ارتفاع أسعار الألبسة في سوريا خلال السنوات الماضية، شكل عبئا جديدا على السوريين في ظل انخفاض القدرة الشرائية للأهالي، ذلك في وقت يواجه فيه التجار اتهامات باستخدام “التخفيضات“، لخداع المستهلكين بالأسعار المرتفعة.

تخفيضات وهمية

صحيفة “الوطن” المحلية، اتهمت في تقرير نشرته الثلاثاء، تجار الألبسة برفع أسعار منتجاتهم خلال فترة التنزيلات السنوية، ومن ثم خفض أسعارها مرة أخرى، في محاولة لإيهام الأسواق بالمشاركة في موسم التنزيلات.

وجاء في تقرير الصحيفة المحلية: “في الأسواق السورية وفي عز موسم التنزيلات التي من المفروض أن تشمل جميع الألبسة والأحذية الصيفية، يقوم التجار برفع الأسعار الأساسية، ومن ثم تخفيضه بنسبة بسيطة رغم أنه موسم محدد بتعليمات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، كما ورد في القرار 1135 ويجب أن يمتد من 15 تموز الماضي، حتى 15 أيلول المقبل على البضاعة الصيفية“.

وأكدت الصحيفة، أن التجار يلجؤون لتلك “الخدعة“، وذلك لأن القرار الحكومي، يلزم التجار بأن تكون نسبة التخفيضات لا تقل عن 20 بالمئة، كحد أدنى، عن السعر المعلن سابقا قبل إجراء التصفية.

قد يهمك: حكومة عاجزة وتجار حائرون..  والراتب لا يكاد يكفي يوم واحد

أسعار مرتفعة

الارتفاع هو السمة الأبرز في أسواق الألبسة، حيث صل ثمن الحذاء الرجالي بين 100 ألف و130 ألف ليرة، والحذاء الولادي من النوع الصيني أو الوطني بين 50 و60 ألف ليرة، والحذاء الرياضي من (البالة) 100 ألف ليرة. والبلوزة الرجالي بين 50 و60 ألف ليرة، وبنطال الجينز بين 60 و75 ألف ليرة، والقميص الرجالي بين 45 و60 ألف ليرة، والبيجامة الرجالي 100 ألف ليرة.

من جانبهم برر بعض التجار عدم تخفيض الأسعار، بارتفاع تكاليف الإنتاج، والضرر الذي يلحق بهم بسبب شراء المحروقات بالسعر الحر، وضعف عمليات الشراء خلال الموسم، فضلا عن رفع الدعم الحكومي عنهم.

ونتيجة لارتفاع أسعار الألبسة، وانخفاض القوة الشرائية للأهالي، انتشرت خلال السنوات الماضية ما يسمى بـ“أسواق البالة“، وهي أسواق شعبية لبيع الألبسة المستوردة المستعملة، بأسعار رخيصة نوعا ما.

أسعار الملابس في البالات

يتراوح سعر شراء قميص في البالة، ما بين 5 و15 ألف ليرة سورية. بينما يمكن شراء السراويل، والسترات ما بين 10000 و25000 ألف ليرة سورية. وبالنسبة لشراء الأحذية فيتراوح المبلغ ما بين 25 إلى أكثر من 100000 ليرة سورية.

وكان العديد من الصناعيين أكدوا في تصريحات سابقة، أن موسم الألبسة الحالي في سوريا، هو الأضعف في البلاد منذ 30 عاما، وذلك بالنظر إلى حركة السوق خلال 20 يوم من شهر رمضان، حيث سجلت نسب البيع تراجعا واضحا، نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين.

وقال رئيس القطاع النسيجي، وعضو غرفة التجارة في دمشق وريفها مهند دعدوش في تصريحات صحفية سابقة، إن قرار رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، أثّرت على توجهات الشراء للسوريين، حيث يتوجه الأهالي، نحو المواد الأساسية والغذائية، عوضا عن شراء الملابس، مشيرا إلى أن أسعار الألبسة، ارتفعت عن العام الماضي بنسبة تتراوح بين 20-30 بالمئة، وهي أقل بكثير من ارتفاع سعر التكلفة حسب قوله.

وأكد دعودش، خروج العديد من الصناعيين، ومنتجي الألبسة من سوق العمل، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث ارتفعت أسعار الطاقة والضرائب بمقدار 8 – 9 أضعاف، الأمر الذي أثّر على بعض الصناعيين، وأدى لخروج نسبة منهم من سوق العمل.

قد يهمك: ارتفاع أسعار البنزين فائدة للسوريين.. تصريحات صادمة تؤكد ذلك!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.