نتيجة لارتفاع الأسعار بشكل عام في سوريا، شهدت معظم الأسواق السورية ركودا حادا، لا سيما تلك المتعلقة بأشياء تعتبر “رفاهية” بالنسبة للسوريين وليست حاجة ملحة مثل المواد الغذائية الضرورية، وهذا الركود يشمل سوق أجهزة الكمبيوتر أو الحواسيب المحمولة “اللابتوب”.

يأتي ارتفاع أسعار “اللابتوبات” نتيجة التراجع الحاد لليرة السورية أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية، حيث يُقدر الدولار الواحد بنحو 4710 ليرة سورية، وبالتالي أصبح امتلاك “لابتوبا” بالنسبة للسوريين ولطلبة الجامعة خاصة أمرا صعبا، حيث أن هذه الأسعار تفوق قدرة معظم الأهالي، فسعر متوسط  الجودة منه يتجاوز الـ 5-7 ملايين ليرة سورية، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطنون وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية.

أسعار “اللابتوبات”

سوق الحواسيب المحمولة “اللابتوب” الجديدة، يشهد جمودا نتيجة ارتفاع أسعارها التي تزداد باستمرار، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى إنعاش سوق “اللابتوبات” المستعملة، على الرغم من أن أسعارها أيضا تُعد مرتفعة إذا ما قورنت برواتب ومداخيل السوريين.

أما أسعار أجهزة “اللابتوبات”، فهي تختلف حسب النوع والمواصفات المطلوبة، حيث يصل سعر “اللابتوب” بأقل المواصفات إلى مليونين ونصف المليون ليرة سورية، بينما يصل سعر جهاز كمبيوتر بمواصفات جيدة إلى 7 ملايين، علما أن الأنواع المتوفرة هي من شركة “ديل، وآتش بي، وأسوس”، وذلك في سوق البحصة وسط العاصمة دمشق، بحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، مؤخرا.

بينما أسعار الحواسيب المحمولة المستعملة فتختلف حسب “نظافة الجهاز” ونوعه والأعطال الموجودة فيه، وهي وسطيا تتراوح بين مليون و800 ألف ليرة سورية، و4 ملايين ليرة سورية.

قد يهمك: السرقة بعشرات المليارات في سوريا.. والمصارف تسحب الأموال من جيوب أصحابها

شراء الأجهزة المستعملة

في سياق ركود وتنشيط أسواق الكمبيوتر في سوريا، قال أسامة، أحد أصحاب المحال المختصة ببيع أجهزة “اللابتوبات” المستعملة، إن حركة البيع والشراء تتنشط في مثل هذا الوقت من السنة مع بدء تسجيل الطلاب في الجامعات، وخاصة من يريد الالتحاق بكلية الهندسة المدنية، وكلية الهندسة المعلوماتية، بالإضافة إلى طلاب الجامعة الافتراضية السورية، مشيرا إلى أن من لا يستطيع شراء جهاز جديد حكما سيتوجه إلى شراء جهاز مستعمل لأن أسعاره تنخفض عن الحواسيب الجديدة بنحو 40 بالمئة، بسبب العرض الجيد والطلب عليها بشكل كبير.

من جانب آخر، أوضح طارق، صاحب محل لبيع القطع والإكسسوارات، أن أسعار هذه السلع تختلف؛ فمثلا شاشة “اللابتوب” يتراوح سعر ها بين 500 و700 ألف ليرة سورية حسب حجمها ونوعها، أما سعر الهارد سعة 500 غيغا، يبلغ 150 ألف ليرة، على حين سعر هارد سعة 1 تيرا يبلغ 200 ألف ليرة، أما الهارد الخارجي المحمول 200 ألف ليرة، وسعر السواقة 150 ألف ليرة، على حين يبلغ سعر البطاريات بين 80-150 ألف ليرة حسب نوع الجهاز، أما سعر لوحة المفاتيح فسعرها يتراوح بين 60 – 200 ألف ليرة، أما سعر فأرة الحاسوب (الماوس) من النوع الجيد 25 ألف ليرة، ويرتفع السعر حسب جودتها ونوعها، على حد قوله للموقع المحلي.

سوق البحصة بدمشق “إنترنت”

طارق، لفت إلى أن طلاب الهندسة المدنية، يضطرون لشراء جهاز جديد لأنهم يريدون مواصفات معينة، ومن النادر أن يكون هناك جهاز مستعمل بتلك المواصفات لأنه حكما لن يبيع الطالب جهازه المحمول الذي اشتراه العام الماضي إلا إن كان في ضائقة مادية.

في المقابل، قال غسان، وهو طالب في كلية الهندسة المدنية، إلى أنه يبحث عن حاسوب محمول بسعر منطقي وبمواصفات جيدة، تسمح له أن ينجز المشاريع المطلوبة منه في أثناء العام الدراسي ولكنه تفاجأ بالأسعار؛ فالجهاز الذي يريده سعره يصل إلى نحو 4 ملايين ليرة سورية، منوّها أن هذا المبلغ يفوق قدرته المادية.

فيما أشارت بيان، وهي طالبة إعلام في الجامعة الافتراضية السورية، إلى أن مواصفات الكمبيوتر المحمول ليست مهمة بالنسبة لها، لأنها تستخدمه لحضور ما يسمى بالجلسات المتزامنة، ولإعداد الندوات والحلقات البحثية المطلوبة فقط، أما بالنسبة للفروع الأخرى في الجامعة فهي حتما تحتاج إلى أجهزة ذات مواصفات عالية مثل فروع الهندسة المعلوماتية وتقانة المعلومات، وبالتالي يعانون أيضاً من تأمين أجهزة حاسوب عالية المواصفات وبأسعار مقبولة، وفق التقرير المحلي.

قد يهمك: حذف أصفار من العملة السورية لن يُخفض الأسعار؟

سوريا مكب نفايات إلكترونية؟

مؤخرا تحولت سوريا لمكب نفايات إلكترونية لعديد من الدول، نتيجة ارتفاع الأسعار، حيث حذر رئيس جمعية المخلصين الجمركيين إبراهيم شطاحي، في تصريحات صحفية سابقة، من انتشار الحواسيب المستعملة منتهية الصلاحية التي تدخل كنفايات إلى سوريا، ويتم إعادة تصنيعها لتصبح صالحة للاستخدام مرة أخرى، إضافة إلى مواد أخرى من معدّات ومستلزمات.

ولفت رئيس جمعية المخلّصين الجمركيين بدمشق وريفها، إلى “وجود عروض بيع مستودع كامل بأرخص الأسعار وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تسيّر الشركات فيها حسب القاعدة العالمية بأن للجهاز عمرا افتراضيا يجب تنسيقه قبل نهاية عمره“.

ولاقت هذه الأجهزة رواجا في سوريا بسبب انخفاض أسعارها، والحاجة الملّحة للحواسيب، لا سيما بين فئة الشباب وطلاب الجامعات. ويلجأ هؤلاء إلى الأجهزة المستعملة المعاد تصنيعها، نتيجة الارتفاع الهائل في أسعار الحواسيب الجديدة.

غلاء أسعار “الموبايلات”

في إطار ارتفاع الأسعار وتضييق الحياة المعيشية على المواطنين، أكد بعض أصحاب محال بيع وشراء “الموبايلات”، رفع قيمة التصريح عن أجهزة الموبايل الداخلة لسوريا من دون رسم جمركي، وأن قيمة رفع التصريح ليست واحدة في كل الأجهزة حيث وصلت في بعضها لحدود 49 بالمئة، وفي مقارنة لقيمة التصريح على بعض الأجهزة، أوضح أصحاب المحال أن جهاز “آيفون 13 برو ماكس”، أصبح قيمة التصريح عليه 5.068 ملايين ليرة، بدلا من 3.365 ملايين ليرة، وأيضا جهاز “آيفون 13 برو”، أصبح 4.696 ملايين ليرة، بدلا من 3.118 ملايين ليرة، وجهاز “آيفون 13”، أصبح 3.230 ملايين ليرة، بدلا من 2.309 مليون ليرة.

من جانبهم صرحت الجهات الرسمية والمعنية في مؤسسات الاتصالات، والمالية، والجمارك أنه لم يصلهم أي تعميم حول الموضوع مرجّحين صدور قرار بتعديل قيم التصريح عن الموبايلات لكن من دون تعميم القرار، وفق تقرير سابق لصحيفة “الوطن” المحلية.

لقد ازدادت أسعار الهواتف الحديثة المصنّعة من قِبل شركات عالمية مثل “آيفون”، و”سامسونغ”، بشكل كبير في السوق السورية مقارنة بالدول الأخرى، ذلك لأن الرسوم الجمركية المفروضة على الموبايلات مرتفع بشكل غير منطقي، حيث تتذرع الجهات المعنية في حكومة دمشق بـ “منظومة” تحدد القيمة الجمركية، بناء على ثمن كل جهاز، إلا أن ذلك لا يمت للواقع بصلة، إذ بلغت بعض التعريفات ما يزيد عن ثمن الجهاز نفسه، وهي أرقام غير منطقية وحتما تخالف أي قانون جمركي حول العالم، حيث بلغ سعر موبايل “آيفون 13 برو ماكس”، في وقت سابق نحو 12 مليون ليرة سورية، أي نحو 3 آلاف دولار أميركي، في حين يبلغ متوسط سعر الجهاز عالميا نحو 1650 دولار.

قد يهمك: الأسواق في سوريا لـ“الفرجة والمفاصلة” فقط؟!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.