بعد أن تجاوزت مدة انتظار الأهالي في سوريا للحصول على الغاز المدعوم من الحكومة مئة يوم، اتجهت العائلات السورية إلى وسائل بديلة، لتعويض نقص الغاز المنزلي، كاستخدام الحطب والوسائل البدائية، ما يشكل خطرا على صحة المواطنين.

بدائل غير صحية

نقص الغاز المنزلي أثّر على الاحتياجات اليومية للعائلات السورية، التي عجزت عن إنجاز وجبات الطعام في المنازل، في ظل غياب الكهرباء، التي لا يمكن الاعتماد عليها في الأعمال المنزلية، مع وصول ساعات التقنين إلى أكثر من 20 ساعة يوميا.

وتلجأ العوائل إلى وسائل بديلة لمواجهة أزمة الغاز، كاستخدام الحطب و“البابور” في طهي الطعام، لا سيما مع ارتفاع أسعار الغاز خارج إطار الدعم الحكومي، ليصل سعر الغاز إلى 150 ألف ليرة سورية في بعض الأحيان.

“مرت ثلاث أشهر على آخر مرة حصلت فيها على الغاز المدعوم” يقول عمرو صباغ، وهو أب في عائلة مكونة من ستة أفراد، مؤكدا أن الغاز نفذ من المنزل ولا يستطيع الحصول على المادة بسبب الأزمة الأخيرة.

ويقول صباغ، في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “لا نعلم متى تصل الرسالة المخصصة من أجل أن نحصل على أسطوانة غاز بسعر مخفّض، أقوم بجمع وشراء الحطب للقيام بالأعمال المنزلية والطبخ في ظل فقدان الغاز“.

قد يهمك: زيادة تصدير البندورة والخيار من سوريا.. ارتفاع أسعار جديد؟

ويضيف: “بالتأكيد لا أستطيع شراء الغاز من السوق السوداء، بسبب الأسعار الفلكية، ما زلنا بانتظار الرسالة، للتوجه والحصول على أسطوانة غاز بسعر مدعوم. استخدام الحطب، هو عمل شاق ويستهلك الكثير من الوقت وله تبعات سلبية في منزلنا الصغير، هناك بدائل في السوق للطبخ والاستخدامات المنزلية، لكن معظمها تعمل على الكهرباء وأسعارها مرتفعة“.

أزمة متجددة

أزمة الغاز زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية، بعد أن وصلت مدة انتظار البعض لرسائل الحصول للمخصصات من مادة الغاز إلى 130 يوما في ريف دمشق، ونحو مئة يوم في مدينة دمشق، الأمر الذي تسبب بارتفاع الأسعار في السوق السوداء ليصل إلى ما بين 150 و175 ألف ليرة لأسطوانة الغاز الصناعي و100 و125 ألف لأسطوانة الغاز المنزلي.

وبحسب قرار لجنة الأسعار في محافظة دمشق، فإن التسعيرة الأخيرة لأسطوانات الغاز الصناعي والمنزلي، على البطاقة الذكية تبلغ 43800 ليرة سورية، لأسطوانة الغاز الصناعي سعة 16 كغ، وسعر أسطوانة البوتان المنزلي على البطاقة الإلكترونية سعة 10 كغ بـ 10700 ليرة سورية.

 كذلك وصلت الأزمة مؤخرا إلى الأسطوانات الفارغة، التي بلغ سعر الواحدة منها إلى 700 ألف ليرة سورية بحسب تقرير نشرته صحيفة “البعث” المحلية الجمعة الماضي، في حين أن سعرها الرسمي بحسب شركة “محروقات” هو 117 ألف ليرة، لكنها لا تتوفر في الشركة، ما يضطر الأهالي للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

ونقلت الصحيفة المحلية، عن مصدر في وزارة النفط، قوله إن: “الجهة المسؤولة عن توفير الأسطوانات فشلت في تأمينها، وهي جهة لا تتبع للوزارة“، مشيرا إلى أن الوزارة وشركة محروقات لا يمكنهما استيراد الأسطوانات من دون تفويض من تلك الجهة، في حين لم يسمّ المصدر اسم تلك الجهة.

ليست المرة الأولى التي تتأخر رسائل الغاز بالوصول للسوريين، فقد بات التأخير أمرا اعتياديا، لكن في كل مرة تدّعي الجهات الحكومية المسؤولة وجود سبب لهذا التأخير.

فبحسب تقرير سابق لـ“الحل نت“، أرجع أعضاء في جمعية معتمدي الغاز في دمشق، تأخر تحميل سيارات المعتمدين في معمل غاز دمشق وريفها، بسبب قلة العمال في المعمل الذين يتم تجميعهم في وردية واحدة بدلا من ورديتين، ذلك أن عمل الوردية يبدأ في السابعة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، بينما يستمر عمل الوردية الثانية حتى الحادية عشرة ليلا.

وأضاف التقرير، أن أغلب العمالة في المعمل عمالة موسمية يتم تجديد عقودها كل ستة أشهر، ومع قرب نهاية الفترة يتم الاستغناء عن البعض، أو يترك البعض عمله نتيجة ضعف الراتب الذي لا يساوي سوى 3 آلاف ليرة في اليوم، مبينا أن ضعف اليومية للعمال والعتالة يرتّب على المعتمدين دفع مبالغ إضافية، فكل معتمد يدفع مبلغ 6 آلاف ليرة، 3 آلاف للعمال و3 آلاف للعتالة، لذلك فإن قلة العمال والعتالة يؤثر بشكل أو بآخر في سرعة حصول المعتمد على مخصصاته.

قد يهمك: المتة في سوريا على “البطاقة الذكية“؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.