للمرة الثانية خلال عام واحد، رفع “بنك سوريا المركزي” سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، حيث وصل اليوم الاثنين، إلى مستوى جديد للحوالات القادمة من الخارج، بالتزامن مع الانخفاض الحاصل في قيمة الليرة السورية. وبالخفض الذي أقدم عليه البنك المركزي تكون العملة السورية قد فقدت نحو سبعة في المئة من قيمتها.

ملامسة للسوق السوداء

بحسب النشرة الرسمية، الصادرة عن “بنك سوريا المركزي”، فإنه اعتبارا من اليوم الاثنين، ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية من 2814 إلى 3015، كما ارتفع سعر شراء الدولار من التحويلات الدولية إلى 3000 ليرة سورية للدولار الواحد.

ويصدر هذا القرار، في وقت تشهد فيه قيمة الليرة السورية انخفاضا جديدا ومضطردا، مما كان له أثر ضار على أسعار السوق والقوة الشرائية للأفراد.

وطبقا لتصريحات سابقة صادرة عن السلطات الرسمية، فإن البنك المركزي يعتزم إدارة التحويلات الدولية، وحصرها في المؤسسات الرسمية، وحظر نقلها عبر السوق غير القانونية من خلال زيادة سعر الصرف، وبالنسبة للمعاملات الرسمية وعمليات التبادل القليلة للغاية في الدولة، يستخدم سعر الصرف الرسمي.

انهيار جديد

هذه هي المرة الثانية التي يرفع فيها المركزي السوري سعر صرف الدولار لليرة السورية، ففي نيسان/أبريل الماضي كان قد رفع سعر صرف الدولار لليرة السورية من 2512 إلى 2814، في حين أصبح سعر شراء الدولار للحوالات القادمة من الخارج 2800 ليرة للدولار الواحد، حينها.

قبل ذلك كان قد رفع سعر الصرف من 700 إلى 1256 مقابل الدولار الأميركي، منتصف حزيران/يونيو 2020، حيث ثبتت عند هذا الحاجز في نشرات المصرف حتى نيسان/أبريل 2021، حين أعلن عن رفعها إلى 2512.

وطبقا لما يقوله الخبير الاقتصادي، ماجد الحمصي، لـ”الحل نت”، فإنه لا تزال أسعار العملات المنشورة لدى البنك المركزي وأسعار صرف السوق السوداء تتباين بشكل كبير،  ونظرا لتراجع الإيرادات وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، فإن خفض قيمة العملة السورية دليل ملموس على انهيار الاقتصاد.

وحسب الحمصي، فإن أسعار صرف العملات خارج الإطار الرسمي، تزيد بفارق 1000 إلى 1500 ليرة سورية، ولذلك يرفض الكثير من السوريين الذين يعيشون في الخارج إرسال أموالهم عن طريق البنك المركزي، لأنهم يعتقدون أنهم سيفقدون نصف قيمة التحويل، مما يجبرهم على اللجوء إلى السوق السرية.

وتبعا لتحليل الحمصي، فإن أسعار المواد الأولية والاستهلاكية ستشهد ارتفاعا حادا، خصوصا أن إقرار المركزي بضعف العملة الرسمية، سيؤدي إلى خفض سعرها أيضا في السوق السوداء التي يعتمد عليها 70 بالمئة من السوريين سواء التجار أو المواطنين.

يذكر أن قيمة الليرة السورية شهدت هبوطا تاريخيا العام الماضي، حيث تجاوز عتبة الـ 4000 ليرة للدولار، مما دفع البنك المركزي لاتخاذ الإجراءات التي من شأنها تنظيم سعر الصرف.

ولا يزال البنك المركزي، يلقي باللوم على أنشطة المضاربة التي تقوم بها مكاتب التحويل غير المسجلة وتجار السوق السوداء في خفض قيمة الليرة السوري خلال الأشهر القليلة الماضية.

سعر صرف الدولار مقابل الليرة

سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية سجلت خلال تداولات، اليوم الإثنين، في السوق السوداء ارتفاعا جزئيا في عموم المحافظات السورية، وبشكل أكبر في إدلب.

في مدينتي دمشق وحلب فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 25 ليرة أي بنسبة تقارب 0.55 بالمئة، واستقر عند سعر شراء يبلغ 4510، وسعر مبيع يبلغ 4540 ليرة سورية للدولار الواحد، بمدى يومي بين 4515 و 4540 ليرة.

وبالنسبة إلى إدلب، فقد ارتفع سعر الدولار بمقدار 150 ليرة أي بنسبة تقارب 3.33 بالمئة، وفقا لما نقله مراسل “الحل نت”، واستقر عند سعر شراء يبلغ 4610، وسعر مبيع يبلغ 4650 ليرة سورية للدولار الواحد، بمدى يومي بين 4500 و 4690 ليرة.

الجدير ذكره، أنه في آب/أغسطس الفائت، أنهت الحكومة مشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2023، والتي تضمنت جميع أشكال التمويل القائمة للتكاليف الإدارية، واستثمارات المشاريع، والمشاريع الجديدة أو الجارية، والمرتبات، والنفقات، وغيرها من أشكال التعويضات.

اللافت في الأمر، هو تحديد مجلس الوزراء في الموازنة العامة للدولة لعام 2023 أسعار صرف الدولار الأميركي بـ 3000 ليرة سورية، واليورو ب 3041 ليرة سورية، بارتفاع 20 بالمئة عن سعر الصرف الحالي، ما يشير إلى تراجع الليرة خلال العام المقبل، على أن يسري هذا القرار في الأول من كانون الثاني/يناير 2023.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.