يبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يتوقع أن يكون قرار غزوه لأوكرانيا هو الحكم بالموت على قوة بلاده القتالية التي طالما تغنى بها على مدى العقود السابقة، فبالرغم من تكتم موسكو طيلة الأشهر السابقة عن الخسائر التي منيت بها القوات الروسية في أوكرانيا، إلا أن قرار بوتين، الأخير أكد التقارير التي تطرقت إلى خسارة الجيش الروسي للآلاف من أفراده.

إعلان تعبئة جديد

مرحلة فارقة في روسيا، كان يوم الخميس الفائت، بعد توقيع بوتين رسميا على قرار بزيادة عدد أفراد القوات المسلحة إلى 2.04 مليون من 1.9 مليون، مع دخول الحرب الأوكرانية الروسية شهرها السابع.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، أنه لم يتضح بعد كيف ستحقق روسيا، ما أعلنته من زيادة كبيرة في عدد جنودها بالجيش، لكن من غير المرجح أن تؤدي تلك التعزيزات إلى زيادة قوتها القتالية في أوكرانيا بشكل كبير.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية عن الحرب، إنه لم يتضح ما إذا كان سيتم تحقيق ذلك من خلال تجنيد المزيد من المتطوعين، أو زيادة أعداد المجندين إلزاميا.

وأضافت الوزارة، على حسابها في موقع “تويتر”، أنه في كلتا الحالتين، من المحتمل ألا يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا نظرا لأن “روسيا فقدت عشرات الآلاف من جنودها في حين يتم تجنيد عدد قليل جدا من الجنود الجدد المتعاقد معهم، أما الخاضعين للتجنيد الإلزامي فهم من الناحية الفنية ليسوا ملزمين بالخدمة خارج الأراضي الروسية”.

ويسري هذا المرسوم ابتداء من الأول من كانون الثاني/يناير المقبل، ويتضمن أيضا زيادة بواقع 137 ألفا في عدد أفراد الجيش الروسي، ليصل عدده إلى 1.15 مليون. ولم يوضح مرسوم بوتين، ما إذا كان الجيش سيعزز صفوفه من خلال تجنيد عدد أكبر من المجندين أو زيادة عدد المتطوعين، أو استخدام الاثنين معا.

كم عدد الجنود الروس الذين قتلوا في أوكرانيا؟

الجدير ذكره، أن آخر مرة أدخل فيها بوتين تعديلات على حجم الجيش الروسي في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، عندما تم تحديد عدد المقاتلين عند 1.01 مليون من إجمالي عدد القوات المسلحة، البالغ 1.9 مليون.

في الأسبوع الماضي، بعد الضربة الدرامية والمميتة التي شنتها أوكرانيا على قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم، وجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رسالة عنيفة بشكل خاص إلى “الكرملين”.

وقال زيلينسكي: “إذا لم يُقنع مقتل ما يقرب من 43000 جندي روسي القيادة الروسية بأنهم بحاجة إلى الانسحاب من أوكرانيا وإيقاف الحرب، فإننا بحاجة إلى تكبيدهم المزيد من الخسائر لإقناعهم بذلك”.

وقدّرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، التي تقدم حصيلة يومية على وسائل التواصل الاجتماعي، عدد القتلى من الجنود الروس بنحو 43000، حتى 11 آب/أغسطس الجاري، فيما لم تنشر الحكومة الروسية، خسائرها منذ 25 آذار/مارس الفائت، عندما أعطت إجمالي 1351 قتيلا و3825 جريحا، إذ إن ضحايا الحرب هو سر من أسرار الدولة في روسيا، ويعاقب الكشف عنهم بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات.

مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، أشار إلى أن تقديرات مجتمع الاستخبارات الأميركية للقتلى الروس في أوكرانيا، تحوم بالقرب من 15000 قتيل وربما ثلاثة أضعاف ذلك من الجرحى، بإجمالي حوالي 60 ألف ضحية روسية، حتى آذار/مارس الماضي. وفي 27 تموز/يوليو الفائت، قال مسؤولو إدارة بايدن للكونجرس، إن ما يقرب من 75000 روسي، قتلوا أو جرحوا، وفي 8 آب/أغسطس، قال وكيل وزارة الدفاع، كولن كال، للصحفيين أن “القتلى الروس ربما يكونون بين 70 أو 80 ألف ضحية”.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأوكرانية، فإن القواعد العسكرية الأوكرانية تعتمد تقديراتها الخاصة على مجموعة من التقارير الواردة من القوات في الميدان، واعتراض الاتصالات الروسية، والبيانات المرئية مفتوحة المصدر، والتقديرات بناء على كمية المعدات التي تم تدميرها، حيث إذا تم تدمير مركبة معينة، فإن الجيش لديه فكرة جيدة عن عدد القوات التي بداخلها.

وتعني هذه التقييمات، أنه من بين ما يقدر بنحو 150 ألف جندي روسي احتشدوا على حدود أوكرانيا قبل الغزو، فقد أكثر من نصفهم بين قتيل أو جريح، وحتى لو كانت الأعداد الحقيقية أقل، فمن الواضح أن روسيا تواجه مشكلة في إبقاء القوات في الميدان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة