من المتوقع أن يكون لمقتل زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي، أيمن الظواهري، في غارة أميركية في أفغانستان أثرا ضئيلا على الجماعات التابعة للتنظيم في سوريا الممزقة بفعل سنوات الحرب، بحسب بعض المحللين. 

لقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الاثنين الفائت، أن الظواهري قتل بغارة صاروخية أميركية على كابول في أفغانستان. وتفاعل العديد من القادة الجهاديين في سوريا مع هذا الحدث، حيث دعمت “القاعدة” العديد من الجماعات المسلحة خلال الصراع الذي دام عقدا من الزمن في البلاد. فـ”أبو عبد الله الشامي”، وهو قيادي رفيع المستوى في “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، نشر مذكرة في غرفة محادثة على تطبيق التراسل “تلغرام” ينعي فيها الظواهري. 

وبالرغم من قطع العلاقات الرسمي فيما بين التنظيمين، إلا أن الخبراء يرون أن الجماعة الجهادية السورية المسلحة حافظت على ايديولوجيتها المستوحاة من “القاعدة”. “لهذا السبب يمكن اعتبار مقتل شخص مثل الظواهري، بمثابة ضربة رمزية للحركة الجهادية في سوريا”، يقول الباحث السوري صدر الدين كينو الباحث في الجماعات المسلحة في البلاد. 

وكانت جماعات مسلحة أخرى متمركزة في إدلب قد أعلنت الولاء لتنظيم “القاعدة” مثل “حراس الدين” و”الحزب الإسلامي التركستاني”. ويقول كينو، في حديث لـ”فويس أوف أمريكا” ضمن تقرير نشره الموقع وترجمه موقع “الحل نت”: “سوف لن يكون لموت الظواهري أي تأثير مباشر على طريقة عمل هذه الجماعات في سوريا، إن هياكلهم التنظيمية مستقلة إلى حد كبير عن الهيكل المركزي لتنظيم القاعدة”. 

ويرى محللون آخرون أن الظواهري كان رمزا لجيل أقدم من “القاعدة”، والذي لم يكن بالضرورة ذو صلة كبيرة بالجماعات المتطرفة اليوم في سوريا وغيرها من الأماكن في العالم. يقول نيكولاس هيراس، الخبير في الشؤون السورية في “معهد نيولاينز للسياسة والإستراتيجية” في واشنطن، موضحا: “لدى الجيل الأصغر عمرا من أولئك القادة الجهاديين الذين استوحوا إيديولوجيتهم من القاعدة، نهج مختلف عن نهج الجيل الأكبر سنا داخل التنظيم الإرهابي، بما في ذلك الظواهري. نهجهم يركز على بناء الدعم المحلي لمجتمع قائم على المثل التي وافق عليها تنظيم القاعدة. وفي سوريا، تولى الجيل الجديد زمام الأمور وكان التركيز على الجهاد هناك يتمحور حول بناء مجتمع مستدام قائم على المبادئ السلفية”. 

وتعتبر محافظة إدلب السورية آخر معقل رئيسي تسيطر عليه القوات المعارضة لحكومة دمشق، حيث تقوم القوات السورية وحليفتها الروسية بشن عمليات في المنطقة. كذلك تنفذ الولايات المتحدة ضربات في إدلب من حين إلى آخر مستهدفة قادة مرتبطين بتنظيم “القاعدة”.  

بالإضافة إلى هذه الضربات، يقول الخبراء أن التنافس بين الجماعات الإرهابية المختلفة المتواجدة في إدلب، أجبر البعض منها على الابتعاد عن الأنظار. فقد اعتقلت “هيئة تحرير الشام” الأكثر قوة في المنطقة بعض قادة الجماعات الأصغر المرتبطة بـ”القاعدة”، بما في ذلك “حراس الدين”. “العديد من الأعضاء القياديين مختبئين، لذا فإن تنظيم حراس الدين مهمش بالفعل، ولا أعتقد أن موت الظواهري سوف يغير ذلك”، يقول أيمن جواد التميمي، الباحث السوري في جامعة “سوانسي” في بريطانيا.

ويختتم التميمي حديثه بالقول: “يبقى أن نرى مع خليفة الظواهري هل سوف يكون له أي تأثير مختلف على فروع تنظيم القاعدة في سوريا وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم أم لا”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة