لم تقتصر معاناة سكان المخيمات، في مناطق شمال غرب سوريا، على النزوح والفقر فقط، إنما كان لارتفاع درجات الحرارة، تأثيرا كبيرا على العوائل التي تعيش ظروف إنسانية هي الأسوأ منذ عقود، لتسجل تلك المخيمات حالات تسمم جديدة بعد تناولهم وجبات غذائية، لم تحفظ بطريقة سليمة.

29 حالة تسمم

عبادة ذكرى متطوع في منظمة “الدفاع المدني السوري”(الخوذ البيضاء)، قال لموقع “الحل نت”، إن “فرق الإسعاف التابعة للدفاع المدني بمنطقة كللي، أسعفت 29 حالة من مخيم البشير مصابة بحالات تسمم، إلى المشافي القريبة من المنطقة”.

وأضاف ذكرى، أن “مشفى مدينة كلي للأمومة والطفولة، أصدر تقريرا طبيا أوضح أن سبب الإصابات، ناتجة عن تناول وجبات طعام جاهزة فاسدة، ومعظم الحالات تعاني من مغص معوي”.

إقرأ:السيارات الأوربية تغزو إدلب والرابح “تحرير الشام”

ليست المرة الأولى

ناشطون محليون، قالوا لموقع “الحل نت”، إن “حالات التسمم التي تظهر في مخيمات النازحين في الوقت الحالي ليست الأولى من نوعها، حيث سجلت مئات الحالات من بداية العام الحالي وحتى الآن”.

وأوضح الناشطون، أنه “في 27 نيسان/ أبريل الماضي، سجلت فرق الإسعاف في مناطق المخيمات شمال إدلب، إصابة أكثر من 150 شخصا خلال يومين فقط، بحالات تسمم نتيجة تناول وجبات غذائية مقدمة من إحدى المنظمات العاملة في المنطقة.

قد يهمك:إدلب.. سياسة جديدة للجولاني مع “حراس الدين”؟

أسباب تكرار حالات التسمم

عبادة ذكرى المتطوع في” الدفاع المدني “، أعتبر خلال حديثه، أن” السبب الرئيسي لتكرر حالات التسمم في المخيمات، هو غياب أدنى الشروط الصحية لحفظ الطعام، مع ارتفاع درجات الحرارة، وتناول الأطعمة المكشوفة”.

وأضاف ذكرى، أن أحد الأسباب أيضا “عدم مراعاة الكثير من المنظمات التي تقدم الأطعمة في المخيمات لمعايير صحة هذه الأطعمة التي يتم تغليفها لساعات طويلة ما يسرّع من عملية فسادها بسبب الظروف الجوية والارتفاع الكبير في درجات الحرارة”.

وعن الحلول المطروحة لعدم تكرار إصابة قاطني المخيمات بالتسمم نتيجة تناول وجبات الطعام، أشار ذكرى إلى أن، “عدم وجود ثلاجات لحفظ الطعام أو حتى كهرباء لتشغيل هذه الثلاجات يسرّع من عملية فساد هذه الأطعمة وبالتالي تؤدي إلى حالات التسمم الغذائي، وتوفير مثل هذه الاحتياجات، سوف يحد بشكل كبير من تكرار الحادثة”.

ويبلغ عدد المخيمات الكلي في (محافظة إدلب وريفي حلب الشرقي والشمالي)، 1,489 مخيما، في حين يبلغ عدد سكانها 1,512,764، منها مخيمات عشوائيّة تتكون من 452 مخيما، يقطنها 233,671 نسمة.

وسبق أن أصدر “فريق منسقو استجابة سوريا” تقريرا، يوضح فيه أبرز الاحتياجات الخاصة بالمخيمات في شمال غرب سوريا، وقال إن 79 بالمئة من المخيمات تعيش أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين أن نحو 92 بالمئة من المخيمات تواجه أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.

إقرأ:مخطط روسي للتصعيد العسكري في إدلب.. هذا موعده

ويفتقر النازحون في مناطق شمال غرب سوريا لمقومات الحياة، وتعيش المخيمات الواقعة قرب الحدود السورية التركية، أزمة إنسانية هي الأسوأ منذ سنيين، بسبب قلة الدعم المقدم من قبل المنظمات العاملة في المنطقة، إضافة لسوء الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن التضخم العالمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.