خسائر كبيرة تكبدها مربو الدواجن في سوريا خلال الفترة الماضية، انعكست على الأسواق، حيث وصل سعر كيلو الفروج إلى أكثر من 26 ألف ليرة سورية، ما دفع بالمربيين، للمطالبة بضرورة توحيد جهود العديد من الوزارات لإنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار.

مواد مفقودة

رئيس لجنة مربي دواجن طرطوس، شعبان محفوض، أوضح أن لجان الدواجن طالبت في اجتماع مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بضرورة تأمين الذرة الصفراء للمربين، وتأمين مادة كسبة فول الصويا لكونها شبه مفقودة حاليا في السوق، إضافة لزيادة كمية الوقود للدواجن، فضلاً عن تأمين الفحم الحجري اللازم للمربين مع قرب حلول فصل الشتاء.

وحول أسباب معاناة قطاع الدواجن، أكد محفوض، في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية الثلاثاء، أن المربيين يحصلون فقط على 10 بالمئة من حاجتهم من المازوت المدعوم، والكمية المتبقية يشترونها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وحذر محفوض، من انهيار القطاع، نتيجة خروج 80 بالمئة من المربيين من عمليات الإنتاج، ما تسبب بتراجع كميات الإنتاج مؤخرا، وأضاف: “المربون أكدوا أن إنقاذ قطاع الدواجن بحاجة إلى خلية مؤلفة من وزراء عدة، مثل وزراء الزراعة، والاقتصاد، والنفط وليس باستطاعته وحده إنقاذ هذا القطاع من الانهيار“.

قد يهمك: التخفيضات خدعة.. للالتفاف على ارتفاع أسعار الألبسة في سوريا

قفزة كبيرة في التسعيرة

ضمن سياق ارتفاع الأسعار بنسب متفاوتة في عموم الأسواق السورية، اشتكى عدد من المواطنين من ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء “الفروج“، في ريف دمشق وتحديدا منطقة جديدة عرطوز.

ومؤخرا نقلت صحيفة “الوطن أونلاين” المحلية، عن أحد البائعين قوله، إن الأسعار قفزت بشكل مفاجئ وغير متوقع خلال اليومين الماضيين، حيث تم بيع كيلو الشرحات الأربعاء الماضي بـ 23.500 ليرة سورية، وفي اليوم التالي قفز سعره 3000 ليرة ليصل إلى 26500 ليرة، وهذا السعر بالجملة وليس بالمفرق وهو غير مسبوق، حيث لم تصل أسعار الشرحات إلى هذا الرقم.

وأردف أحد البائعين، إن “الكمية التي تم استجرارها خلال يوم واحد فقط بلغ 5 كيلوغرامات من الشرحات، وتم بيع نصفها بسعر الجملة“، متابعا: “وفي حال استمرار الحال على وضعه الراهن سيتم إغلاق المحل بسبب الخسائر التي سيتعرض لها“.

ونوّه البائع، إلى أن أسعار اللحوم البيضاء “الفروج“، وهي المادة الأكثر طلبا تشهد تذبذبا وارتفاعا حتى أن الأسعار غير مستقرة، مشددا، على أن “أسعار الأعلاف مستقرة ولم تتبدل منذ بداية العام، ومبررات أصحاب المداجن حول ثبات أسعار الفروج مرتبط ومتعلق بسعر الأعلاف، فما الجديد اليوم!؟“.

أسباب الارتفاع

صحيفة “الوطن” المحلية، نقلت عن بعض مربي الدواجن، تأكيدهم ارتفاع نسبة الوفيات إلى 30 بالمئة، من الطيور لديهم خلال الأيام الماضية بسبب الحر الشديد، فيما تترافق هذه المشكلة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج.

بدوره أشار عضو لجنة غرفة زراعة دمشق، مازن مارديني، في وقت سابق، إلى أن ارتفاع الأسعار سينتج بالدرجة الأولى عن ارتفاع أسعار البنزين، التي أثرت بشكل سلبي على أسعار مختلف السلع، والخدمات في البلاد.

وقال مارديني، في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية مؤخرا، إن العاملين بقطاع الدواجن السورية، بلغ حسب البيانات الحكومية في العام 2010 بحدود 14 بالمئة من السكان، لافتا إلى أن وزارة التجارة الداخلية، لا تحرك ساكنا بهذا المجال سوى الوعود.

وأضاف في تصريحه السابق: “للأسف هناك خروج لقسم كبير من مربي الدواجن والبياض بعد إخفاق الوعود بتأمين الأعلاف والمحروقات وغيرها، فالمربون يتعرضون لخسائر، والرساميل تتآكل يوما بعد يوم لأن تربية الدواجن، وتجارة البيض تجارة ضعيفة بسبب ارتفاع أسعار العلف، فالصويا مثلا ارتفعت خلال أيام إلى 2500 ليرة سورية للكيلو الواحد”.

قد يهمك: حكومة عاجزة وتجار حائرون..  والراتب لا يكاد يكفي يوم واحد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.