بعد ما يقرب من أسبوع على اختفائها من أمام منزلها في حي المهاجرين بمحافظة حمص السورية، عثرت الأجهزة الأمنية السورية على جثة الطفلة جوى استانبولي البالغة من العمر أربع سنوات، مشوهة ومرمية في مكب نفايات، الأمر الذي هز المجتمع السوري وعموم مجتمع المنطقة. وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي من عدة دول عربية في الوطن العربي مع الطفلة، وكذلك تفاعل وتضامن الوسط الفني مع ذوي الطفلة جوى، حيث قام العديد من الفنانين السوريين واللبنانيين بنشر مقاطع فيديو ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي ينعون فيها الطفلة، معربين عن حزنهم العميق وغضبهم وسط مطالب بالعدالة والكشف عن هوية الجاني وإعدامه.

القتل بآلة حادة

وزارة الداخلية السورية أعلنت في بيان رسمي أن الطفلة جوى استانبولي (4 أعوام) التي كان قد أعلن عن اختفائها من أمام منزلها في حي المهاجرين بمدينة حمص، قبل أيام، قد عثر عليها “مقتولة ومرمية في مكب نفايات تل النصر في حمص”.

وقالت الوزارة في حسابها الرسمي على منصة “فيسبوك” إنه “من خلال التحقيقات الأولية ونتيجة الكشف الطبي على جثة الطفلة تبين أنها تعود للطفلة جوى استانبولي، التي فقدت منذ يوم 8 آب/أغسطس  الجاري، وقد تعرفت والدتها عليها من خلال ملابسها”.

وتبين أن “سبب الوفاة النزف الحاد الناجم عن ضرب الرأس بآلة حادة”. وقرر القاضي تسليم الجثة لذويها، فيما تستمر التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة وتوقيف مرتكبيها، وفق وزارة الداخلية السورية.

من جانبه، صرح مدير الهيئة العامة للطب الشرعي، زاهر حجو، لإذاعة “شام إف إم” المحلية بأن التشوه الظاهر على جثمان الطفلة ناتج عن حالة التفسخ “تحلل الجسد”، مشيرا إلى أن حالة الوفاة ناتجة عن الضرب بآلة حادة على الجانب الأيسر من رأس الطفلة.

تفاعل الوسط الفني

في المقابل، ضجت المنصات والمواقع الاجتماعية بموجة غضب وحزن عارمين على انتهاء قصة اختفاء الطفلة بهذه الطريقة المأساوية البشعة.

وتساءل رواد مواقع التواصل ومجموعة من الفنانين السوريين واللبنانيين باستهجان عن السبب الذي يدفع لخطف وقتل طفلة بعمر الورود بهذه الطريقة العنيفة وتشويهها، ورميها في مكب النفايات بكل هذه السهولة، دون أي رادع إنساني أو أخلاقي أو وجداني.

وشارك الفنان السوري بشار إسماعيل، مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك”، ظهر فيه حزينا باكيا ومتأثرا بوفاة الطفلة جوى، مبينا أنه تابع أخبارها منذ الإعلان عن اختطافها مما دفعه للدخول في حالة من القلق والخوف عليها.

واعتبر إسماعيل الجريمة التي تعرضت لها جوى بأنها “الأشد بشاعة في العالم”، وطالب الجهات المختصة بالكشف عن هوية القاتل واتخاذ قرار إعدامه على الفور وتنفيذه أمام شاشات التلفزة، ليصبح عبرة لغيره من خاطفي وقاتلي الأطفال.

من جانبه، وصف الفنان عدنان أبو الشامات قاتل الطفلة جوى بـ “الوحش الخطير”، داعيا إلى الكشف عنه في أسرع وقت، وكتب على صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “شو نوع المخلوق يلي ممكن يفكر يئذي هيك ملاك بريء؟ لا شك أنه ما ممكن يكون إنسان أبدا، هاد أكيد وحش خطير جدا على كل محيطه حاليا، ولازم يلتقى بأسرع وقت ممكن، لحتى ترجع الناس تحس بالأمان على نفسها وعلى أولادها وبناتها، لازم الوصول للقاتل يشكل الأولوية القصوى لكل أجهزة الأمن”.

بدوه، دعا الفنان علاء قاسم إلى تقديم القاتل للعدالة، حيث نشر صورة الطفلة جوى على صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك” وعلق قائلا “القاتل سيلاحق ويعاقب بأشد العقوبات”.

بينما تفاعلت الفنانة السورية سوسن ميخائيل، صورة للطفلة جوي، عبر حسابها على منصة “انستغرام”، وأرفقتها بتعليق عبرت فيه عن حزنها قائلة” “ملاك في السماء يا جوي القصة انتهت”.

كذلك، تفاعلت الفنانة السورية سلاف فواخرجي مع حادثة جريمة قتل الطفلة، حيث قالت عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام”،  “سلام لروح هالملاك، الله يصبر أهلها”.

من جهتها، أعربت الفنانة شكران مرتجى عن حزنها وأملها بالصبر لأسرة الطفلة جوى، حيث نشرت صورة الطفلة عبر “الإنستغرام” وعلقت بالقول: “الله يصبر أمك وأبوكِ”.

هذا وقبل قرابة أسبوع، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر اختفاء الطفلة جوى استانبولي، خارج منزلها في محافظة حمص.

قد يهمك: تعذيب وحرق جسد طفل.. ارتفاع معدل العنف المنزلي في سوريا

التدهور المجتمعي إلى أين؟

عدة تقارير رصدت تزايد حالات اختطاف الأطفال من قبل عصابات مجهولة في سوريا مع استمرار تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية عامة.

وفي شباط/فبراير الماضي، تصدرت قضية اختطاف الطفل، فواز قطيفان، حديث الشارع، قبل زعم حكومة دمشق تحريريه من خاطفيه، في حين أكد والد الطفل آنذاك، بأنه تم الإفراج عن ابنه، بعد دفع فدية مقدارها 105 ألف دولار أميركي أي ما يعادل نحو 380 مليون ليرة سورية، حيث تعد هذه العملية الأولى من نوعها من حيث الفدية والتنفيذ.

ووفق عدة تقارير للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والطفل، يعتبر الأطفال السوريون هم أكثر من دفعوا ضريبة الأزمة السورية الدامية منذ سنوات عديدة.

وبحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” فقد تم توثيق مقتل وإصابة حوالي 12 ألف طفل خلال العقد الماضي، أي بمعدل أكثر من 3 أطفال يوميا، وذلك خلال تقرير صدر عنها في آذار/مارس من عام 2021.

وفي هذا الإطار، قال ممثل اليونيسيف في سوريا، بو فيكتور نيلوند: “وُلد حوالي 5 ملايين طفل في سوريا منذ عام 2011، ولم يعرفوا شيئا سوى الحرب والنزاع، في أجزاء كثيرة من البلاد، وما زالوا يعيشون في خوف من العنف والألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب”.

وكشفت المنظمة أن 90 بالمئة من الأطفال السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الملحة. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن عدد الأطفال السوريين المشردين في داخل البلاد وخارجها، يزيد على 5 ملايين طفل.

قد يهمك: بعد الإفراج عن فواز القطيفان.. من يقف وراء حالات الاختطاف في درعا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.