تضييق الخناق على إيران عبر العقوبات، هي الوسيلة التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية لكبح جماح خطرها “الإرهابي” الميداني والرقمي، فما هي تفاصيل آخر العقوبات؟

في الجديد، فرضت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأربعاء، عقوبات جديدة في ما يتعلق بأنشطة تسلل إلكتروني إيرانية، حسب بيان نشره موقع وزارة الخزانة الأميركية الإلكتروني.

مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على 10 أفراد وكيانين؛ بسبب الأنشطة الإلكترونية، وفقا لموقع الوزارة الأميركية.

وبحسب بيان وزارة الخزانة، ينتمي جميع الأفراد والكيانات الذين طالتهم العقوبات إلى “الحرس الثوري” الإيراني.

وأفادت وزارة الخزانة بأنَّ العقوبات جاءت في إطار رد مشترك من جانب عدة جهات أميركية، من بينها وزارة العدل ووزارة الخارجية.

ما هو “برنامج الفدية”؟

العقوبات الأميركية استهدفت، مجموعة من الناشطين في الفضاء السيبراني الذين يتخذون من إيران مقرا لهم، وذلك بتهمة “استغلال نقاط الضعف في البرمجيات من أجل تنفيذ أنشطة برامج الفدية، والانخراط في الوصول غير المصرح به إلى الكمبيوترات، واستخراج البيانات”.

ويعمل “درنامج الفدية” على تشفير بيانات الضحايا. وعادة ما يقدم المهاجمون للضحية الحل مقابل مدفوعات بعملات رقمية، يمكن أن تصل إلى مئات الآلاف أو حتى ملايين الدولارات.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية، أعلنت الأسبوع الماضي، فرض عقوبات على شركة إيرانية لدورها في تصدير طائرات بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في العملية العسكرية بأوكرانيا.
 
وأكدت الخزانة الأمريكية، أنها أدرجت في قائمة العقوبات، 3 شركات وفردا لدورهم في توفير الطائرات بدون طيار للكيانات العسكرية الإيرانية.

الخميس الماضي، أعلنت الخزانة الأميركية في بيان، عزم الولايات المتحدة فرض سلسلة عقوبات جديدة على إيران، تشمل “الحرس الثوري” الإيراني، وعدد من الشركات الإيرانية لتورطهم في تزويد روسيا بمسيرات حربية لاستخدامها في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

البيان أوضح أيضا، أن “العقوبات ستستهدف بالدرجة الأولى الحرس الثوري الإيراني، الكيان المدرج على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية والذي يخضع أساسا لسلسلة عقوبات فرضتها عليه واشنطن بسبب دوره في البرنامج النووي الإيراني”.

كذلك نقل البيان، عن مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، براين نيلسون، قوله إن “الولايات المتحدة تعتزم بصرامة تطبيق كل العقوبات المفروضة على روسيا كما على إيران، ومحاسبة كل من اختار، على غرار إيران، دعم روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا”.

تدريبات روسية بطهران

فيما يخص الشركات التي تستهدف بالعقوبات، هي من الشركات الضالعة في عمليات البحث والتطوير وإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية، فضلا عن الشركة الإيرانية المولجة نقل هذه المسيرات إلى روسيا.

وفي مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشها في أوكرانيا والخسائر الكبيرة التي تكبدها في عتاده، أبرمت روسيا في الأسابيع الأخيرة، صفقات تسلح مع كل من إيران وكوريا الشمالية، بحسب واشنطن.

الشهر الماضي، كشف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن مسؤولين من روسيا تدربوا في إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية في إطار اتفاق بين طهران وموسكو يتعلق بنقل طائرات مسيرة.

مسؤولون أميركيون، كانوا قد أعربوا في تموز/ يوليو الفائت، عن اعتقادهم أن إيران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات المسيرة، ومنها طائرات يمكن تسليحها، مشيرين إلى أن مسؤولين روسيون زاروا إيران لمشاهدة طائرات مسيرة هجومية.

ذلك الادعاء أثار مخاوف من أن إيران التي تزود حلفاءها في الشرق الأوسط بطائرات مسيرة، تدعم روسيا الآن في غزوها لأوكرانيا، في حين نفى وزير الخارجية الإيراني المزاعم في ذاك الوقت، بل اتصل هاتفيا بنظيره الأوكراني ليؤكد له عدم حدوث ذلك.

لكن وكالة “رويترز” نقلت عن فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قوله خلال تصريحه لمجموعة صحفيين، إن “المسؤولين الروس أجروا تدريبات في إيران خلال الأسابيع العديدة الماضية”.

باتيل أضاف، أن “الولايات المتحدة ستطبق بقوة عقوباتها على تجارة الأسلحة الروسية والإيرانية”، موضحا أن “عمليات نقل الطائرات المسيرة بين البلدين يحتمل أن تخضع للعقوبات بموجب العديد من السلطات”.

تفاؤل حذر

في 29 آب/ أغسطس الماضي، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، قولهم إن واشنطن تعتقد أن روسيا تمتلك الآن طائرات بدون طيار إيرانية، ومن المرجح أن يتم نشرها في المعارك بأوكرانيا.

وأضاف المسؤولون، أن الروس استلموا الطائرات من مطار إيراني، في وقت سابق من شهر آب/ أغسطس، وتم نقلها إلى روسيا في طائرات شحن في منتصف ذات الشهر.

وبدأت الإدارة الأمريكية التحذير، منذ شهر تموز/ يوليو المنصرم، من أن روسيا تتطلع إلى شراء الطائرات بدون طيار وسط نقص حاد في الإمدادات؛ بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي أعاقت جهود الإنتاج الجديدة.

في ذلك الشهر، كشفت صور الأقمار الصناعية، أن وفدا روسيا زار مطارا في وسط إيران مرتين، على الأقل، منذ حزيران/يونيو لفحص طائرات بدون طيار قادرة على صنع أسلحة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الإدارة الأمريكية، عن تفاؤل حذر بشأن اتفاق محتمل لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وقال منتقدو الاتفاق الجديد، إنه سيؤدي إلى تخفيف العقوبات عن إيران وبالتالي، مكاسب مالية غير متوقعة، يمكن أن تمكن إيران من القيام بأنشطة خبيثة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

ومع ذلك، أصر مسؤولو البيت الأبيض على أن قرار العودة إلى الاتفاق النووي، يجب أن يكون مدفوعا فقط بالحاجة إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ويجب ألا يتأثر بالإجراءات الإيرانية التي تقع خارج نطاق برنامجها النووي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة