يبدو أن الأجواء السياسية في لبنان، مرشحة للتصعيد خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد أن توالت الترشيحات والتراشق السياسي، تزامنا مع الاستحقاق الرئاسي في البلاد، في حين تحدثت أنباء عن تهدئة التوتر بين رئيس حزب القوات، سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط.

أجواء مشحونة

في خضم الأجواء السياسية المشحونة، يعود الحديث عن لم شمل، بين الحلفاء القدامى، والجدد من كتائبيين ومستقلين، ما دفع سمير جعجع، وهو رئيس حزب “القوات اللبنانية“، إلى الترحيب بهم من دون إغفال اشادته بالنائب أشرف ريفي، والعائدين الى معراب، وفي المقابل كان هناك غياب معبّر للمرة الأولى من قِبل الحزب التقدمي الاشتراكي.

من جانبه أفاد موقع “ليبانون فاينز” نقلا عن مصادر مواكبة للأجواء السياسية في لبنان، بأن: “رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط قرر عدم المشاركة لا نيابيا ولا حزبيا في ذكرى شهداء حزب القوات، ليقول أحد المقربين منه، إن جنبلاط لا يزال منزعجا على خلفية البيان الذي أصدرته النائبة، ستريدا جعجع، قبل بضعة أسابيع وانتقدت فيه جنبلاط“.

وبحسب تقرير نشره الموقع الثلاثاء، فإن “اتصالات جرت بين مقربين من جعجع، وجنبلاط للتهدئة واستيعاب ما حصل، وصولا الى توجيهات من رئيس القوات لنوابه وقيادييه، بعدم الدخول في أي مساجلات، أو ما يسيء الى العلاقة مع المختارة، والحفاظ على مصالحة الجبل التي تُعتبر من أبرز المحطات بين الفريقين، مع الإشارة إلى الصداقات، والروابط الوثيقة التي تجمع مناصري الطرفين“.

قد يهمك: حوار وطني برعاية الحكومة العراقية.. هل ينزع فتيل الأزمة؟

ونقل التقرير عن مصادر مقربة من جنبلاط، أنه: “لا يقبل الفرض من قبل أحد على الكتل النيابية، والمستقلين أجندته السياسية، وحضّهم على انتخاب رئيس للجمهورية يتسم بالمواجهة والتحدي، وهذا ما لا نقبل به تحت أي طائل لأننا طرحنا خيارنا حول مرشح توافقي يحظى بإجماع كل المكونات السياسية والحزبية، إضافة الى أن بيان النائبة جعجع، لم يكن موفقا، وليس هكذا تُدار الأمور، فثمة ظروف في البلد هي الأخطر في تاريخه، وعلى القوات وسواها أن يُدركوا أن المواجهات لن تصل، إلا الى الخراب والدمار والانقسام، فهل بوسع أي طرف أن يتحمل تبعة ذلك“.

في السياق، يظهر جليا التبدل الواضح منذ فترة في سياسة رئيس الاشتراكي، إذ بعد الانتخابات النيابية مباشرة التقى النائب العوني غسان عطاالله، مرتين متتاليتين مع ما يمثله من مواجهات وصراع سياسي حاد مع المختارة، الى لقاء كليمنصو، بين جنبلاط، و“حزب الله” والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في أكثر من اتجاه.

تحدي الرئاسة والحكومة

لبنان يخوض تحديات متواصلة منذ الانتخابات الأخيرة في أيار/ مايو الماضي، نتيجة عدم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن، يضاف لها عدم الاتفاق بعد على رئيس جديد للجمهورية، مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وضرورة انتخاب بديل له قبل نهاية المهل الدستورية.

ولا تفصل البلاد سوى أيام معدودة عن موعد بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؛ لأن ولاية الرئيس الحالي تنتهي مع نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وحينها ستدخل البلاد في فراغ بمنصب الرئاسة ما لم يتم اختيار رئيس جديد للبنان.

كما أن تحدي اختيار رئيس جديد للبلاد، يرافقه وجود تحدي تشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة تصريف الأعمال، التي يترأسها نجيب ميقاتي، المكلف بتشكيل حكومة جديدة في أواخر حزيران/ يونيو المنصرم، لكنه لم ينجح بعد بتشكيلها، نتيجة الصراعات السياسية على شكل الكابينة الوزارية.

تكمن ضراوة الخلافات على تشكيل حكومة جديدة بين المكلف ميقاتي، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي يطالب بتوسعة الكابينة الوزارية لتشمل 30 وزيرا بدلا من 24 وزيرا، في وقت يرفض ميقاتي تلك التوسعة.

مع أزمة الحكومة المقبلة، لا تقل أزمة رئاسة الجمهورية الحالية عن حدتها؛ بسبب عدم الاتفاق على مرشح توافقي للرئاسة، خصوصا مع تعدد الأسماء المطروحة، آخرها ترشح سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن، ترايسي شمعون، حفيدة الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون، للسباق الرئاسي.

ويخوض رئيس “التيار الوطني الحر” اللبناني، جبران باسيل، في الخفاء والعلن معركة التوريث الرئاسية التي تقف على أعتابها لبنان، ويصارع لتوزيره أيضا؛ في حال فشله بالوصول لقصر بعبدا.

اقرأ/ي أيضا: لبنان والعراق ضمنها.. اضطرابات مرتقبة بـ100 دولة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.