عاملات المنازل عملة نادرة في سوريا.. ما هو سقف أجرة تعزيل البيت خلال فترة العيد ؟

في ظل انهيار الوضع المعيشي في سوريا، لم يعد ارتفاع الأسعار يوفر شيئا من السلع والخدمات، فضلا عن صعوبة حصول السوريين على بعض الخدمات في الأسواق، آخرها خدمة تنظيف المنازل التي تعذّر على كثير من العائلات الحصول عليها فضلا عن الارتفاع “الخيالي” في أسعارها.

مع اقتراب عيد الفطر فإن معظم العائلات السورية، اعتادت تنظيف منازلها بشكل موسّع ضمن أجواء استعدادات العيد، حيث تتضافر جهود أفراد العائلة بتنظيف المنزل قبل قدوم أول أيام العيد، لكن بعض العوائل تبحث عن عاملات منازل لتنظيف المنزل مقابل أجر المادي، وقد أكدت بعض النساء مواجهتها صعوبات بالغة في رحلة الحصول على خدمة تنظيف المنازل.

أجر مناسب أم متدني؟

“لم أجد أي عاملة أو شركة متخصصة لتنظيف منزلي بأجر مناسب”، قالت هنادي سمور وهي موظفة تعمل في مؤسسة الإسكان في حلب، مشيرة إلى أنها لا تملك الوقت لـ”تعزيل” منزلها قبل قدوم عيد الفطر، لذلك لجأت للحصول على خدمة تنظيف المنازل مقابل أجر مادي.

سمور أضافت في اتصال “هاتفي مع “الحل نت”، “أنا موظفة وتعزيلة العيد تحتاج يومين كاملين على التوالي فهي تشمل جميع أركان المنزل، حاولت الاتصال مع العديد من عاملات المنازل، لكنهن رفضن المجيء بسبب الأجر المتدني والمكان البعيد، وكانوا يقولون إن ما يتقاضونه يضيع نصفه في المواصلات”.

سمور أوضحت أنها دفعت 30 ألف ليرة سورية العيد الماضي مقابل تنظيف منزلها، لكنها اصطدمت ببعض الأرقام التي سمعتها هذا العام، حيث طلبت شركة محلية لتنظيف المنازل مبلغ 250 ألف ليرة مقابل تقديم هذه الخدمة، وهو ما يعادل دخلها الشهري بشكل كامل.

بحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، فإن تكلفة تعزيل الغرفة الواحد أصبحت تقارب 75 ألف ليرة سورية، في حين تصل تكلفة تعزيل منزل بمساحة متوسط إلى 200 ألف ليرة في أفضل الأحوال، وقد أنشأ العديد من الأشخاص شركات منظمة لتقديم خدمة تنظيف المنازل في سوريا مؤخرا.

شركات متخصصة

صاحبة ورشة لتنظيف المنازل، أكدت في تصريحات للموقع المحلي، أن أجرة تنظيف الشقة مع جدرانها تعتمد على المساحة وعدد الغرف وهي بين 60 ألف ليرة سورية، للغرفة الصغيرة و90 ألف ليرة للغرفة للكبيرة، مشيرا إلى أن هذا العمل يدر دخلا جيدا للورشة، ويمكّن جميع أفرادها البالغ عددهم 6 شباب، من مواصلة دراستهم ومساعدة أُسرهم أيضا.

قد يهمك: “المرأة تبقى صبية من الداخل ولن نغير اسم المسلسل“.. جيني آسبر ترد على منتقدي “صبايا”

وعلى الرغم من وجود العديد من الشركات المتخصصة في تقديم هذه الخدمة، والتي لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقوم بالنشر والتسويق للحصول على زبائنها، إلا أنه لا يوجد حتى الآن في سوريا مظلة قانونية تحمي العاملات في المنازل سوريات الجنسية، بسبب عدم وجود مكاتب لهم، على عكس العاملات الأجنبية.

 في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا، تؤكد تقارير المنظمات الدولية أن نحو 69 بالمئة من السوريين في سوريا تحت خط الفقر، في وقت تساعد الحوالات المالية المرسلة من أقاربهم وأصدقائهم في الخارج إلى التخفيف من وطأة الأزمة عليهم .

الحكومة في دمشق تبدو عاجزة عن السيطرة على الأزمات الاقتصادية المختلفة، ولو كان بيدها أدوات اقتصادية حقيقية، لحاولت الحفاظ على قيمة العملة المحلية من الانهيار، وبالتالي أوقفت الزيادات الخيالية في أسعار السلع والخدمات، التي لم يعد المواطن يتحملها، وكان هذا الخيار الأفضل من ترك الاقتصاد ينهار ومن ثم اللجوء إلى رفع الرواتب 20 و30 بالمئة. 

تحسين الواقع المعيشي للسوريين، يتطلب بحسب مختصين في الاقتصاد إلى وجود رؤية وخطة واضحة لتحسين واقع الإنتاج بمختلف قطاعاته، فضلا عن تحسين البنية التحتية وتأمين الخدمات الأساسية، بما يخدم القطاع الإنتاجي، وبذلك تتحرك العجلة الصناعية ويزداد الطلب على اليد العاملة، بالتالي يمكن الحديث عن تحسن في الواقع المعيشي للسوريين، لكن كل ما سبق فشلت دمشق في تحقيق الأدنى منه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
4 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات