“يشمرَنّا ورا الشمس”. جملة لا يعرف مغزاها إلا من تعرّض لحادثة ما مع كثير من مشهورات العراق؛ لوجود ظهر لهن يحتمين به. ذاك الظهر يتمثّل بالميليشيات “الولائية” في غالب الأحيان.

“بالغلط ضربت سيارة وطلعت صاحبتها وحدة من المشهورات. ابتليت على عمري يومها”، يقول محمد جبار، مواطن من بغداد، كان قد مر بموقف مع إحدى مشهورات العراق، عندما وقع بحادث سير بسيط معها.

تكتظ مواقع “التواصل الاجتماعي” العراقية في اليومين الأخيرين، بترند يحمل وسم #محاسبة_همسة_وضباطها_الخمسة، في إشارة إلى الإعلامية والمودل، همسة ماجد، حيث يطالب المتفاعلون مع الهاشتاغ بمحاسبتها قانونيا.

همسة ماجد

كانت همسة، نشرت “ستوري” عبر “إنستجرام” وهي تتشفّى باحتجازها لشابتين بأحد مطاعم بغداد، ويقوم ضباط لها علاقة وطيدة معهم بتفتيش التليفونات الخاصة بهن، فقط لأنها تشك بأنهن قد صوّرن حديثها داخل المطعم.

اتهام بالتحرش

معاملة مهينة للشابتين، من قبل همسة ماجد وتجاوز على القانون بتفتيش أجهزة الموبايل دون حق، وحينما تكفلت محامية بالدفاع عن الشابتين، هدّدتها همسة ماجد بالميليشيات، قائلة: “آني وراي ظهور وخوال كلهم ضباط، ووراية ميليشيات. سجليها زين، وراية ميليشيات”.

يرقض محمد جبار، الكشف عن هوية المشهورة التي تعرضت سيارتها لخدش بسيط إثر ضربها من قبل عجلته دون قصد منه، لكنه يقول إنها تخرج ببرنامج صباحي عبر شاشة تلفزيونية محلية معروفة.

“بعدني جاي اعتذرلها، وگلتلي إلا أشمرك ورا الشمس، واتهمتني إنو دا أتحرش بيها، وهدّدتني بالميليشيات بدون مناسبة”، يقول محمد جبار الذي يسكن جانب الرصافة في بغداد، لـ “الحل نت”.

توجد علاقة وطيدة لكثير من المشهورات بالميليشيات وحتى بضباط كبار بأجهزة الدولة، فضلا عن علاقات “مشبوهة” مع مسؤولين كبار، من برلمانيين ووزراء وغيرهم، لكن لا أحد يجرؤ على كشفها.

مصدر خاص وهي -شخصية نسائية من الوسط الإعلامي والفني- في العراق، تحدّثت لـ “الحل نت”، عن علاقة عدد من المشهورات بالميليشيات والمسؤولين، وطلبت عدم الكشف عن هويتها، وعن تلك المشهورات خشية على حياتها من الخطر.

إعلامية ومراسلة مع “العصائب”

هناك إعلامية بارزة، تقف خلفها ميليشيا “العصائب”، وتتفاخر بأن من في ظهرها تلك الميليشيا وتحميها، تقول اشخصية الإعلامية لـ “الحل نت”، وتردف أن تلك الإعلامية لديها ملايين المتابعين في “إنستجرام”، وتعمل في الإعلام الرسمي العراقي.

“صديقة لتلك الإعلامية، هي الأخرى تحميها ميليشيا “العصائب” التي يتزعمها قيس الخزعلس، وتعمل في الإعلام الرسمي العراقي أيضا، لكنها مراسلة تلفزيونية وليست مقدمة برامج أو صحفية”.

يقول محمد جبار: “بالگوة خلصت من الورطة اللي وگعت بيها. إجوني جوگة من الملثمين وما خلّوا على حالتي حالة. من كل مكان من جسمي يطلع دم”.

انتهت حكاية محمد بتعويضه عن الخدش البسيط لسيارة تلك الشخصية المشهورة بمبلغ يعادل 4 أضعاف التعويض الحقيقي لتصليح العجلة، قائلا: “بالأخير گلولي هذا مجرّد تأديب إلك حتى ما تعيدها مرة ثانية”.

ميليشيا بابليون

قضية همسة ماجد الأخيرة، تفتح الباب على مصراعيه عن سبب عدم محاسبة كثير من مشهورات العراق وعدم التجرؤ لمقاضاتهن من الأساس، لكن من يقفون خلفهن يبدو لهم السطوة عبر تكميم الأفواه.

“متاجرة علنية”

مديرة منتدى عراقي في بغداد خاص بالإعلاميات، يعرف الكل أنها “قَوّادة”، لكن لا أحد يستطيع التكلم عنها؛ بسبب علاقاتها الكبيرة ببرلمانيين ومسؤولين بارزين، على حد تعبير المصدر الخاص لـ “الحل نت”.

تقوم مديرة المنتدى بالمتاجرة بمن لديها من إعلاميات وتعرضهن في العلن لعدد من البرلمانيين. “تگول للبرلمانيين أي وحدة تعجبك بس أشّر والليلة يمّك وهي الممنونة”، بحسب ما يقول المصدر.

تستغل مديرة المنتدى من معها من إعلاميات ومشهورات، بامتلاك تسجيلات مصورة ضدهن، لتقوم بتهديدهن في حال قرّرن ترك المنتدى أو عدم الذهاب لاحقا لأي من البرلمانيين والمسؤولين.

لم تكن علاقة مشهورات العراق وليدة اللحظة بالميليشيات والضباط والمسؤولين، فسبق وأن تكشّفت تلك القصة قبل 4 أعوام، عندما توفيت 3 شخصيات مشهورة بظروف غامضة في أقل من شهر.

رشا الحسن، خبيرة تجميل بارزة، ورفيف الياسري، إعلامية وطبيبة تجميل مشهورة، وتارة فارس، أشهر فتاة مودلز في العراق، فارقن الحياة في شهر واحد بين آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر 2018، دون كشف رسمي عن سبب الوفاة.

تارة قُتلت برصاص مجهول في منطقة كمب سارة في بغداد، وحسب مصادر “الحل نت” الخاصة، قتلت نتيجة خلافات لها مع ضباط كبار في الدولة العراقية، رفضت استمرار العمل معهم، وعندما قالت لهم “لا”، تمت تصفيتها، خشية من أن تكشف ما لديها عنهم لاحقا.

مصير مشابه؟

رشا الحسن ورفيف الياسري، فارقتا الحياة فجأة، وقيل إن موت الأولى نتيجة ارتفاع في ضغط الدم، والثانية نتيجة تناولها جرعة زائدة من المنوم، لكن المعلومات التي لم تكشف عكس ذلك بشكل تام.

كانت ميليشيات معروفة، منها “كتائب حزب الله”، و”بابليون” بقيادة ريان الكلداني، تستغل خبيرات وطبيبات التجميل المشهورات، بتهريب المخدرات من بيروت إلى العراق من خلالهن، حسب مصادر “الحل نت” الخاصة.

يتم التهريب عبر حشرها مع أدوات التجميل التي تقوم الياسري والحسن بشرائها من لبنان لأجل العمليات الجراحية في عياداتهن ببغداد، وعندما وصل الأمر لحد لا يطاق، ورفضتا التعاون مع الميليشيات، توفيتا بظروف غامضة.

تارة فارس ورشا الحسن ورفيف الياسري

همسة ماجد، خرجت أول أمس، بمقطع فيديوي تشكر من خلاله ميليشيا “العصائب”، وسبق وأن فعلت ذلك العديد من المشهورات، مثل الشاعرة شهد الشمري وغيرها، يشكرن مجموعة من الميليشيات نتيجة مساعدة تلك الميليشيات لهن.

يقول المصدر -الشخصية الإعلامية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- إن مصير المشهورات ممن يحتمين اليوم بالميليشيات سيكون مشابها لمصير من سبقنهن، الموت بمجرد أن يختلفن في المستقبل مع تلك الميليشيات أو يحاولن إنهاء العلاقة بالود معهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة