مع انتشار المخدرات في سوريا، وتوسع فئات متعاطي المواد المخدرة خلال السنوات الأخيرة، بدأت بعض المدارس تتحول إلى ملجأ لمتعاطي المخدرات في دمشق، وفق تقارير أعدتها منظمات معنية.

الشبان والمراهقين

منظمة “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا“، ذكرت في تقرير أن: “عددا من الشبان والمراهقين في مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، الذين يتعاطون المواد المخدرة يستغلون عطلة المدارس وإغلاقها في العطلة الصيفية، وخلوها من الموظفين والطلاب للدخول إليها وتعاطي المواد المخدرة داخلها كالحشيش والحبوب المخدرة، وذلك بعيدا عن مراقبة الأهالي ونظرات المارة“.

ونقلت صحيفة “زمان الوصل” الجمعة عن المنظمة قولها، إن الشبان يختارون المدارس التي تقل حولها الأبنية السكنية، ولا تطل على باحاتها أي أسطح أو نوافذ للمنازل، ويقومون بالقفز من على أسوارها وأبوابها للدخول إليها بهدف تعاطي المخدرات.

ونقلت المنظمة شكاوى الأهالي المجاورين لتلك المدارس، حيث عبروا عن استيائهم من انتشار هذه الظاهرة مؤخرا، وأكدوا أن بعض الشبان أصبحوا يدخلون المدراس نهارا دون الخوف من المساءلة أو العقاب، مطالبين الجهات المعنية والسلطات المختصة بملاحقة هؤلاء الشبان واتخاذ تدابير رادعة وصارمة اتجاههم، خاصة أن دخولهم إلى المدارس للتعاطي يرافقها عمليات سرقة لإثاث، ومحتويات المؤسسات التعليمية.

ويؤكد تقرير المنظمة، تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في مخيم “الحسينية“، بين فئات الشباب والأطفال خاصة في السنوات الأخيرة، وباتت هذه الظاهرة الدخيلة تلقي بظلالها على السكان عموما، حيث الخشية على الأبناء والبنات في المدارس والجامعات تلاحق الآباء.

انتشار الإدمان في سوريا

تعاطي المخدرات، يعرف عموما على أنه حالة تنتج عن الاستخدام المستمر والمتجاوز لمادة معينة (طبيعية أو اصطناعية)، والتي تسبب تسمما دوريا ومزمنا ضارا بالفرد والمجتمع، ومثل هذه المادة لها مجموعة من التأثيرات النفسية مثل التغيرات في مزاج الشخص وفكره وإدراكه وسلوكه، من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.

قد يهمك: قائد الوحدات الخاصة في زمن حافظ الأسد.. وفاة علي حيدر

بشكل عام، أشار طبيب الأعصاب، عبد الرحمن أبو نبوت، إلى أن تعاطي المخدرات سواء بشكل غير قانوني أو بوصفة طبية لا يؤدي إلى حالة من الإدمان، هناك خط رفيع بين الاستخدام المنتظم للمخدرات والإدمان، ولا يزال بإمكان عدد قليل من متعاطي المخدرات التعرف على تجاوزهم لهذا الخط.

وأوضح أبو نبوت، خلال حديث سابق لـ“الحل نت“، أن تعاطي المخدرات يعد مشكلة منتشرة في مختلف البلدان، وتؤثر على كل مجتمع وعائلة تقريبا بطرق مختلفة، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية خلال عام واحد، تعاطى أكثر من 275 مليون شخص حول العالم الأدوية مرة واحدة على الأقل، وهو ما يعادل تقريبًا 5.6 بالمئة من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما.

وعلى مدى القرن الماضي، أكد طبيب الأعصاب، أنه تم اقتراح العديد من النظريات لوصف مسببات تعاطي المخدرات، وثبت أن الحياة الأسرية المضطربة، تبدو عامل خطر رئيسي لتعاطي المخدرات من قِبل بعض الشباب، وعلاوة على ذلك، قد يكون تأثير مجموعات الأقران، والذي يكون قويا عادة خلال سنوات تكوين الشباب، أقوى من تأثير الآباء في بعض الحالات.

وفي سوريا، وتحديدا خلال العقد الماضي وأثناء الصراع السوري، كانت هناك مجموعة كبيرة من الشباب الذين كانوا يتعاطون المواد الأفيونية، كما وجدت دراسة شملت السوريين الذين فروا إلى العراق، أن حوالي نصف المستجيبين، تناولوا أكثر من خمسة مشروبات كحولية في الأسبوع.

وذكر أبو نبوت، أنه حتى الآن، لا يتوفر الرقم الدقيق حول استخدام العقاقير غير المشروعة، ولكن ربما يكون قد زاد بسبب زيادة إنتاج وتجارة المخدرات غير المشروعة نتيجة للأزمة، إلا أن التصريحات الحكومية تفيد بأن هناك حوالي 2000 شخص يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات في سوريا، معظمهم من الشباب.

الشباب الفئة الأكثر إدمانا

عمليات ضبط المخدرات الكبرى في المملكة العربية السعودية ولبنان والأردن وأماكن أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ نيسان/أبريل الفائت، تشير إلى النمو الهائل في الاتجار الإقليمي لعقار “الكبتاغون” وخاصة في سوريا.

ارتفاع حالات الإدمان في سوريا بكافة أنواعها في معظم الفئات العمرية، لا سيما الشباب، من كلا الجنسين، خاصة خلال سنوات الحرب، هو ما أكده مدير مشفى “ابن رشد” للأمراض النفسية، الدكتور غاندي فرح، في تصريح رسمي، لصحيفة “البعث” المحلية.

قد يهمك: حرب جديدة بين “حزب الله” وإسرائيل بسبب الحدود البحرية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.