كل من يتابع وضع السوق في سوريا يوميا يلاحظ الارتفاعات التدريجية في أسعار معظم السلع، لكن أسعار الفروج وأجزائها تبرز بين باقي السلع لأنها تشهد زيادات يومية وحتى بالساعة، كل هذه الزيادات التدريجية في أسعار النشرات التموينية، خاصة خلال الشهر الماضي، هي محاولة لاسترضاء المربي الذي تكبّد خسائر كبيرة خلال العام الماضي، دون الأخذ بالحسبان ضعف القوة الشرائية للمواطن الذي خاصم معظم السلع الاستهلاكية لعجزه عن شرائها.

الفروج بالقطعة

عدد من الأهالي، بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، نُشر اليوم الخميس، أكدوا أن استهلاكهم من الفروج قد انخفض بشكل كبير قبل نحو شهر، وأن ذلك بسبب الأسعار الباهظة، التي لم تسمح لهم سوى شراء الفروج بالقطعة أو القطعتين، حتى أن البعض منهم توقف كليا عن تناول الفروج.

ورأى آخرون، أن شراء الفروج أصبح الآن بعيدا عن متناول المواطن العادي في سوريا، فأصغر فروج الآن يتراوح سعرها بين 30 و35 ألف ليرة سورية، بعدما كان سعره 20 ألف ليرة في الشهر السابق، وأضافوا أنه نتيجة لارتفاع تكلفة الدجاج، أصبح شراء اللحوم الحمراء أكثر فائدة وإمكانية.

وفي هذا الإطار، أكد عضو لجنة مربي الدواجن، حكمت حداد، أن استهلاك الفروج وأجزاءها تراجع نحو 25 بالمئة، منذ شهر بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية للمواطن. مضيفا أنه “إذا اشترت وزارة التجارة كيلو الفروج من المربين بسعر 7000 ليرة، ما كنا لنرى انحسار الإنتاج الحاصل اليوم، وكان سعر الفروج توازن وانضبط، ولما وصلنا إلى الحالة الراهنة”.

تدخل غير إيجابي

بحسب ما ذكره حداد، فإن سعر كيلو الدجاج المذبوح اليوم يبلغ نحو 16 ألف ليرة، أما سعر بيع كيلو الحي من أرض المدجنة فيبلغ حاليا نحو 12 ألف ليرة، وبالتالي فإن التسعيرة التموينية الصادرة مؤخرا التي حُدد فيها سعر الفروج الحي 10300 ليرة، والمذبوح 13900 ليرة، تعتبر بعيدة عن واقع السعر الحقيقي للفروج.

وقال حداد، إنه برغم الطلبات المتكررة من مربى الدواجن بوضع الأسعار في النشرة بناء على الكلفة الحقيقية، إلا إن وزارة التجارة الداخلية تحدد تسعيرة للنشرة اعتمادا على دخل المواطن، وعلى الرغم من ذلك، لا يجد الشخص الأسعار في النشرة مرضية.

وبيّن حداد، أن مربي الدواجن يربح عندما يبيع كيلو الفروج الحي بـ 11 ألف ليرة سورية، بسبب أن كمية الفروج المطروحة في السوق قليلة وهذا الأمر أدى إلى ارتفاع سعر الفروج بشكل كبير، موضحا أنه منذ نحو سنة والمربي يخسر لذا حان الوقت اليوم لأن يربح.

وخلُص إلى القول، إنه من غير الصحيح أن الشركة السورية للتجارة قد تدخلت بشكل إيجابي على أسعار الفروج، والدليل على ذلك أنه يتم حاليا بيع كيلو من الفروج في القاعات التجارية السورية بسعر 30 ألف ليرة، مستبعدا أن يرتفع سعر الفروج الحي في أرض المدجنة الذي وصل اليوم لحدود 12 ألف ليرة.

بين التجار والتموين

صراع كبير تشهده الأسواق السورية ضحيته مستهلكي الفروج، بين حكومة دمشق والتجار، وذلك بعد أن فشلت الحكومة في فرض تسعيرتها، التي كانت أصدرتها قبل أيام؛ وذلك في ظل عجز أمام مواجهة ارتفاع الأسعار في الأسواق.

وزارة التموين السورية، كانت قد اجتمعت قبل أسابيع، مع مربي الدواجن واتفقت على تسعير كيلو الفروج الحي بـ 7200 ليرة سورية، بعد  حساب جميع تكاليف الإنتاج، لكن عدم تأمين العلف اللازم للمربين وارتفاع تكاليف الإنتاج، تسبب بارتفاع مفاجئ للأسعار في الأسواق.

وفي معرض تبريرها لارتفاع الأسعار في الأسواق، بينت مصادر في وزارة التجارة الداخلية للموقع المحلي، أن “دوريات الوزارة تلاحق السماسرة الذين يشترون من المربين دون دفع الثمن ولا يدفعون لهم إلا بعد أن يبيعوا ما أخذوه، ويجبرون المربين على السعر الذي يحددونه ولا تلاحق المربين الصغار“.

يذكر أن قطاع الدواجن، من أكثر القطاعات تضررا خلال السنوات الماضية في الثروة الحيوانية، حيث توقفت 60 بالمئة، من المزارع والمنشآت عن العمل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.