في سوريا، يعاني المواطنون، خاصة في فصل الصيف، من انقطاع التيار الكهربائي قد يصل إلى 8 ساعات، في حين أنه قد يصل لمدة ساعة واحد فقط في أحسن الأحوال، ومع انعدام وسائل التبريد، الأمر الذي يجبرهم على شراء ألواح الثلج لشرب المياه الباردة أو لمحاولة حفظ الطعام بالوسائل البدائية.

القالب بـ 8 آلاف

أثار ارتفاع أسعار ألواح ومكعبات الثلج إلى 8000 ليرة سورية و3000 ليرة سورية، على التوالي غضب سكان دمشق وريفها، وفق ما نقلته صحيفة “تشرين” المحلية، أمس الأربعاء، ويرجع ذلك نظرا للزيادة الأخيرة في تقنين الكهرباء لفترات طويلة، فضلا عن احتياج السكان إلى الألواح للتبريد بسبب الحرارة المرتفعة.

أسعار قوالب الثلج ارتفعت في سوريا عن العام الماضي، وأصبحت تشكل ضغطا إضافيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وتختلف أسعار ألواح الثلج باختلاف الموقع والمورد، حيث يتراوح سعر الكيس صغير الحجم بين 2000 و3500 ليرة، والقالب كبير الحجم بين 4500 و6000 ليرة.

ووفقا لحديث صاحب مصنع لقوالب الثلج في منطقة قدسيا، فإن تكلفة المنتج تختلف باختلاف مكان إنتاجه ومكان بيعه، وبالإضافة إلى ذلك، يدرج البائعون رسوم الشحن والنقل بالسعر الأساسي، فكيس الثلج صغير الحجم يبلغ تكلفته في المعمل 1500 ليرة، وقالب الثلج حجم 80 سم، 4000 ليرة والـ 90 سم بـ 5000.

وأضاف صاحب المصنع للصحيفة، أن التكاليف هذا العام زادت بسبب ارتفاع سعر المازوت الذي تعمل عليه المولدات لصناعة الثلج في ظل انقطاع كبير للتيار الكهربائي.

برادات بلا استعمال

بيع قوالب الثلج يعد موسميا، ويرتفع بالصيف من أجل الحصول على الماء البارد تزامنا مع انقطاعات لساعات طويلة في التيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى مستويات عالية خلال آب/أغسطس الحالي.

أميمة، المنحدرة من ريف دمشق، قالت أنها تنفق أكثر من 6000 ليرة سورية للحصول على المياه الباردة، موضحة أنه بسبب انقطاع الكهرباء، بدأت الثلاجة “البراد” تشبه “النملية” (أي باتت مخزنا) لقلة استخدامها في تبريد الطعام.

وتضيف أميمة، أن كيس الثلج الصغير وزنه 400 غرام من المحل المجاور لمنزلها، سعره 2000 ليرة، وسرعان ما يذوب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن عليها شراءه بشكل دوري لأن التجار يرفعون الأسعار ولا يتبعون تسعيرة دائرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

الجدير ذكره، أن نشرة أسعار ألواح الثلج المعدة للاستخدام الغذائي، وفق المواصفة القياسية السورية، حدد سعر كيلو مكعبات الثلج بـ 200 ليرة سورية وصفيحة الثلج 16 كيلوغراما بـ 2000 ليرة سورية لتاجر الجملة، والمنتج و2200 ليرة سورية للمستهلك.

المناطق الحارة أكثر ارتفاعا بالأسعار

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن موسم تجارة ألواح الثلج في مناطق “شرق الفرات” يبدأ مع الصيف، وفي ريف محافظة دير الزور، حيث وصل سعر لوح الثلج الواحد إلى 5000 ليرة سورية.

وبيّن التقرير، أن التجار يبدؤون الموسم بأسعار مرتفعة، مع رفعها لاحقا ليصل سعر لوح الثلج إلى ضعف سعره الأولي مع اشتداد درجات الحرارة في المنطقة الشرقية.

وبحسب التقرير، فإن التجار وأصحاب معامل الثلج، يتذرعون بارتفاع تكاليف الإنتاج، فيما يرى الأهالي أن التجار يستغلون نقص المحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية، وسط انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في المناطق الشرقية السورية.

ويتجه سكان المحافظات الشرقية في فصل الصيف عادة، إلى شراء ألواح الثلج لخلطها بالماء العادي لتصبح قابلة للشرب وسط الأجواء الحرارية العالية، وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وكذلك شحّ المياه في جميع أنحاء المنطقة الشرقية، حيث تشهد هذه المناطق اصطفاف طوابير طويلة للحصول على لوح ثلج واحد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.