ضمن سياسة تعزيز النفوذ المستمرة التي تتبعها في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عملت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، خلال اليومين الماضيين، على تركيب منظومة رادار جديدة في الريف الشرقي للمحافظة، قامت بجلبها من العراق.

ما السبب؟

مصدر مقرب من “الثوري” الإيراني، فضل عدم الإفصاح عن هويته، أفاد لـ “الحل نت”، بأن ميليشيا “الحرس” قامت بتنصيب الرادار الجديد في مقرهم بلقعة الرحبة في بادية مدينة الميادين، بإشراف خبراء من الجنسية العراقية واللبنانية.

موضحا بأن السبب وراء تركيب المنظومة الجديدة هو قدم الرادارات التي كانت تستعملها الميليشيا، وعدم كشفها للطائرات المسيرة التي أنهكتهم مؤخرا وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وبالتالي حماية نقاطهم المتواجدة في المنطقة المذكورة.

مشيرا إلى أن ميليشيا “الحرس الثوري”، حولت منطقة البادية ومزارعها مؤخرا إلى مستعمرات وثكنات عسكرية بالإضافة إلى توسعة مزار “عين علي” التابع لها، ليستقبل أكبر نسبة من الزوار العراقيين والإيرانيين ومن مختلف الجنسيات الأخرى.

ولفت المصدر إلى أن ما تقوم به ميليشيا “الحرس” مؤخرا يهدف أيضا إلى حماية مواقعها ونقاطها من هجمات خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي الذي ينشط بشكل كبير في منطقة البادية شرق دير الزور، حيث تعرضت تلك المواقع والنقاط لهجمات مكثفة في الآونة الأخيرة من قبل خلايا التنظيم.

تعزيز مواقعها

من جهته قال الصحفي عهد الصليبي لـ “الحل نت” إن ميليشيا “الحرس” كثفت من تحركاتها في المنطقة مؤخرا، حيث قامت في مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، بتجريب مشروع طائرة مسيرة إيرانية الصنع، حلقت فوق قلعة الرحبة ومزار “عين علي”، بهدف التجربة ومن ثم عادت إلى مقرها الرئيسي في منطقة المزارع، والتي تعد من أكبر معاقل الميليشيات في المنطقة.

مضيفا أن الميليشيا ذاتها، استقدمت تعزيزات عسكرية لها قبل أيام قليلة بأمر من المدعو “الحاج سلمان”، وهو قائد مليشيا “الحرس الثوري” في مدينة الميادين، وذلك بهدف دعم مليشيا “الفوج 47” التي تضم عناصر محليين (سوريين) بعناصر وقادة إيرانيين وعراقيين.

التعزيزات دخلت عبر معبر “السكك” غير الشرعي، وتضمنت 25 عنصرا من الجنسية العراقية، وثمانية قادة ميدانيين من الجنسية الإيرانية، وأسلحة خفيفة ومتوسطة، حيث نقلت التعزيزات إلى مدينة الميادين بواسطة شاحنة كبيرة مغطاة حملت الأسلحة، بالإضافة إلى ثلاث سيارات دفع رباعي من نوع (بيك آب) مزودة برشاشات مضادة للطائرات، استقلها العناصر الذين رافقوا شحنة الأسلحة، وفقا للمتحدث.

وكان الطيران المسير الأمريكي أوقع خسائر باهظة في صفوف مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيا التابعة له خلال الأشهر القليلة الماضية في مدينتي الميادين والبوكمال.

والجدير ذكره، تسيطر مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بصورة مباشرة، على مدينة البوكمال ونواحيها بشكل كامل، في ظل غياب ملحوظ لسلطة القوات الحكومية، كما تسيطر على مناطق واسعة من مدينة الميادين وريفها، فضلا عن انتشارها في مواقع متعددة بمحافظة دير الزور.

وتمتلك معظم تلك الميليشيات قواعد عسكرية لها بالقرب من الحدود العراقيّة السوريّة، أبرزها وأكثرها أهمية قاعدة “الإمام علي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة