في تصريح تلفزيوني، أكد وكيل الوزير الإعلام اللبناني السابق، ميشال سماحة، المحامي صخر الهاشم، خروج موكله من السّجن اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أنه في منزله ويتمتع بصحة جيدة جدا، بعد أن وجهت له لائحة اتهام بتهريب متفجرات من سوريا إلى لبنان، بقصد اغتيال شخصيات سياسية معارضة ودينية، في أوائل عام 2012.

من وزير إلى إرهابي مدان

خلال عمله كوزير للإعلام ومرة أخرى كوزير للسياحة قاد ميشال سماحة مؤامرة لزعزعة استقرار لبنان، كان شريكه الأبرز فيها، هو رئيس مكتب الأمن الوطني السّوري اللّواء علي مملوك ومدير مكتبه.

وكان سماحة، قد أوقف في الـ8 من آب/أغسطس 2012، وأصدرت المحكمة العسكرية برئاسة القاضي، خليل إبراهيم، حكما بسجنه أربع سنوات ونصف سنة، وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة التّخطيط مع علي مملوك ومدير مكتبه، لنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان، لاستخدامها في أعمال إرهابيّة واغتيالات.

وبحسب صحف لبنانية، فقد “مُيِّز الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية، ليُشدد وتُضاعف محكوميّته ثلاث مرات، ليصدر حكم مبرم بسجنه 13 سنة سجنية، أي ما يعادل 10 سنوات، مع الأشغال الشاقة في 8 نيسان 2016”.

وكان قاضي التحقيق العسكري، رياض أبو غيداء، طالب بعقوبة الإعدام على ميشال سماحة، واللواء علي مملوك وعقيد سوري عرف باسمه الأول عدنان فقط.

وبحسب لائحة الاتهام التي نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية آنذاك، فقد نقل وزير الإعلام اللبناني السابق المتفجرات من سوريا إلى لبنان في سيارته الشخصية بعد أن سلمها له العقيد السوري.

وجاء في لائحة الاتهام أن الوزير السابق، سماحة، أبلغ العقيد عدنان واللواء علي مملوك، أنه سوف يجند أشخاصا لتنفيذ هجمات في منطقة عكار شمال لبنان، تستهدف معارضين سوريين ومهربي الأسلحة إلى سوريا. حيث قال مملوك لسماحة، إن “عرقلة تهريب الأسلحة إلى سوريا، وتنفيذ هجمات ضد مسلحين ومهربين سوريين أمر جيد للنظام السوري”.

تسريبات عن الأسد

في الواقع، في التسجيلات التي سجلها المخبر السري ميلاد كفوري، يمكن سماع سماحة يقول، إن مهمته جاءت مباشرة من الرئيس السوري، بشار الأسد.

في كانون الثاني/يناير عام 2012، تم تسريب تسجيلين صوتيين إضافيين، بدا أنهما محادثة هاتفية مع مستشارة الأسد، بثينة شعبان. وبحسب ما ورد يمكن سماعها، وهي تناقش مع سماحة المتفجرات التي سيعطونها له بل وتقترح أهدافا. وهي دليل على شخصيات بارزة في دمشق كانت تنسق إن لم تكن تقود العملية.

يلخص ميشيل جورجيو، رئيس قسم الأخبار السياسية المحلية في صحيفة “لوريان لو جور” اللبنانية، قضية سماحة، بأن “هناك قول مأثور قديم، مع نظام الأسد أنت تابع، لا حليف أو صديق”.

في آب/أغسطس 2012، اقتحم عشرات من رجال الشرطة والأمن الباب الأمامي لبيت سماحة، واعتقلوه قبل وقت قصير من الموعد المقرر لهجماته. صدم اعتقاله الشعب اللبناني، خصوصا بعد تسريب لقطات فيديو له وهو يناقش ويشرح الخطة.

دعم سماحة سياسيا

برز سماحة في المشهد السياسي المسيحي في لبنان في ذروة الحرب الأهلية، من خلال علاقاته بحزب “الكتائب”، حيث أفادت التقارير أنه طور موقعا استخباراتيا لكل من الحكومتين الفرنسية والسورية.

خلال التسعينيات، بدأت صلاته الوثيقة بالحكومة السورية، خلال فرض دمشق وصايتها على لبنان من عام 1990 إلى 2005، بدأت تؤتي ثمارها في توليه للمناصب الحكومية. ففي عهد صديقه المقرب الرئيس إلياس الهراوي، شغل سماحة منصب وزير الإعلام ثم وزير السياحة لمدة ستة أشهر، وخدم مرة أخرى في مجلس الوزراء في عهد رجل الدولة الأكبر سنا، رئيس الوزراء رفيق الحريري.

كانت الوصاية السورية للبنان التي دامت خمسة عشر عاما، هي العصر الذهبي لمسيرة سماحة السياسية. سمحت له علاقاته بدمشق بتولي نفوذا أكبر، لكنها أدت به أيضا إلى الاصطدام بشدة مع رياح التغيير في لبنان. فقبيل التحضير لاغتيال الحريري وخلال “ثورة الأرز” التي أعقبت ذلك، والتي شهدت طرد سوريا من لبنان في عام 2005، ورد أن الحريري والسماحة اختلفا حول العلاقات الغربية القوية للأول ومعارضته للحكم في سوريا.

عندما واجهت سوريا معارضة في لبنان، كانت دمشق تأتي إلى سماحة للاستفادة من مناصبه التي اكتسبتها من خلال دعمه طوال تلك السنوات.

يقول سامي نادر، مدير معهد “المشرق للشؤون الاستراتيجية”، بمساعدة سوريا، يمكن لسياسي لبناني “الحصول على مناصب رفيعة ووزارات والاستفادة من هذه السلطة”، ولكن “عليك أن تقدم تنازلات عندما يريدون ذلك”، هو بالضبط ما حدث لسماحة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة