفروج بـ7200 ليرة غير عادلة، خاصة أن التكلفة تتجاوز ذلك المبلغ في ظل حالات النفوق الكبيرة، ناهيك عن انخفاض وزن الفروج بسبب عزوفه عن الطعام لارتفاع درجات الحرارة.

وتابع حداد “من الطبيعي أن يصل سعر كيلو الفروج إلى 8500 ليرة من أرض المزرعة، إذ إنه من الطبيعي أن يحقق المربي هامش ربح حتى يستطيع الاستمرار بالعمل”، لافتا إلى وجود قلة بالعرض بسبب نقص الإنتاج نتيجة خروج عدد كبير من المربين بسبب الخسارة.

قد يهمك: الاقتصاد المتدهور في سوريا.. الأسباب الحقيقية

أسعار كاوية

خلال أسبوع واحد فقط، قفز سعر كيلو الفروج في محافظة اللاذقية نحو ألف ليرة، ليسجل سعر 7200 ليرة للكيلو الواحد، كما سجل سعر الفروج المشوي سعر 24300 ليرة مرتفعا نحو ألفي ليرة عن الأسبوع الفائت، وكذلك الأمر لسعر الفروج البروستد الذي سجل سعر 25.500 ليرة بعد أن كان 22.700 ليرة، التي سجلت سعر 31 ألف ليرة للشاورما، لتسجل ارتفاعا إلى 33.700 ليرة، وسندويشة الشاورما قفزت من 3400 ليرة إلى 3900 ليرة.

وفي تقرير آخر لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، اعتبر مواطنون، أن اللحوم سواء كانت فروجا أم شاورما باتت من الكماليات التي تناستها معظم العائلات من ذوي الدخل المحدود، متسائلين عن كيفية تسعير المواد وفقا للغلاء العالمي، من دون أن تتم مراعاة القدرة الشرائية لدخلهم بذات التقدير.

بدوره، أكد مدير منشأة دواجن اللاذقية أمجد أصلان، للصحيفة المحلية، أن ارتفاع سعر الفروج يعود لارتفاع التكاليف ومستلزمات الإنتاج، كالمواد العلفية والأدوية واللقاحات وصولا إلى تكاليف المحروقات.

وأشار أصلان، إلى أن محافظة اللاذقية بالنسبة لقطاع الدواجن تمر بفترة تربية حرجة بفعل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، ما يؤدي لتوقف عدد من المربين عن التربية بالوقت الحالي، وبالتالي تراجع العرض مقابل زيادة الطلب في السوق.

ولفت مدير الدواجن إلى أن سعر كيلو علف الفروج وصل إلى 3500 ليرة (3.5 ملايين ليرة للطن الواحد)، والإنتاج يتطلب تكاليف محروقات بمعدل 76 مليون ليرة شهريا، لتوليد الطاقة الكهربائية في ظل التقنين القاسي، إذ تعمل المولدة نحو 22 ساعة في اليوم، (660 ساعة بالشهر) باستهلاك 45 ألف ليتر مازوت في الشهر الواحد.

وذكر أصلان، أن إيرادات المنشأة بلغت خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 4 مليارات ليرة، منها تقريبا 80 بالمئة مصروف علف ومحروقات، مشيرا إلى أن الإيرادات لا تتناسب مع المخرجات والتكاليف.

الخاسر هو المربي والمواطن

ضمن هذه المعادلة كلها، يبقى المزارع والمربي، هو الحلقة الأضعف والخاسر الأكبر في كل العمليات التجارية، مقارنة بالأرباح الكبيرة التي يحصل عليها أصحاب المسالخ والتجار.

حيث قال عضو لجنة مربي الدواجن شعبان محفوض، في وقت سابق، أن التكاليف ارتفعت بشكل كبير على المنتج بعد الخسائر العديدة، والمقدرة بالمليارات التي ألحقت بالقطعان، حيث باع المربون القطعان في ذروة إنتاجها، بسبب عجزهم عن تأمين العلف والمحروقات.

وحذر محفوض، من دور الحلقات الوسيطة التي تحصل الأرباح على عاتق المنتج والمستهلك، معتبرا، أن المعادلة ليست صعبة إن وجدت النية لحل الموضوع، إلا أن الواضح هو، وجود فساد وتلاعب بين بعض الجهات التنفيذية والحلقات الوسيطة، وسط غياب الجدية في التعامل مع هذا القطاع، فالحكومة تطالب بالإنتاج دون أي حافز، وتدخل “السورية للتجارة” ليس سوى فقاعات “خلّبية” تطلق عند كل أزمة بلا أية نتيجة.

ولم يستبعد محفوض، وصول سعر صحن البيض لـ20 ألف ليرة نتيجة ذبح القطعان، وارتفاع درجات الحرارة الذي يزيد الخسائر في ظل غياب الكهرباء والمحروقات، مبيّنا أن الحرارة العالية تخفّض الإنتاجية من اللحوم وتزيد من نفوق القطعان، مما سينعكس بدوره على سعر الفروج أيضا.

هذا ويقوم التجار بالتواطؤ مع الجهات المعنية بالتلاعب في الأسعار وارتفاعها، مستغلين الظروف لاستغلال إنتاج المربين وجيوب المواطنين، في ظل غياب الرقابة والتموين.

قد يهمك: ارتفاع جديد في أسعار الدواجن والأعلاف بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.