وفقا لموقع “دونداي” الإعلامي الروسي، أصدرت وزارة الداخلية الروسية مذكرة إحضار بحق ستة أعضاء من مجموعة “فاغنر” سيئة السمعة المتهمين بالفرار بين 21 و22 كانون الأول/ديسمبر الماضي من مركز تدريب في “جمهورية لوهانسك الشعبية” التي اعترفت بها روسيا.

من بين الذين فروا من مركز التدريب المذكور ثلاثة مواطنين أوزبكيين ومواطن قيرغيزي وروسي وبيلاروسي. وبحسب “دونداي”، نقلا عن مصدر في الشرطة الروسية، فإن “الستة مسلحون وخطيرون”. ووصف “دونداي” الرجال بأنهم “مرتزقة مدانون وسجناء مسلحون من شركة فاغنر العسكرية الخاصة”. 

سلطات بيلاروس دون تعليق 

وجاء رد يفغيني بريغوزين، المجرم المدان ورجل الأعمال الروسي والحليف المقرب لفلاديمير بوتين، والذي أعلن نفسه في أيلول/سبتمبر 2022 أنه العقل المدبر لمجموعة “فاغنر”، على سؤال من صحفي حول مقاتلي “فاغنر الهاربين”، وقال عبر الخدمة الصحفية لشركة “كونكورد” التي يملكها بأن “الحرس الوطني والشرطة وجهاز الأمن في شركة فاغنر العسكرية الخاصة منخرطون في القبض على أنواع مختلفة من المسلحين. صدقوني، على مستويات مختلفة، يتم احتجاز العديد من الأشرار، الذين لا تحتاج حتى إلى معرفتهم. لذا نم جيدا”! 

وتشارك مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية بشكل كبير في القتال الحالي في أوكرانيا، وكانت قد ساعدت الجيش الروسي في ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. ونفت الدولة الروسية مرارا وتكرارا منذ عام 2014 وجود علاقة لها مع هذه المجموعة، مؤكدة أن المرتزقة غير قانونيين بموجب القانون الروسي، وأن شركات الأمن العسكري الخاصة لن تسمح لها بموجب التشريعات النافذة بتقديم خدمات خارج روسيا. 

لكن بعد غزو بوتين لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، تحولت الرواية العامة في روسيا حول المجموعة التي توفر جنودا للتأجير، وبدأت روسيا عملية لإضفاء الشرعية على الشركات العسكرية الخاصة في البلاد. 

على الرغم من أن “الكرملين” لا يزال ينفي رسميا وجود أي علاقة مباشرة بين مجموعة “فاغنر” والدولة الروسية، يعتقد الكثيرون أن حملات “فاغنر” منسقة مع وزارة الدفاع الروسية. 

وقد قامت مجموعة “فاغنر” بتجنيد أعداد كبيرة من السجناء لحرب بوتين في أوكرانيا والتوظيف في مستعمرات روسيا هناك، وعرضت على السجناء الذكور عقوبات مخففة وحوافز نقدية مقابل ستة أشهر من الخدمة العسكرية في أوكرانيا. 

تجنيد آلاف السجناء

فلاديمير أوسيشكين، الناشط الروسي في مجال حقوق الإنسان ورئيس مشروع “غولاغو نت” لمكافحة الفساد، وهي منظمة لحقوق السجناء، قال لـ”مجلة نيوزويك” الأسبوع الماضي إنه منذ 24 شباط/فبراير الماضي، تم تجنيد ما يصل إلى 30 ألف سجين من السجون ونشرهم في أوكرانيا، بينما قتل أكثر من 5000 شخص في المعارك وفي معسكرات مجموعة “فاغنر”. 

يُعتقد أن أوسيشكين لديه شبكة واسعة من المخبرين داخل نظام السجون الروسي، وهو حاليا في المنفى في فرنسا. 

أوسيشكين، نقلا عن مصادره، أكد بأن التجنيد للحرب في أوكرانيا يتم في السجون ليس فقط في روسيا، ولكن أيضا في بعض البلدان في إفريقيا، وفي تركمانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وحتى بيلاروسيا. ويضيف قائلا: “لدينا معلومات تفيد بأن نظام السجون في بيلاروسيا فتح الأبواب أمام بريغوزين وزملائه لتجنيد السجناء هذا العام. ولدينا الوثيقة مؤرخة في 28 أيلول/سبتمبر بشأن هذا الأمر، يطلب فيها وزير العدل البيلاروسي من إدارة السجون بتفتح ابوابها امام مجموعة من الروس الراغبين في دخول السجون البيلاروسية مع بريغوزين”. 

لم تنضم بيلاروسيا، وهي حليف مخلص للكرملين، بشكل مباشر إلى نزاع أوكرانيا. ومع ذلك، سمحت للقوات الروسية بممارسة التدريبات في الأراضي البيلاروسية حتى قبل بداية الحرب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.