إذن، تستمر عجلة العقوبات الأميركية بالدوران على الأنشطة الإيرانية، ومنها “الحرس الثوري”، وفي أحدث تطور في هذا الملف، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الخميس، عزم الولايات المتحدة فرض سلسلة عقوبات جديدة على إيران.

العقوبات التي ستفرض، وبحسب بيان لوزارة الخزانة، ستشمل “الحرس الثوري” الإيراني، وعدد من الشركات الإيرانية لتورطهم في تزويد روسيا بمسيرات حربية لاستخدامها في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

البيان أوضح أيضا، أن “العقوبات ستستهدف بالدرجة الأولى الحرس الثوري الإيراني، الكيان المدرج على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية والذي يخضع أساسا لسلسلة عقوبات فرضتها عليه واشنطن بسبب دوره في البرنامج النووي الإيراني”.

كذلك نقل البيان، عن مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله، إن “الولايات المتحدة تعتزم بصرامة تطبيق كل عقوباتنا المفروضة على روسيا كما على إيران، ومحاسبة كل من اختار، على غرار إيران، دعم روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا”.

اقرأ/ي أيضا: بالأسماء… تعرف على قادة الحرس الثوري الذين شملتهم العقوبات الأميركية الجديدة

إلى جانب الحرس الثوري.. من المستهدف؟

أما الشركات التي ستستهدف بالعقوبات، هي من الشركات الضالعة في عمليات البحث والتطوير وإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية، فضلا عن الشركة الإيرانية المولجة نقل هذه المسيرات إلى روسيا.

العقوبات التي تعتزم واشنطن فرضها على هذه الكيانات تنص على تجميد كل أصولها وممتلكاتها في الولايات المتحدة، كما أن هذه العقوبات تزيد المخاطر المترتبة على كل شركة في العالم تتعامل مع هذه الكيانات، كونها تجعل هذه الشركات عرضة للعقوبات الأميركية.

وفي مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشها في حربه في أوكرانيا والخسائر الكبيرة التي تكبدها في عتاده، أبرمت روسيا في الأسابيع الأخيرة صفقات تسلح مع كل من إيران وكوريا الشمالية، بحسب واشنطن.

الشهر الماضي، كشف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن مسؤولين من روسيا تدربوا في إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية في إطار اتفاق بين طهران وموسكو يتعلق بنقل طائرات مسيرة.

أيضا، مسؤولون أميركيون كانوا قد أعربوا في تموز/يوليو، عن اعتقادهم أن إيران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات المسيرة، ومنها طائرات يمكن تسليحها، مشيرين إلى أن مسؤولين روسيون زاروا إيران لمشاهدة طائرات مسيرة هجومية.

اقرأ/ي أيضا: عقوبات أمريكية على شركة عراقية.. بعد تهريبها أسلحة لـ«ميليشيات» يدعمها الحرس الثوري!

الحرس الثوري ومخاوف أنشطته

هذا الادعاء أثار مخاوف من أن إيران التي تزود حلفاءها في الشرق الأوسط بطائرات مسيرة تدعم روسيا الآن في حربها في أوكرانيا، في حين نفى وزير الخارجية الإيراني الزعم في ذاك الوقت، بل اتصل هاتفيا بنظيره الأوكراني ليؤكد له عدم حدوث ذلك.

لكن وكالة “رويترز” نقلت عن فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله خلال تصريحه لمجموعة صحفيين، إن “المسؤولين الروس أجروا تدريبات في إيران خلال الأسابيع العديدة الماضية”.

باتيل أضاف، أن “الولايات المتحدة ستطبق بقوة عقوباتها على تجارة الأسلحة الروسية والإيرانية”، موضحا أن “عمليات نقل الطائرات المسيرة بين البلدين يحتمل أن تخضع للعقوبات بموجب العديد من السلطات”.

وفي 29 آب/أغسطس، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولون في الإدارة الأميركية، قولهم إن واشنطن تعتقد أن روسيا تمتلك الآن طائرات بدون طيار إيرانية، ومن المرجح أن يتم نشرها في المعارك بأوكرانيا.

وأضاف المسؤولون أن، الروس استلموا الطائرات من مطار إيراني، في وقت سابق من هذا الشهر، وتم نقلها إلى روسيا في طائرات شحن في منتصف أغسطس/ آب.

التحذيرات الأميركية

بدأت الإدارة الأمريكية التحذير، منذ شهر تموز، من أن روسيا تتطلع إلى شراء الطائرات بدون طيار وسط نقص حاد في الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي أعاقت جهود الإنتاج الجديدة.

في ذلك الشهر، كشفت صور الأقمار الصناعية أن وفدا روسيا زار مطارا في وسط إيران مرتين، على الأقل، منذ حزيران/يونيو لفحص طائرات بدون طيار قادرة على صنع أسلحة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الإدارة الأمريكية عن تفاؤل حذر بشأن اتفاق محتمل لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

ويقول منتقدو الاتفاق الجديد إنه سيؤدي إلى تخفيف العقوبات عن إيران وبالتالي، مكاسب مالية غير متوقعة يمكن أن تمكن إيران من القيام بأنشطة خبيثة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

ومع ذلك، أصر مسؤولو البيت الأبيض على أن قرار العودة إلى الاتفاق النووي يجب أن يكون مدفوعا فقط بالحاجة إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ويجب ألا يتأثر بالإجراءات الإيرانية التي تقع خارج نطاق برنامجها النووي.

اقرأ/ي أيضا: “الحرس الثوري الإيراني” يتمسك بحقه في قصف العراق!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.