احتمالية التهديد باندلاع حرب نووية ارتفع بشكل كبير في أوكرانيا بعد أن منيت القوات الروسية بهزائم على مدى الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي جعل العالم بأسره يترقب، حيث ذكرت مصادر أميركية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يطلق أسلحة نووية تكتيكية نحو البحر الأسود أو بالمحيط المتجمد الشمالي أو داخل الأراضي الأوكرانية، في تفجير استعراضي.

تكتيك “الرجل المجنون”

كان هناك حديث عن “نقطة تحول” في أعقاب التقدم العسكري السريع لأوكرانيا، في شمال شرق منطقة خاركيف، وما تسميه كييف، بـ”إنهاء الاحتلال” والذي أدى خلال الأيام الماضية إلى انسحاب القوات الروسية، حيث برزت نظرية بديلة بأن الحرب تقترب من “لحظة الخطر الأقصى”.

عادت المخاوف من أن يلجأ فلاديمير بوتين، إلى الأسلحة النووية أو الكيماوية أو البيولوجية، لإعادة اعتباره أمام الولايات المتحدة، وأوروبا، حيث يرى الأكاديمي والمحلل السياسي، آرثر ليديكبرك، أن روسيا قد تستخدم تكتيك “الرجل المجنون”، لتخويف الدول الأوروبية وأميركا.

وبحسب ما ذكره ليديكبرك، لموقع “سكاي نيوز عربية”، اليوم الأحد، فإن وضع القوات الروسية على أهبة الاستعداد النووي هو وضع طبيعي، والمخاوف الغربية من استخدام روسيا للنووي يأتي جراء الهزائم التي لحقت بها في أوكرانيا.

ووفقا للمحلل السياسي، فإن هناك مطالب داخل روسيا باستخدام القوة الشاملة لإنهاء الحرب خشية انقلاب الشعب وتأجيج النزاعات الداخلية، ويمكن لروسيا أن تستخدم سلاحا نوويا تكتيكيا “لتثبيط معنويات الخصم، ولمنع العدو من مواصلة القتال”.

وأشار ليديكبرك، إلى أن العقيدة العسكرية الروسية تشمل ما يسمى التصعيد من أجل احتواء التصعيد، والذي قد يشمل شن ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة، مبينا أنه في “الحرب النووية الكل خاسر وإدارة الكرملين تعي ذلك جيدا”.

بايدن يحذر

في حديثه الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن إن أي استخدام من قِبل بوتين، لأسلحة الدمار الشامل في أوكرانيا على سبيل المثال، عن طريق تفجير رأس نووي تكتيكي منخفض القوة، من شأنه أن “يغير وجه الحرب”. مضيفا، أن روسيا ستصبح “منبوذة في العالم أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى”.

ومجددا، حذر بايدن في مقابلة تلفزيونية مع محطة “سي بي إس” الأميركية، من المقرر بثها مساء اليوم الأحد، الرئيس الروسي، من استخدام الأسلحة النووية الكيماوية، أو التكتيكية في غزوه لأوكرانيا، قائلا إنه سيكون هناك رد على ذلك، وذلك من شأنه أن يغير وجه الحرب على عكس أي شيء منذ الحرب العالمية الثانية.

يأتي تحذير بايدن، بعد هجوم مضاد مفاجئ شنته كييف، الأمر الذي وضع القوات الروسية في تراجع في منطقة خاركيف، شمال شرق أوكرانيا.

الجدير ذكره، أنه لا تزال هناك تحديات رهيبة أمام القوات الأوكرانية، إذ لا يزال لدى روسيا المزيد من الدبابات والمدفعية، ولا تزال تسيطر على خُمس أراضي أوكرانيا. فهي تحشد 137 ألف جندي إضافي بناء على أوامر بوتين، ويمكن أن يفوق عدد خصومها بحلول الأشهر القادمة، كما بدأت حملة قاسية من الأعمال الانتقامية العشوائية ضد أهداف مدنية، بعد الانتكاسات الأخيرة.

تجنيد السجناء

مع استمرار وطول أمد الغزو الروسي لأوكرانيا، بدت علامات هزائم متعددة للجيش الروسي في أوكرانيا خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، ونتيجة لذلك تعمد روسيا من خلال ميليشيا “فاغنر”، إلى تعزيز قواتها القتالية في أوكرانيا من خلال تجنيد للسجناء في السجون الروسية للزج بهم في المحرقة الأوكرانية.

تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يوم الجمعة الفائت، تحدث عن لقطات مسرّبة، أظهرت مؤسس مجموعة “فاغنر” الروسية للمرتزقة، وهو يحاول تجنيد سجناء للقتال في أوكرانيا.

وبيّنت الهيئة، أنها تمكنت من التحقق من الفيديو، ويمكن مشاهدة يفغيني بريغوجين، بينما يخاطب مجموعة كبيرة من السجناء، قائلا لهم إن “الفترات المحكوم بها عليهم يمكن تخفيفها في مقابل الانضمام للخدمة في صفوف مجموعة، فاغنر”.

الفيديو المسرّب، يؤكد صحة التقارير المتداولة منذ فترة عن محاولات روسيا تعزيز قواتها العسكرية عبر تجنيد أشخاص مُدانين بأحكام قضائية.

وفي الفيديو يؤكد بريغوجين، أن “أحدا لن يعود وراء أسوار السجن” إذا انضم لصفوف مجموعة “فاغنر”، وخاطب السجناء قائلا، “إذا خدمت ستة أشهر في صفوف فاغنر، فأنت حر”. لكنه في الوقت ذاته يحذر المجندين المحتملين من مغبة الهروب من الخدمة قائلا: “إذا وصلت إلى أوكرانيا وقرّرت أنك لست معنيا بالأمر، فستواجه الإعدام ميدانيا”.

كما أبلغ بريغوجين، مستمعيه من السجناء بقواعد وأحكام مجموعة “فاغنر”، التي تحظر تناول الكحول وتعاطي المخدرات، و” الاتصال الجنسي بالنساء المحليات وبالرجال وبالحيوانات والنباتات – وبأي شيء”.

وعلى الرغم من تلك الانتصارات الميدانية التي حققتها القوات الأوكرانية، لا يزال واضحا أن أوكرانيا، أبعد ما تكون عن تحقيق “أي انتصار حاسم”، بحسب توصيف أولينيسكي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني نفسه. القوات الروسية تسيطر على إقليم دونباس، بصورة شبه كاملة، وهو أحد الأهداف الرئيسية للحرب، إن لم يكن هدفها الوحيد الآن من وجهة النظر الروسية، بحسب شبكة “سي إن إن” الأميركية.

وعليه، فإن هذه الانتصارات المتتالية والمباغتة، ربما تفتح الباب أمام المفاوضات لإنهاء الحرب، أما إذا تمسكت كييف، وداعموها الغربيون بمواصلة القتال على أمل الخسارة بروسيا، فلا يمكن التّخمين بزمن انتهاء هذه الحرب، ولا نتائجها في نهاية المطاف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة