“من هسه بلشت رحمة الله”. لا يدري العراقي كيف سيكون مصيره مع الكهرباء في الشتاء المرتقب، ويخشى من سيناريو مشابه للعام الفائت، لكنه يكاد يتفق على أن “الكتاب مبيّن من عنوانه”.

“گلنا يا الله وفرحنا بالكهرباء زينة ٱخر فترة، بس يا فرحة ما تمت”، يقول أحمد هادي، مواطن عراقي، يقطن في العاصمة بغداد، والقلق يعتريه بعد عودة انقطاع التيار الكهربائي في البلاد، مع قرب حلول الشتاء.

شهدت الفترة بين نهاية آب/ أغسطس المنصرم، ومنتصف أيلول/ سبتمبر الجاري، تحسنا واضحا في ساعات تجهيز التيار الكهربائي للعراقيين، حتى أنها لم تنقطع دقيقة واحدة، في بعض محافظات الوسط والجنوب.

“فرحنا بتحسن الكهرباء، بس الظاهر الرگعة صغيرة والشگ چبير”، بحسب حديث أحمد هادي، الذي يرى أن أصل مشكلة تجهيز الكهرباء سياسية ولا علاقة لها بعدم توفر الأموال الكافية أو الغاز لإنتاجها.

“متنا برد”

“لو چان صدگ المشكلة مثل ما يگولون المسؤولين، ما چان بقت الكهرباء 3 أسابيع بدون ما تنطفي. بس يستخدموها ورقة واحنا ضحية لعباتهم السياسية العفنة”.

عانى العراقيون شتاء العام الماضي، معاناة كبيرة جراء تردي منظومة الكهرباء، حتى وصل الحال إلى انطفاء التيار الكهربائي 8 ساعات يقابلها ساعتين تجهيز، في ظل درجات حرارة صفرية، وتحت الصفر في أحايين أخرى.

“متنا برد العام. الله لا يعيدها، بس شكلها مليوصة هاي السنة هم”، يقول أحمد هادي، في إشارة منه إلى أن سيناريو الشتاء الماضي سيتكرر مجددا مع الشتاء الجديد، وأن البرد رغم الالتحاف بأكثر من غطاء لا يمكن مقاومته ليلا.

بحسب تصريح صحفي سابق لوزير الكهرباء عادل كريم، فإن الوزارة بحاجة إلى 35 ألف ميغاواط لتجهيز المواطنين العراقيين بالطاقة الكهربائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع تام، في وقت يبلغ التجهيز حاليا 20 ألف ميغا واط.

وزير الكهرباء، أكد أيضا عدم إمكانية تجهيز المحطات بالغاز المحلي خلال المستقبل القريب، وأن العراق بحاجة لاستيراد الغاز خلال السنوات الـ 5 المقبلة على أقل تقدير.

“المشكلة مو بس بالكهرباء، بدائلها اللي هو النفط قليل ينطونا من الحصة مالته بالشتا، والصوبة تسحبه سحب”، يقول ذلك، ليث جاسم، مواطن أربعيني من سكنة البصرة، جنوبي العراق لـ “الحل نت”.

“شتكَفّي النفطات”

الحكومة العراقية، تقوم بتجهيز النفط للعراقيين بحصص ثابتة، تمتد الحصة الواحدة من شهر إلى شهر ونصف، حيث تعطي للعائلة الواحدة من 50 إلى 100 لتر من النفط، كي يتم استخدامه في أجهزة التدفئة داخل البيوت.

“شتكَفّي النفطات، إذا الكهربا تطفالها 10 ساعات. أسبوع بالزايد وتخلص حصة النفطات، ونخلّصها ميتين برد، وننتظر الفرج حتى تجي الوطنية”، بتلك الكلمات يعبّر جاسم عن تذمره من الوضع المقبل في شتاء بات لا يرحم بآخر سنتين.

في أيار/ مايو الماضي، بيّن وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، أن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5-10 سنوات، حيث تعتمد بغداد على الغاز الإيراني لتوليد من 7-8 آلاف ميغا واط من الكهرباء يوميا.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

لم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.