مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره السابع، يبدو من الواضح أن الخطة الروسية لاحتلال أوكرانيا فشلت في معظمها وباتت القوات الروسية تعاني في هذه الحرب، نظرا لأسباب عديدة منها تكاليف الحرب الكبيرة، وطول أمدها على عكس ما خُطط له روسيا، وبالإضافة لذلك فإن الدعم بالسلاح والدعم اللوجستي الغربي لأوكرانيا ساهم بقلب الموازين، وهذا الدعم لا يزال مستمرا ومن المتوقع أن يتطور نوعيا من خلال تزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر تطورا وتأثيرا.

أسلحة بعيدة المدى؟

محرر شؤون الدفاع بصحيفة “ناشونال إنترست”، كريس أوزبورن، أوضح يوم أمس الإثنين، أن أوكرانيا حصلت على صواريخ بعيدة المدى يمكنها تحييد الصواريخ الروسية وقاذفاتها، وعدّها مفتاح النصر لأوكرانيا.

وأشار الكاتب في مقال له، إلى أن الصواريخ الروسية الموجهة وغير الموجهة، كانت تُطلق فيما قد يكون حملة لترويع المدنيين الأوكرانيين وتقويض إرادتهم للمقاومة.

وأوضح، أنه ومن دون التفوق الجوي أو من دون القدرة على تدمير الصواريخ وقاذفاتها داخل روسيا، قد تكون الصواريخ بعيدة المدى التي تُطلق من الأرض هي الأمل الوحيد لأوكرانيا، في وقف هذه الهجمات، قائلا إن هذه الحقيقة هي على الأرجح سبب طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، “إم آر إل أس” خلال الأيام الأولى من الحرب.

وذكر أوزبورن، أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل هذه الأنظمة حاسمة للقتال، لكن زيلينسكي، ربما كان يفكر على وجه التحديد في الحاجة إلى تدمير منصات الإطلاق التي تسبب الخراب في أوكرانيا، فإذا لم يكن بالإمكان تدمير قاذفات الصواريخ، والصواريخ الروسية من الجو، فإن الأسلحة التي تُطلق من الأرض والتي يمكن أن تصل إلى هذه القاذفات والصواريخ أمر بالغ الأهمية.

ولفت الكاتب، إلى أن أنظمة الصواريخ المتعددة، والموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي “جي بي أس”، قد وصلت إلى أوكرانيا بالفعل واستخدمت ضد أهداف روسية حيوية، وضربت خطوط الإمداد، وتركيز القوات، ومنشآت القيادة والسيطرة، وبالطبع قاذفات الصواريخ، والصواريخ الروسية، ووفقا للأرقام التي تم إصدارها مؤخرا، فقد دمر الجيش الأوكراني 1126 نظاما مدفعيا روسيا، و153 نظاما مضادا للطائرات، و289 نظاما لإطلاق الصواريخ المتعددة.

إقرأ:قمح وشعير مسروق من أوكرانيا إلى سوريا.. تفاصيل جديدة

ضعف روسي في أوكرانيا

المستشار السياسي للرئيس الأوكراني، تحدث في وقت سابق لصحيفة “الغارديان البريطانية”، عن خطة كييف السرية لاستهداف روسيا، مبيّنا أنه “سيتم استهداف خطوط الإمداد الروسية كما أنه يتوقع هجمات مماثلة للانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في قاعدة جوية روسية بالقرم”.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في الشأن الروسي، سامر إلياس، خلال حديث سابق لـ”الحل نت”، أبرز نقاط الضعف لدى الروس، حيث يرى أن طول خط المواجهات بين الجيشين الروسي والأوكراني، من خاركيف إلى خيرسون وميكلايف بطول 1200 كم، يجعل خطوط الإمداد والقضايا اللوجستية ونقل الأسلحة والغذاء والوقود للقوات الروسية المتقدمة أمرا بالغ الصعوبة، وما زاد من تفاقم المشكلة هو استهداف أوكرانيا للجسور على نهر النيبر في منطقة خيرسون، ما يعني انقطاعا في الإمدادات القادمة من دونتيسك ولوغانسك باتجاه المناطق الجنوبية في أوكرانيا أي جبهتي خيرسون وميكلايف.

ولذلك اضطر الروس لاتباع أسلوب جديد، وهو تشكيل خطوط إمداد جديدة في شبه جزيرة القرم، وتكثيف وجودهم فيها عسكريا ولوجستيا، وهي تحاذي منطقة خيرسون من جهتين وهما شرق وغرب دنيبر، وتحاول روسيا نقل المعدات من هذه المناطق.

وبحسب إلياس، فإن الخطوة الروسية في شبه جزيرة القرم، جعلت الأهداف بالنسبة للجانب الأوكراني أكثر سهولة، إضافة للدعم الغربي باستهداف خطوط الإمداد في شبه الجزيرة.

وأضاف إلياس، أن أحد عوامل الضعف الروسي، هو الأسلحة الجديدة التي حصلت عليها أوكرانيا من الغرب، فهي ساعدتها على استهداف نقاط بعيدة للقوات الروسية، وبالإضافة لذلك فهناك عوامل أخرى كانت سببا بالضعف الروسي من أهمها، عدم قناعة عدد كبير من الجنود الروس بعدالة الحرب ضد أوكرانيا، إضافة للخسائر الكبيرة التي مُنيت بها روسيا منذ بداية الحملة وحتى شهر أيار/ مايو الماضي، ما أدى لوجود نقص في العنصر البشري بشكل لافت في القوات الروسية.

قد يهمك:حرب الطيران المسيّر من أوكرانيا إلى سوريا.. ما تأثيرها؟

جبهة القرم تستنزف روسيا

تقرير سابق لـ”الحل نت”، نقل عن وكالة “أسوشييتد برس”، أن شبه جزيرة القرم، التي تسيطر عليها روسيا، باتت ساحة لمعركة جديدة في الحرب الأوكرانية، بعد أن كانت قاعدة محصنة، ما يشير إلى نقاط ضعف لدى القوات الروسية يستغلها الأوكرانيون لاستهدافهم من خلف خطوطهم.

وبحسب الوكالة الإعلامية، فقد تم تدمير تسع مقاتلات حربية روسية في قاعدة جوية في شبه جزيرة القرم منتصف الشهر الحالي، إضافة إلى انفجار مستودع للذخيرة، في مطلع الشهر نفسه، في موقع بالقرب من بلدة دزهانكوي، ما أدى إلى إجلاء نحو 3000 شخص، وبعد ذلك ألمح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى وقوف قوات أوكرانية وراء العمليات عند حديثه، عن “الهجمات خلف خطوط العدو” بعد التفجيرات الأخير.

وبحسب تقارير صحفية، اطلع عليها “الحل نت”، فمن المرجح أن تفتح الهجمات في شبه جزيرة القرم جبهة جديدة، قد تمثل تصعيدا كبيرا في الحرب ويمكن أن تزيد من استنزاف موارد روسيا.

وفي هذا السياق، أشارت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة على “تويتر”، أنه “من المرجح أن يشعر القادة الروس بقلق متزايد بشأن التدهور الواضح في الأمن عبر شبه جزيرة القرم التي تعمل كقاعدة خلفية للاحتلال”.

إقرأ:مشاكل جديدة بين الأتراك والروس بسبب أوكرانيا

خيرسون وتضارب الأنباء حول المعارك

تقارير صحفية اطلع عليها “الحل نت”، أشارت إلى اشتداد المعارك في جنوب أوكرانيا، وسط تصريحات من الجانبين الروسي والأوكراني تشير إلى تحقيق مكاسب على الأرض، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في إقليم خيرسون، الذي سيطرت عليه القوات الروسية في وقت مبكر من الحرب.

فأوكرانيا أعلنت أنها دمرت جسورا ومستودعات ذخيرة وقصفت مواقع قيادة في تصعيد للقتال في الجنوب، مما أثار تكهنات بأن هجومها المضاد الذي طال انتظاره في محاولة لتغيير مجرى الحرب، قد بدأ.

أما روسيا فقالت، إنها كبدت أوكرانيا خسائر فادحة، سواء على مستوى الجنود أو الآليات العسكرية.

وفي ظل التصريحات المتضاربة بين الطرفين، بيّنت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير استخباراتي أن العديد من الألوية الأوكرانية، كثفت نيران مدفعيتها في قطاعات الخطوط الأمامية، في أنحاء جنوب أوكرانيا.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية، أن معظم الوحدات الروسية حول خيرسون، “يحتمل أن تكون قليلة العدد وتعتمد على خطوط إمداد هشة”، فيما تخضع قواتها هناك لعملية إعادة تنظيم كبيرة.

من جهته، ذكر المكتب الرئاسي الأوكراني، أن “معارك شرسة” تدور في أنحاء المنطقة تقريبا، وقال إن القوات الأوكرانية دمرت مستودعات ذخيرة، وجميع الجسور الكبيرة على نهر دنيبر، التي تعتبر حيوية لإمدادات القوات الروسية.

وقال الجيش الأوكراني الأسبوع الماضي، إن الروس يقصفون ما يزيد على 15 بلدة في إقليم خيرسون، ويلجأون إلى الضربات الجوية.

قد يهمك:أوكرانيا تزيد الخلافات الروسية التركية.. تحالف وهمي؟

أما الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، ادعى أن قواته صمدت بشكل جيد، وأن أوكرانيا فقدت مئات القوات والدبابات وعربات أخرى مدرعة، بحسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.