في حملة كبرى تلقى اهتماما وإصرارا حكوميا، أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أول أمس الأربعاء، المباشرة بتنفيذ أول ثلاثة مشاريع ضمن الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية ببغداد، والتي أطلقها مطلع الشهر الماضي.

مدينة بغداد التي تشهد تناميا طرديا بالسكان وأعداد السيارات، تعاني من جراء ذلك بشكل كبير، إضافة إلى الأسباب المتعلقة بإغلاق بعض الشوارع والممرات فيها بسبب وجود مقرات الأحزاب والفصائل المسلحة، والدوائر الرسمية المهمة.

الأمر الذي جعل من العاصمة بغداد واحدة من أسوأ المدن في العالم من حيث حركة النقل، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق، إذ يعاني الموظف، بحسب رئيس الحكومة العراقية، الذي تحدث عن ذلك خلال حفل إطلاق الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية في الثاني من آذار/مارس الماضي، من ضياع ساعتين من وقته لمجرد الوصول لمكان عمله داخل بغداد.

بغداد والازدحامات

على هذا الأساس، جاءت هذه المشاريع لحاجة بغداد الماسة لها والتي لم تشهد مثلها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وفقا للسوداني، الذي بيّن أن الاختناقات المرورية في العاصمة تعدّت كونها مشكلة معطلة لحياة المواطنين، وتحولت لمشكلة نفسية، وهو ما دفع الحكومة لتضع أولويات الخدمات في مقدمة برنامجها، مشيرا إلى أن بغداد اليوم بحاجة ماسة إلى مشاريع خدمية.

اقرأ/ي أيضا: “العشرة” و“الماروت” وغيرها.. مسلسلات رمضانية تنعش الدراما العراقية

السوداني كان قد أكد في حفل إطلاق الحزمة الأولى الذي أقيم في مقر وزارة الإعمار والإسكان ببغداد، أن عام 2023 سيكون عام المشاريع، إذ سنشهد احتفالات لإطلاق المشاريع، مؤكدا أن مشاريع الجسور ستحصل لأول مرة في بغداد وتُعدّ ضرورية للعاصمة، بخاصة وأن بغداد تستحق حلولا دائمة لمسألة الازدحامات المرورية.

يشار إلى أن المشاريع الثلاثة، هي إنشاء جسر على قناة الجيش لربط شارع الداخل باتجاه شارع فلسطين (حي المهندسين)، أما المشروع الثاني فيتمثل بإنشاء جسر على قناة الجيش لربط منطقة جميلة مع امتداد شارع الجهاد – باب المعظم، ويتضمن العمل فيه إنشاء جسر لعبور طريق الجيش السريع وقناة الجيش متجها إلى شارع 71 بطول حوالي 660 مترا وعرض حوالي 20 مترا، فيما يتمثل المشروع الثالث بإنشاء جسر لربط شارع 77، بتقاطع القدس. 

حول تنفيذ تلك المشاريع، أكد وزير الإعمار والإسكان والبلديات العامة بنكين ريكاني، أن المشاريع الثلاثة لفك الاختناقات التي تمت المباشرة بها تمثل نقلة نوعية لسكان بغداد، فيما أشار إلى أن هناك حزمة جديدة من المشاريع فور إقرار الموازنة.

إجراءات غير مسبوقة منذ عقدين

ريكاني قال في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”، إن الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية تتضمن 19 مشروعا، تمت المباشرة بثلاثة منها اليوم، مبينا أن هذه المشاريع تمثل نقلة نوعية لسكان بغداد من ناحية الازدحام.

مشهد من حالة الزحامات التي يشهدها وسط العاصمة بغداد يوميا/ إنترنت + وكالات

كما أضاف، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أشار إلى أنه لم تكن هنالك إضافة منذ عشرات السنين الماضية لبغداد من ناحية الطرق والجسور، وهناك تحديات كبيرة تواجه أمانة بغداد من ناحية حجم التجاوزات الكبير وغياب سلطة القانون والاعتداءات على الموظفين وقلة التخصيصات، مشيرا إلى أن بغداد تحتاج إلى نهضة تقودها الحكومة لمساعدة الأمانة للقيام ببعض المشاريع التي من شأنها أن تخفف الازدحامات وتسهّل حركة المواطنين وتفتح مناطق جديدة في بغداد، وهذا ما قامت به الحكومة بشكل تكافلي.

وزير الإعمار والإسكان أكد، أن إجراءات تنفيذ المشاريع سارت بسرعة عالية لم نشهدها منذ 2003 في إقرار المشاريع وإعلانها وإحالتها، مبينا أن، كل أسبوع سيكون لدينا انطلاق مشاريع حتى انتهاء الـ 19 مشروعا، وأنه فور إقرار الموازنة ستكون هناك حزمة ثانية من المشاريع.

من جهته، بيّن المتحدث باسم أمانة بغداد، محمد الربيعي، أن الأمانة على تنسيق عال مع مديرية المرور ووزارة الإعمار والإسكان ورئاسة الحكومة، من أجل إنهاء مشكلة الاختناقات المرورية، وإيجاد الحلول النهائية لهذه الأزمة، مؤكدا أن الحكومة الحالية جادة في حل أزمة الاختناقات المرورية، وهناك معالجات ومشاريع سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

تفاصيل حملة فك الاختناقات المرورية 

الحزمة الأولى التي أُعلن عنها مطلع أذار/مارس، تشمل 19 مشروعا متعلقا بتطوير واستحداث الطرق والجسور والمجسرات في مدينة بغداد في جانبي الكرخ والرصافة، فضلا عن الطرق الخارجية التي تربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية والغربية.

كما ستتولى شركات عراقية وتركية وصينية تنفيذ المشاريع، ومن بين تلك الشركات؛ شركة “ترانس تك الهندسية”، وشركة “المجموعة السادسة للسكك الحديدية الصينية المحدودة”، وشركة “هندسة الدولة الصينية المحدودة”، وشركة “بناء المواصلات الصينية المحدودة الدولية”، وشركة “النهر الأصفر”.

بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، شهدت شوارع العراق، خصوصا بغداد منها، ازدحاما كبيرا في أغلب الطرق الرئيسة، خصوصا عند التقاطعات ونقاط التفتيش المنتشرة في معظم المناطق، الأمر الذي يتسبب في ضغوط نفسية لدى المواطنين، بالإضافة إلى هدر الوقت خلال الانتظار الطويل على الطرقات قبل وصولهم إلى أماكن عملهم أو الدوائر الحكومية التي تقدم الخدمات المختلفة.

هذا ويبلغ عدد المركبات في العاصمة بغداد، أكثر من أربعة ملايين مركبة مسجلة، بحسب مديرية المرور العامة في أحدث إحصائية، في حين أن الطاقة الاستيعابية لشوارع بغداد هي بحدود 200 ألف مركبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات