في ظل فوضى الأسعار التي تعاني منها الأسواق السورية، وفشل الإجراءات الحكومية في ضبط السوق، لم تسلم مستلزمات الأطفال من الأزمة، على رأسها الحليب الذي انضم إلى قائمة المفقودات في العديد من المناطق السورية.

فقدان المادة

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، تحدث عن فقدان لحليب الأطفال في محافظة طرطوس، تزامنا مع الارتفاع في أسعاره مؤخرا، حيث أكدت شهادات الأهالي أن الصيدليات فُرغت من حليب الأطفال خلال الأيام الماضية.

ونقل الموقع في تقرير نشره السبت، شهادات للعديد من الأهالي الذين أكدوا، أنهم لم يستطيعوا الحصول على حليب لأطفالهم من الصيدليات، في وقت الذي تُباع فيه المادة في السوق السوداء بأسعار مرتفعة بنسبة 30 بالمئة، عن الأسعار الرسمية.

وبلغ سعر عبوة الحليب مؤخرا 22 ألف ليرة سورية، بعد أن كانت تُباع بأسعار تتراوح بين 16 إلى 18 ألف ليرة.

من جانبه أكد نقيب صيادلة طرطوس، حسام أحمد، أن منتجات “نستله“، مقطوعة حاليا، في الصيدليات وهي حليب “نان، وكيكوز، ونيدو“، لكن هذا لا يعني أن جميع أنواع حليب الأطفال مقطوعة، إذ ثمة بدائل كثيرة أخرى عربية وأوروبية.

سبب الانقطاع

وعزا أحمد، في تصريحات نقلها الموقع المحلي، سبب الانقطاع إلى انتهاء الشحنة المورّدة أخيراً إلى الأسواق، وانتظار الشحنة التالية لما يعترض عملية الاستيراد من صعوبات تتعلق بالتحويلات المالية وأجور الشحن، بسبب ظروف الحصار والعقوبات المفروضة على سوريا.

وأوضح أحمد، أن هناك بعض حالات الاحتكار في الصيدليات، مبديا استعداد النقابة لتلقي شكاوى المواطنين، ومحاسبة الصيدلي في حالات الاحتكار، أو البيع بسعر زائد وفق عقوبات متدرجة.

قد يهمك: “المكدوس” خارج قائمة الأكلات الشعبية في سوريا.. “الإندومي” على نفس الطريق!

وأضاف:” في حال شراء بعض المواطنين عبوات حليب بسعر زائد عن طريق وسيط من الأصدقاء أو المعارف، فإنه بهذه الحالة ليس بالضرورة أن يكون الصيدلي من يقوم باحتكار المادة وبيعها بسعر زائد، وإنما الوسيط هو من يتقاضى الفرق بين السعرين كعمولة وليس الصيدلي، من دون أن ننفي وجود بعض حالات الاحتكار التي يقوم بها الصيادلة“.

بدورها أشارت الصيدلانية السورية هنادي، التي تعمل في دمشق، إلى أن الطفل الرضيع يحتاج كل أربعة أيام إلى علبة حليب، مؤكدة أنها تشكل لبعضهم غذاء أساسيا إذ لا يمكن الاكتفاء بحليب الأم وحده لأسباب عديدة منها صحة الطفل ونموه“.

رفع الأسعار هو الحل؟

وقالت هنادي، في اتصال هاتفي سابق مع “الحل نت“: “فضلا عن ارتفاع الأسعار نعاني من فقدان المادة، يوميا هناك أمهات تأتي للحصول على عبوات الحليب، وتذهب دون الحصول عليها، هناك أصناف تنقطع من السوق لفترة، ثم تعود بأسعار أعلى.. جميع العبوات مستوردة، ولا يوجد معامل حليب في سوريا“.

وتُعد مادة حليب الأطفال، من المواد الأساسية المرهقة للسوريين، نظرا للارتفاع الكبير في أسعارها، فهي مادة يتم تسعيرها بالعملة الأجنبية كونها مادة مستوردة بنسبة 100 بالمئة.

وتواجه الأسر السورية أزمات معيشية واقتصادية مختلفة، في ظل تردي الواقع الخدمي والمعيشي في مختلف المناطق السورية، ما جعل تربية الأطفال ورعايتهم وتأمين الحد الأدنى من مستلزماتهم تحديا حقيقيا ومستمرا تعجز آلاف الأسر السورية عن مجاراته.

التحايل على الأزمات

يواجه السوريون في المناطق الخاضعة للحكومة السورية، صعوبة في التغلب على أزمات ارتفاع الأسعار المتكررة، فبدأت العائلات السورية بحذف العديد من الأصناف الاستهلاكية من قائمة المشتريات الشهرية، بهدف التوفيق بين الدخل، والمصروف.

كذلك تقف مشكلة البطالة كإحدى أكبر المشكلات التي يعاني منها السوريون وخاصة في السنوات الأخيرة، لتشمل أيضا المحافظات والمناطق الواقعة تحت إدارة حكومة دمشق، حيث كشفت تقارير اقتصادية سابقة عن تراجع معدل النمو في سوريا إلى معدلات قياسية، مع ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد إلى نحو 878 في المئة، ووصول معدل البطالة إلى 31.4 في المئة.

ونهاية أيار/مايو الماضي، كشف مدير “مكتب الإحصاء المركزي” السابق، شفيق عربش، أن معدل الفقر في سوريا بلغ 90 في المئة، بين عامي 2020 و2021، وفقا لإحصائيات رسمية لم تنشر نتائجها الحكومة السورية.

قد يهمك: الأسواق في سوريا لـ“الفرجة والمفاصلة” فقط؟!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.