لا يزال القطاع التعليمي في محافظة إدلب، هو الأسوء من بين القطاعات الخدمية التي تأثرت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، نتيجة العوامل والمتغيرات السياسية التي طرأت على المحافظة، وسيطرة “حكومة الإنقاذ” ذراع “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا)، على كامل المفاصل الخدمية في إدلب.

تدهور القطاع التعليمي لم يؤثر فقط على الأطفال السوريين، بل كان التأثير الأكبر على المعلمين أنفسهم، ما أجبر الآلاف منهم على ترك مهنة التعليم، واللجوء إلى مهن أخرى لكسب المال، ومن تبقى منهم يعمل بهمنته باتت عائلته من العوائل المصنفة تحت خط الفقر.

أجور زهيدة

علياء الحمود مدرسة مادة الرياضيات لصف الثالث الثانوي (بكالوريا)، قالت لموقع “الحل نت”، إن “الأجور الشهرية التي تتقاضاها من عملها في التعليم، لا تكفي مصروف أطفالها ومنزلها لمدة 10 أيام فقط”.

الحمود أضافت خلال حديثها، أن “الراتب الشهري للمعلمين في مدرستها، لا يتجاور ال 120 دولارا أمريكيا شهريا، والبعض منهم لا يصل رابته ل 90 دولارا، بحسب نوع المادة وعدد الساعات التي يشرف المعلم على تدريسها للطلاب”.

وأوضحت الحمود، أن “الراتب الشهري لا يتم صرفه على مدار العام، إنما لستة أشهر فقط من السنة، ويتم خصم العطلة النصفية التي مدتها 15 يوما، وأشهر الصيف الأربعة، حيث يبدأ صرف الرواتب في شهر تشرين الأول، وينتهي في شهر أيار من كل عام”.

العزوف عن التعليم

محمود اليوسف، مدرس مادة الرياضيات لمدة 10 سنوات، قال لموقع “الحل نت”، إنه “ترك مهنة التعليم منذ ثلاثة أشهر، بسبب انقطاع الراتب عنه منذ سبعة أشهر، ولم يتقاض أي أجور مادية عن الخدمات التي كان يقدمها لأكثر من 90 طالبا في مدرسة بمنطقة جبل الزاوية”.

اليوسف اتهم خلال حديثه “حكومة الإنقاذ”، بالضلوع وراء قلة الأجور المادية للقطاع التعليمي في محافظة إدلب، حيث إنها تعمل بشكل مستمر على إصدار قرارات تحد من صلاحيات المعلم، كالعمل في مع عدة جهات، وفي الوقت نفسه لم تعط رواتب مالية تكفي المعلم وأسرته. 

وأشار اليوسف إلى أن “أكثر من 400 معلم ومعلمة من أصدقائه، تركو مهنة التعليم هذا العام، بسبب الأوضاع الاقتصادية والمادية، وانقطاع الدعم عنهم، إن كان من المنظمات أو من حكومة الإنقاذ”. 

عوائل المعلمين تحت خط الفقر

محمد حلاج مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، قال ل “الحل نت”، إن “حد الفقر المعترف به في الشمال السوري بلغ خلال شهر حزيران الفائت 3875 ليرة تركية، في حين بلغ حد الفقر المدقع 2580 ليرة تركية، أما نسبة العائلات الواقعة تحت خط الفقر، فوصلت إلى 86.4 في المئة، في حين بلغت نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع 37.6 في المئة.”

وأضاف الحلاج، أن “عوائل المعلمين، من أبرز العوائل التي قيمت تحت خط الفقر، نظرا لعدم وجود مدخول ثابت للعائلة، مشيرا إلى أن مدخولهم الشهري لا يتجاوز 2000 ليرة تركية”.

وبلغ عدد المدرّسين في إدلب 20 ألفا، بحسب “مديرية التربية والتعليم”، بينهم 5707 مدرسين يعملون بشكل تطوعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.