الفنان السوري باسم ياخور، والمشهور حاليا بالدراما الرمضانية بدور “العربجي” عبّر مؤخرا عن انتقاده لمسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، واصفا إياه بأنه يفتقر إلى المنطق الفني. ففي حديث أجراه مؤخرا في برنامج “مراحل” مع الصحفي علي العلياني، لم يتراجع ياخور عن آرائه حول المسلسل، وكذلك بطله الرئيسي مكسيم خليل.

ياخور، المعروف بأدائه القوي والدقيق، قال إن “ابتسم أيها الجنرال” لا يتبع قواعد التعبير الفني ويركز بشكل أكبر على النجاح التجاري بدلاً من الجدارة الفنية. كما انتقد كتابة وإخراج المسلسل، مشيرا إلى أنه يفتقر إلى العمق ولا يجسد الجوهر الحقيقي للتجربة السورية.

الأحداث أثارت الآراء؟

ترويج كبير سبق موسم دراما رمضان هذا العام بأشهُرٍ لمسلسل أبطاله نجوم ممثلين من الضفة المعارضة للحكومة السورية، في أول إنتاج درامي لمسلسل يتناول فيه قصة العائلة الحاكمة في سوريا، وحمل اسم “ابتسم أيها الجنرال”، على أن يناقش كواليس القصر الجمهوري، ويدور في فلك المخابرات والفساد.

مكسيم خليل في المسلسل
مكسيم خليل في مسلسل “ابتم أيها الجنرال” – موقع “الأخبار اللبنانية”

إضافة إلى انتقاداته للمسلسل نفسه، علق ياخور على أداء مكسيم خليل الذي يلعب الدور الرئيسي في فيلم “ابتسم أيها الجنرال”، فبينما اعترف ياخور بمواهب خليل كممثل، أشار إلى أن الشخصية التي يلعبها لها هدف مباشر للتناول الشخصي في المسلسل ولا تخدم بالضرورة الرؤية الفنية الأكبر.

مقدم البرنامج العلياني، طلب من ياخور ترتيب زملائه الفنانين من الأكثر جماهيرية للأقل، إلَّا أن الفنان وقبل اجابته قال، أصدقائي أنتم تعرفون أنه المبلغ سيتم مضاعفته من أجل حالة إنسانية لذا “أعذروني انتو حبايب قلبي، باسل أنت صديقي الصدوق، قصي أنت أخي وحبيبي، ومكسيم معزته كبيرة عندي برغم اختلافاتنا، تيم لا يناقش الاسم لأنه من النجوم الرائعين وأنا بحب تيم لأنه رجل استثنائي”.

ياخور وضع على رأس القائمة زميله النجم السوري تيم حسن، تلاه قصي خولي، ثم باسل خياط، وبعده مكسيم خليل، ثم أدرج اسمه في نهاية القائمة.

“العربجي” يشهر سنّه

أيضا تطرق ياخور للحديث عن تجربة الفنان السوري ياسر العظمة في “يوتيوب”، وقال، “قد نختلف أو نتفق على ما يطرحه في بعض الحلقات، لكن حضوره على اليوتيوب حقق مشاهدات وجدلا، ولا يحق لي تقييم تجربته”.

كما سُئل الفنان حول ما إذا خسر الفنان السوري جمال سليمان فنّياً بسبب آرائه السياسية، فأجاب قائلًا, “أكيد خسر، أي حد قال رأي خسر، السوريين جميعهم خسروا”، وشدد على عدم تعاطيه في السياسة، لكنه يقول وجهة نظره فقط.

تعليقات ياخور أثارت الكثير من الجدل في الوسط الفني السوري، حيث وافق البعض على آرائه، بينما دافع آخرون عن المسلسل باعتباره عرضا ناجحا وشعبيا يتردد صداه لدى المشاهدين.

بغض النظر عن الجدل الدائر حول “ابتسم أيها الجنرال”، يرى مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ياخور يظل أحد أكثر الشخصيات احتراما وتأثيرا في الفن والثقافة السورية. آرائه لها وزنها وقد ألهم تفانيه في مهنته عددا لا يحصى من الفنانين والفنانات في جميع أنحاء المنطقة.

في المقابل يرى آخرون، أنه مع استمرار المجتمع الفني السوري في مواجهة التحديات المستمرة للحرب والنزوح وعدم الاستقرار السياسي، من المهم أن يكون لديهم أصوات مثل مكسيم خليل يتحدث علانية ويقدم وجهات نظر الفئة المعارضة، كالعمل الذي يتم عرضه في الموسم الرمضاني.

نقد منذ الحلقة الأولى

مع بدء عرض حلقات المسلسل، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الأفعال المتباينة، بين من عبّر عن خيبة أمله بما شاهده من تناول سطحي للقصص المتعلقة بحكم سوريا، هذا فضلا عن الأداء المتواضع لمعظم الممثلين في أدوار البطولة، بينما اقتصر الأداء المقبول على نجوم الصف الأول من المسلسل بحسب آراء النقاد.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا كذلك تمحور الحلقات الأولى حول قصة واحدة تتعلق بفضيحة جنسية لزوجات المسؤولين إلى جانب أخت الرئيس، مع ضابط متقاعد كان يعمل في البحوث العلمية، وقد هدد بنشر فضائح أخرى في حال لم يتم تلبية مطالبه وأبرزها الإفراج عن سجين يدعى نادر زين الدين.

كذلك فإن جزءا من خيبة أمل المتابعين، كان من جراء حذف اسم سوريا من المسلسل وعدم التطرق مطلقا لأي شخصية حقيقية من عائلة الأسد أو ضباط المخابرات ورجال الدولة، حيث لجأت الجهة المنتجة إلى خلق دولة مهينة تحت اسم “الجمهورية الغربية”، ورئيسها فرات وأخوه عاصي، وتركت المشاهد أمام مهمة إسقاط كل شخصية في المسلسل على الشخصية التي تناسبها في الواقع السوري.

لكن بالمقابل فإن المسلسل حظي كذلك بإشادات واسعة من قبل فئة من جماهير الدراما السورية، خاصة وأنه العمل الأول من نوعه الذي يتناول خفايا وكواليس ما كان يجري في القصر الجمهوري في تلك الحقبة، وليس من الصعب إسقاط شخصية فرات مثلا على الرئيس السوري بشار الأسد، وأخيه عاصي على ماهر.

المسلسل غاص كذلك في طريقة نظرة العائلة الحاكمة للبلاد، فـ”الجمهورية الغربية” هي واحدة من ممتلكات فرات وأخيه وعائلته، كذلك فإن تحرك جيش الفرات، يأتي بالدرجة الأولى لحماية اسم العائلة قبل البلد، فالمهم بالنسبة لفرات هو اسم العائلة بعيدا عن أية اعتبارات وطنية.

أحداث المسلسل تناولت كذلك الصراع بين الشقيقين على السلطة، بين فرات الرئيس الحريص على سمعة العائلة، وهو كرئيس شخص دبلوماسي يميل إلى الهدوء في حل المشاكل، بينما عاصي الشقيق الأهوج الذي يلجأ لحماية اسم العائلة بقوة السلاح وسطوته، حتى وإن اضطر إلى مواجهة شقيقه الرئيس، فعاصي يملك من القوة ما يجعله قادرا على مواجهة أوامر الرئيس، وتحت يديه من القوات لا تعترف أصلا برئيس غير القائد عاصي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات