أيام قليلة تفصل السوريين عن العام الدراسي الجديد، وسط ترد كبير في الأوضاع الاقتصادية ناجم عن تدني مستوى الدخل من جهة، وارتفاع أسعار مستلزمات المدارس بشكل غير مسبوق ويفوق قدرة شريحة واسعة منهم، مادفع هذه الفئة من السوريين إلى استخدام المستلزمات المدرسية القديمة بعد تدويرها.

تدوير القديم

تأمين مستلزمات المدارس، شكّل عبئا ثقيلا على الأهالي، وجعلهم في حيرة من أمرهم تجاه تدبر احتياجات أبنائهم منها وخاصة أن الأسرة الواحدة لديها أكثر من فرد في المدرسة، حيث أوضح عدد من الأهالي أن شراء المستلزمات المدرسية لن يكون دفعة واحدة بالنسبة للدفاتر والأقلام بل “أولا بأول وللضروري فقط”، بحسب تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، اليوم الجمعة.

من جهة ثانية، سيعتمد الكثيرون على تدوير ما أمكن من الدفاتر القديمة (سلك) بإعادة تجميع الأوراق الفارغة منها وكذلك من الحقائب بإعادة إصلاحها، واستغربوا تأخر منافذ المؤسسة السورية للتجارة عن افتتاح معارض للقرطاسية لهذا العام، بينما أبدوا استحسانهم للمعرض الذي اقامه اتحاد عمال درعا لكونه طرح تشكيلة متنوعة من القرطاسية وبأسعار أقل قياسا بالسوق، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد عمال محافظة درعا، غالب الجوابرة، أن هذه المعارض تأتي للتخفيف من أعباء تأمين المستلزمات المدرسية لأبناء الطبقة العاملة قدر المستطاع، لافتا إلى أنها توفر تشكيلة واسعة من القرطاسية وهي من الأنواع الجيدة وبأسعار أقل من مثيلاتها في السوق بنسبة بين 10 و15 بالمئة.

من جهته عمر السعدي، مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة في درعا، ذكر أنه سيتم في الأيام القادمة طرح المستلزمات المدرسية في منافذ الفرع بعد ورودها من الإدارة العامة، علما أن البيع متاح بالتقسيط للموظفين بسقف 500 ألف ليرة.

إقرأ:أقساط روضات الأطفال.. أكثر من ربع مليون ليرة سوريّة

الأسعار ملتهبة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، بين أنه مع اقتراب بدء العام الدراسي، هناك ارتفاع في بعض أسعار الكراسات والدفاتر، وهناك مبالغة في أسعار بعض المنتجات المدرسية، خصوصا ذات النوعية الجديدة التي يتزايد طلب الأطفال عليها، وتضاعفت أسعار القرطاسية لهذا العام عن العام الماضي من دون إبداء أسباب من قبل التجار لرفع أسعار الأدوات المكتبية والحقيبة المدرسية سوى حجة التضخم وارتفاع أسعار المحروقات، وأجور المحلات وتكاليف العمالة، والمصاريف النثرية الأخرى من بلدية ومالية وتموين وغيرها.

حيث تراوح سعر الحقيبة المدرسية قياس 16 ساتان بين 50 و60 ألف ليرة، والقميص من نوع نايلون 25 ألف ليرة بسعر الجملة، ومن النوع الأفضل 40 ألف ليرة، كما بلغ سعر دزينة دفاتر سلك 70 طبق 20 ألف ليرة، ودزينة أقلام رصاص ماركة عادية 5000 ليرة، ودزينة ألوان خشبية 10500 ل.س، ومقلمة قياس وسط 5700 ليرة، ومطرة مياه 10 آلاف ليرة.

وهذا ما أدى إلى بروز فوارق طبقية بدأت بالظهور، بين من هو قادر على شراء مستلزمات أطفاله ويدفع أكثر من نصف مليون ليرة في مكان واحد، وبين بعض أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود وهم يترددون في عملية الشراء، ويبحثون عن بدائل بعيداً عن المكتبات والمحال المتخصصة ببيع الأدوات المدرسية، كون رواتبهم بالكامل لا تغطي احتياجات طالب واحد.

قد يهمك:قروض للمستلزمات المدرسية في سوريا.. ما قصتها؟

قروض المستلزمات المدرسية

في سياق المعاناة من تأمين المستلزمات المدرسية ذات الأسعار المرتفعة، ، نقل تقرير سابق لـ”الحل نت”، عن مدير عام المؤسسة السورية للتجارة، زياد هزاع، أنه في هذه الظروف المعيشية الصعبة وخاصة ذوي الدخل المحدود الذين تعتبر دخولهم أقل من دخول القطاع الخاص تم فتح باب التقسيط على القرطاسية والألبسة المدرسية والحقائب لهذه الشريحة، باعتبار أن رواتبها موطنة لدى المحاسبين من اجل تأمين احتياجاتهم من المستلزمات اللازمة لأولادهم الطلاب من الألبسة المدرسية والقرطاسية والحقائب بسقف 500 ألف ليرة من دون أي فوائد.

وأكد هزاع أن المستلزمات المدرسية موجودة في عدد من صالات السورية للتجارة في المحافظات، لافتا إلى أنه عندما تصل إلى فرع السورية للتجارة القوائم الاسمية بالموظفين الراغبين بالتقسيط وتعهد من الإدارة يتم وضع الختم عليها ومن ثم يتم تحديد صالة من الصالات، يستطيع الموظف الحصول على مستلزماته منها، مشيرا إلى أن للموظف الحرية بشراء المستلزمات المدرسية التي يريدها بالسقف الأعلى من القسط المحدد وهو 500 ألف ليرة أو بأقل من ذلك وهذا الأمر يعود لرغبة الموظف وحسب حاجته.

وحول أسعار المستلزمات المدرسية في صالات السورية للتجارة أكد هزاع وبشكل قاطع أن أسعارها في صالات السورية للتجارة أقل من السوق بنسبة لا تقل عن 35 بالمئة.

أما بالنسبة لإمكانية حصول العاملين في القطاع الخاص على المستلزمات المدرسية بالتقسيط، أوضح أن التقسيط مسموح حصرا للعاملين في القطاع العام باعتبار أن حق المؤسسة مضمون، كاشفا عن اتفاقيات وعدد من المذكرات سيتم إبرامها قريبا مع عدد من المصارف الخاصة، وعند الانتهاء من ذلك بإمكان رب العمل في القطاع الخاص بموجب هذه الاتفاقيات أن يكفل العاملين لديه وفي حال تمت كفالته بإمكانه الحصول بالتقسيط ليس فقط على المستلزمات المدرسية إنما المستلزمات المنزلية والسجاد وغيره.

إقرأ:لا تعليم مجاني في سوريا.. ما حقيقة ذلك؟

ويذكر أن طلبات بدأ العمل بها منذ الـ20 من الشهر الجاري وحتى الـ20 من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ويسدد القرض خلال 12 شهرا اعتبارا من الشهر الذي يلي محضر الاستلام، مع التأكيد أن الشريحة المستهدفة من التقسيط هم العاملون الدائمون بالدولة والعاملون بعقود سنوية غير منتهية خلال فترة التقسيط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.