تزامنا مع الحديث عن عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة، على مستوى التصريحات السياسية لا سيما من قبل أنقرة، يرتفع التصعيد العسكري بين الجانبين، لتقصف القوات الحكومية، صباح اليوم الجمعة، مواقع خاضعة لسيطرة النفوذ التركي، ما يطرح التساؤل حول رسائل دمشق من هذا التصعيد.

تصعيد للقوات الحكومية

القوات الحكومية السورية شنت صباح اليوم هجمات، وُصفت بـ“العنيفة” على مدينة الباب بريف حلب الشرقي، والخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من قبل أنقرة، ما ينذر بتصاعد حدة التصعيد العسكري في المنطقة.

وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ”الحل نت” فإن القوات الحكومية قصفت بالصواريخ السوق الشعبي في مدينة الباب، ما تسبب بمقتل تسعة مدنيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح مختلفة.

المحلل السياسي والصحفي فراس علاوي، يرى أن دمشق تسعى لتوجيه رسائل عدة إلى أنقرة، من خلال الهجمات الأخيرة على مناطق النفوذ التركي شمالي سوريا، تتمثل بمحاولة أن “يظهر النظام السوري بموقف القوة في إطار السعي لعودة قنوات الاتصال بين الجانبين“.

قد يهمك: شروط سوريّة لإعادة العلاقات مع تركيا.. تعرف عليها

رسائل من دمشق

ويقول علاوي في تصريح لـ“الحل نت“: “النظام يريد أن يقول لجميع الأطرف، إنه اللاعب الأبرز بين الخصوم المحليين، ليرفع بذلك سقف التفاوض حول المناطق الخارجة عن سيطرته في البلاد“.

ويشير علاوي إلى أن دمشق، سعت لإثبات أنها تستطيع الوصول إلى جميع المناطق السورية، يقينا منها بعدم قدرة فصائل المعارضة على الرد عسكريا إزاء تلك الهجمات.

ويعتقد علاوي أن التصعيد، أنهى كل الاحتمالات المتعلقة بشن عملية عسكرية تركية في الشمال السوري، ويضيف: “إن حصلت (العملية العسكرية) فستكون محدودة جدا. النظام أراد توجيه رسالة لمؤيديه أنه يستطيع الرد على العمليات والتهديدات العسكرية. التصعيد الحاصل لايعني الذهاب إلى تصعيد مماثل، وإنما يعني وصول المفاوضات إلى نقطة صعبة يجب تجاوزها“.

الهجوم السوري على مدينة الباب جاء بعد أيام قليلة على هجوم مماثل شنته طائرات حربية تركية، مستهدفة ثلاث غارات مواقع للجيش السوري، في قرية حدودية قرب مدينة كوباني، شمالي سوريا، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة آخرين بجروح.

لا سبيل لإعادة العلاقات؟

الباحث السياسي، صدام الجاسر، يرى أن الغارات التركية على مواقع للقوات السورية، تؤكد أنه لا سبيل لعودة العلاقات بين أنقرة ودمشق، فيما يستثنى من ذلك التواصل الاستخباراتي الموجود بين كافة الدول.

الجاسر، قال في حديث سابق مع “الحل نت“: “عودة العلاقات بين أنقرة، ودمشق باستثناء التواصل الاستخباراتي، يدخل في باب المزايدات الانتخابية، حيث يسعى الحزب الحاكم لقطع الطريق على المعارضة التركية، باستعمال هذه الورقة، لاحظنا تشدد في مجال تعامل السلطات مع اللاجئين السوريين لنفس السبب“.

ويعتقد الجاسر، أن إطلاق الحكومة التركية لهذه التصريحات، جاء بسبب أحزاب المعارضة التركية التي حاولت تقديم أوراق انتخابية، للرأي العام التركي، فاستعملت ورقة اللاجئين عبر إعادة العلاقات مع دمشق.

قد يهمك: العودة للتمثيل الدبلوماسي الكامل بين تركيا وإسرائيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.