تعتبر إيجارات المنازل الشهرية، واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه السكان في مناطق شمال غرب سوريا، وخاصة النازحين إلى مدنية إدلب، لا سيما أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تسيطر على أغلب العوائل المقيمة في المدينة.

ويوما بعد يوم تزداد قيمة تلك الأجور، لأسباب عدة بحسب مصادر محلية، أهمها عدم وجود رقابة قانونية على تحديد نسبة الإيجارات للمنازل، وارتفاع أسعار المنازل نفسها وتكلفة بنائها، الأمر الذي يجبر عددا من المستأجرين على تركها، وانتقالهم إما لمخيمات قرب الحدود التركية، أو لمنازلهم المتواجدة في مواقع خطرة، بسبب قربها على مناطق التماس بين القوات الحكومية السورية، وفصائل المعارضة.

200 دولار لكل شهر

يونس الحسن نازح إلى مدينة إدلب، قال لموقع “الحل نت”، إن “أجار المنزل الذي يسكنه منذ ثلاثة أعوام، قد تضاعف أربع مرات على فترات متقطعة منذ أن سكنه وحتى الآن، حيث بلغت نسبة الارتفاع خلال الثلاثة أعوام الماضية، 150 بالمئة”.

وأوضح الحسن، أن “قيمة أجار منزله بلغت 50 دولارا أميكريا في عام 2019، بينما بلغت الآن 150 دولارا، ولا يعتبر المنزل من الفئات الجيدة”.

وأشار الحسن إلى أنه “يبحث الآن عن منزل بديل خارج مدينة إدلب، كون معظم إيجارات المنازل في مركز المحافظة، قد تضاعف عدة مرات، وأصبح المنزل الذي يعتبر من الفئة الجيدة، حلم لأي عائلة نازحة إلى المدنية، وخاصة في ظل الفقر المنتشر، والبطالة”.

وفي السياق نفسه، قال ناشطون محليون لموقع “الحل نت” إن “نسبة إيجارات المنازل ارتفعت بقيمه تتراوح ما بين 50 دولار وال 100 دولار في محافظة إدلب خلال الشهريين الماضيين، لتبلغ بعض الشقق السكنية أكثر من 200 دولارا أمريكيا بمساحة لا تتجاوز 100 متر، أما عن المنازل المفروشة، فوصلت إلى سعر 300 دولار ببعض الأحياء بالمدينة”.

وأضاف الناشطون، أن “ارتفاع أسعار إيجارات المنازل أجبر أكثر من 60 عائلة نازحة إلى المدنية بالخروج منها خلال الآونة الأخيرة، وكانت وجهتم إما المخيمات شمال إدلب، وبعضهم عاد إلى منطقة جبل الزاوية التي تعيش حالة عدم استقرار أمنية بسبب القصف المتبادل بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة”.

أسعار المنازل سبب ارتفاع قيمة الإيجارات

مهند السيوف صاحب مكتب عقاري في مدينة إدلب، قال لموقع “الحل نت”، إن السبب الرئيسي لارتفاع قيمة الإيجارات بمدينة إدلب وخاصة الأحياء الغربية منها، يعود لارتفاع أسعار المنازل والعقارات بالمدينة خلال الأشهر الماضية، حيث يبلغ قيمة المتر الواحد المجهز 150 دولارا أمريكيا “.

وأكد اليوسف، أن” أسباب ارتفاع أسعار العقارات بمدينة إدلب، تعود لارتفاع أسعار مواد البناء بالمحافظة، حيث ارتفع سعر طن الحديد 300 دولار عن العام الماضي، فيما ارتفع سعر طن الأسمنت 30 دولارا، بينما اعتبر أن كثرة الطلب على المنازل سبب آخر لارتفاع أسعارها “.

وتعيش محافظة إدلب، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ أعوام، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية للمعيشة، وانتشار ظاهرة الفقر والبطالة بين العوائل، وخاصة المقيمين في مخيمات اللاجئين شمال المحافظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.