خلال يومين متتاليين، تصعيد مكثف للقوات التركية بالطائرات المسيرة “درون” والمدفعية، استهدفت المناطق السكنية في المدن والقرى الحدودية شمالي الحسكة وصولا إلى ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع استمرار التهديدات التركية بعملية عسكرية جديدة لربط ما تسميها تركيا بـ “حلقات الحزام الأمني” شمال سوريا.

استهداف مواقع سكنية

مصادر محلية في القامشلي، أفادت لموقع “الحل نت”، إن القوات التركية، قصفت ظهيرة اليوم الثلاثاء، مجددا موقعا سكنيا بالقرب من مشفى كورونا في مدينة القامشلي، بعد يومين من استهداف المنطقة الصناعية بالمدينة خلفت ضحايا وإصابات بينهم طفلين من عائلة واحدة.

وأضافت المصادر، أن طفلة فقدت حياتها وأصيب أكثر من عشرة أشخاص بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال، نتيجة القصف التركي على قرى سكنية في ريف القامشلي.

كما فقد أربعة عسكريين من قوات “الحماية الذاتية”، وأصيب ثلاثة آخرون، في استهداف طائرة مسيرة تركية، بحسب بيان لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ووفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، “تعرضت 22 قرية وبلدة لقصف مباشر من قبل القوات التركية المتمركزة داخل الأراضي التركية، وموقعين عسكريين، ليرتفع عدد النقاط التي تعرضت للقصف البري إلى 24.

كما سقطت عدة قذائف مدفعية قرب القاعدة الأميركية على “سد مزكفت”، وأخرى قرب كنيسة مار جرجس للسريان المسيحيين في قرية محركان، وقرية أومريك في ريف بلدة تربسبيه/ القحطانية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، بحسب “المرصد السوري”.

حصيلة لقاءات سابقة

المحلل السياسي، جوان يوسف، قال لموقع “الحل نت”، إن التصعيد التركي المؤخر، هو حصيلة لقاءات سابقة في تحالف مستجد بين موسكو وأنقرة، خصوصا بعد قمة “سوتشي” التي جمعت بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الخامس من شهر آب/أغسطس الجاري.

وأضاف يوسف، أنه مع انتهاء القمة الأخيرة بين الجانبين، تزايد القصف التركي على الشمال السوري، في ظل الضبابية على المواقف الدولية من التصعيد الجديد.

وأشار يوسف، إلى ضوء أخضر روسي أمام التصعيد التركي شمال سوريا مقابل صفقة مصالح بين الدولتين من خلال شراء تركيا للغاز الروسي بالعملة الروسية (الروبل)، وتسهيل عمليات شحن البضائع الأوكرانية عبر الموانئ التركية.

وهذا ما أعطى دفعا لتركيا بالتصعيد من خلال الاستهداف الجوي على مناطق “قسد” كبديل للعملية العسكرية في ظل الرفض الدولي لأي اجتياح تركي بري شمال سوريا، وفق يوسف.

أجواء مفتوحة

المحلل السياسي، جوان يوسف والمقيم في سويسرا، نوه بأن تركيا تتحرك في المنطقة القاتلة بين النفوذين الأميركي والروسي شمال سوريا، عبر الطائرات المسيرة “درون” التي تحتاج إلى أجواء مفتوحة.

وقال يوسف، إن الطائرات المسيرة التركية والتي لا يتجاوز مداها 15 كم لا تعمل في أجواء مغلقة، بل بحاجة لأن تسري في أجواء مفتوحة.

مضيفا، أن هذه الطائرات تحتاج إلى طائرات مراقبة جوية ورادارات، كما تحتاج إلى أشخاص على الأرض لإعطاء الإحداثيات للطائرات المسيرة، على حد وصفه.

وأشار يوسف، إلى أنه لو كان هناك اعتراض أميركي أو روسي، لما استطاعت تركيا بالتحرك في المنطقة المتداخلة بين النفوذين من خلال الاستهداف الجوي شمال سوريا.

ويتزامن هذا التصعيد مع تهديدات جديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي جدد تهديداته أمس الإثنين، بتوصيل حلقات الحزام في إشارة إلى الربط بين مناطق العمليات التركية السابقة الممتدة من عفرين مطلع 2018 إلى سري كانيه/رأس العين أواخر 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.