بعد أشهر من تأجيله، لتجنب تصعيد التوتر مع الصين خلال استعراضها للقوة قرب تايوان خلال هذا الشهر، أجرى الجيش الأميركي اختبارا لصاروخ باليستي عابر للقارات.

وقال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه أجرى اختبارا لصاروخ “مينتمان 3” الباليستي العابر للقارات، مضيفا في بيان رسمي له، أن الاختبار يظهر “جاهزية القوى النووية الأميركية، ويوفر الثقة في مدى فتك وفعالية الردع النووي للولايات المتحدة”.

300 اختبار

 الجيش الأميركي، تابع في بيانه الرسمي، إن نحو 300 من هذه الاختبارات أُجريت من قبل ولم تكن نتيجة أي حدث عالمي بعينه.

ويعد الصاروخ “مينيتمان 3” القادر على حمل سلاح نووي، وهو من إنتاج شركة “بوينغ”، سلاحا مهما في ترسانة الجيش الأميركي الاستراتيجي، إذ يزيد مدى هذا الصاروخ على 9660 كيلومترا، ويمكنه التحليق بسرعة تقترب من 24 ألف كيلومتر في الساعة.

كما وتُحفظ هذه الصواريخ في مستودعات تحت الأرض في أماكن متفرقة تحت إدارة أطقم الإطلاق، وفق تقارير غربية.

وكان البيت الأبيض، قد أعلن في الخامس من آب/أغسطس الجاري، تأجيل تجربة إطلاق روتينية لصاروخ “مينيتمان 3” العابر للقارات، لتجنب التصعيد مع بكين.

وفي أبريل/نيسان، ألغى الجيش الأميركي، اختبارا لصاروخه الباليستي العابر للقارات “مينيتمان 3″، وكان هذا التأجيل بهدف خفض التوتر النووي مع روسيا في أثناء غزوها المستمرة في أوكرانيا.

ويأتي هذا الاختبار في وقت نشرت فيه الصين، عشرات الطائرات وأطلقت الصواريخ مستخدمة الذخيرة الحية في مضيق تايوان، بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. وتعتبر الصين، تايوان جزءا من أراضيها ولم تتخل أبدا عن استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها، وفق وكالة “رويترز”.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين، أن القوات الجوية خططت لإجراء تجربة إطلاق من قاعدة فاندنبرغ، الجوية في كاليفورنيا، لكنها أرجأت ذلك.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن وزير الدفاع لويد أوستن، هو من أصدر الأمر العسكري بوقف اختبار الصاروخ الباليستي، رافضا أن يحدد ما إذا كانت الأوامر قد صدرت بالأساس عن الرئيس جو بايدن.

قد يهمك: مخاطر عودة التسلح النووي في العالم.. آثار كارثية؟

قدرات الصاروخ الخارقة

في سياق متّصل، يشتهر صاروخ “مينيتمان 3” بأنه أحد الصواريخ المميزة المنتمية للعائلة الباليستية العابرة للقارات، وقد دخل في تسليح الجيش الأميركي منذ عام 1970.

إلا أنه وبعد 8 سنوات، وتحديدا في نهاية عام 1978، توقف إنتاج هذا الصاروخ رغم ما يتمتع به من قدرة على تدمير الأهداف على بعد 12 ألف كيلومتر.

أما سرعة صاروخ “مينيتمان 3″، فتصل إلى 23 ماخ، ويبلغ مدى الطيران الخاص به 13 ألف كيلومتر، فيما يصل أقصى ارتفاع تحليق إلى ألف و100 كيلومتر.

وتجربة صاروخ “مينيتمان 3″، تعد روتينية تجرى 4 مرات سنويا في قاعدة بولاية كاليفورنيا التي تطلق منها الصواريخ إلى هدف في المحيط الهادئ، كما وتمتلك واشنطن 450 صاروخا، من هذا النوع ضمن القوات الجوية الأميركية، وفق تقارير صحفية.

التسلح النووي

في آب/أغسطس 2019، خرجت الولايات المتحدة من معاهدة “الحد من انتشار الصواريخ النووية المتوسطة المدى” الموقّعة مع روسيا وسط مخاوف من احتدام سباق التسلح النووي بين البلدين، كما حدث في الحرب الباردة.

وكان الاتفاق الأميركي-الروسي يحظّر استخدام سلسلة من الصواريخ التي تحمل رؤوسا نووية متوسطة المدى (من 500 إلى 5500 كيلومتر).

لكن ما دفع الولايات المتحدة للانسحاب، هو عدم تقيد روسيا بالمعاهدة منذ أيام الحرب الباردة، وقد تركزت الأبحاث على تطوير منظومة صواريخ “متحركة، تقليدية، أرض جو، وعابرة، وبالستية”.

القوى النووية العالمية

تمثل موسكو وواشنطن وحدهما 90 بالمئة، من الترسانة النووية في العالم. ولا تزال روسيا، وفقا تقرير لمعهد “ستوكهولم الدولي لبحوث السلام”، أكبر قوة نووية بامتلاكها 5977 رأسا حربيا في أوائل عام 2022، ويشير المعهد إلى أن أكثر من 1600 من رؤوسها الحربية النووية الروسية يُعتقد أنها جاهزة للاستعمال.

أما الولايات المتحدة فتمتلك 5428 رأسا حربيا، أي أقل بـ120 من العام الماضي، لكن لديها رؤوس منتشرة أكثر من روسيا، ويبلغ عددها 1750، ومن ناحية الأرقام الإجمالية، تأتي الصين في المرتبة الثالثة بامتلاكها 350 رأسا حربيا نوويا، تليها فرنسا وتملك 290، ثم بريطانيا ولديها 225، تتبعها باكستان وتملك 165 رأسا نوويا، تعقبها الهند ولديها 160، وأخيرا إسرائيل بامتلاكها 90 رأسا حربيا نوويا.

أما بالنسبة لكوريا الشمالية، فإن نظام كيم جونغ أون، يمتلك للمرة الأولى الآن 20 رأسا نوويا، ويُعتقد أن بيونغ يانغ، لديها ما يكفي من المواد لإنتاج حوالي 50 رأسا.

وأضاف التقرير، أن الصين في خضم عملية توسيع كبيرة لترسانتها من الأسلحة النووية، والتي تشير صور الأقمار الاصطناعية إلى أنها تشمل بناء أكثر من 300 صومعة صواريخ جديدة. ووفق “البنتاغون” (وزارة الدفاع الأميركية)، يمكن أن يكون لدى بكين 700 رأس حربي بحلول عام 2027.

قد يهمك: محددات أميركية لتفعيل الاتفاق النووي الإيراني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.