في حين أعلنت شركة “غولدن لاين” عن انتهاء تصوير مسلسل “العربجي”، الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية منذ عرض أولى حلقاته في موسم دراما رمضان 2023، يحقق العمل أرقاما قياسية على كل المستويات بالتزامن مع استمرار عرضه، إذ قاربت مشاهداته على تطبيق “تيك توك” نصف بليون مشاهدة.

كذلك، مع ازدياد التشويق والحماس اللذين يرافقان “العربجي” في أحداثه اليومية خلال شهر رمضان، ومع التطور الدرامي في الحلقات، استطاع العمل أن يحتل المرتبة الأولى في المسلسلات السورية واللبنانية على محرك البحث “غوغل” وفق “غوغل ترندز”.

أحداث مشوّقة

نحو ذلك، يتصدّر مسلسل “العربجي” مع بداية شهر رمضان محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي و”الغوغل”، لا سيما بعد تعلّق المتابعين بحكاية العمل وشخصيات الخير والشرّ فيها والتي يجسد أدوارها كبار نجوم الفن السوري، أبرزهم سلوم حداد وديما قندلفت، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي الرائع الذي يقوم به باسم ياخور صاحب البنية الجسدية القوية والمدافع عن الحق في زمن كثرت فيه المظالم وطغى عليه الطمع والجشع والشر، وفق تقدير لمنصة “إي تي بالعربي“.

كما أن الخلاف بين الخير والشر مفتوح على مصراعيه منذ الحلقة الأولى، إذ يجسّد باسم ياخور “عبدو العربجي” وسلوم حداد “أبو حمزة النشواتي”، صراعا للحق في وجه الباطل. كما تقوم الشخصيتان برمي أوراقهما المكشوفة على الطاولة استعدادا لقلبها. فحدّاد يخفي شخصية الشر وراء كمّ كبير من النفاق والطيبة المصطنعة، وهو بارع في تجسيد شخصية تُحرّك من حولها ولو جلس على كرسي واكتفى بمَدّ قدميه.

أحداث المسلسل بلغت ذروتها في الحلقة الـ 19، حيث لا يزال مشهد تنفيذ حكم الإعدام بحق “عبدو”، باسم ياخور وما جرى قبله من أحداث مشوّقه في الحلقات الماضية حديث السوشيال ميديا، خاصة بعد رفض “حسن النشواتي”، فارس ياغي، تسليم رقبة صديقه “عبدو” لحبل المشنقة وإصرار “أبو حمزة”، سلوم حداد، ورجاله على تنفيذ الحكم.

في الحلقة الـ 20 يلجأ “حسن النشواتي” إلى استخدام كل الوسائل لإنقاذ صديقة “عبدو” من حكم الإعدام، فقبل تقديمه المسبحة الثمينة كرشوة للوالي لكي يصدر قرار العفو عن “عبدو”، استعان بالدراويش ليقوموا بتأخير تنفيذ الحكم عبر اقتحامهم لساحة الإعدام بأنشودة ” خذني إليك فكل شيء موحش”، ليحقق المشهد مشاهدات عالية من قبل رواد السوشيال ميديا، الذين شاركوا المقطع على وسائل التواصل، ومنهم من وصف الحدث بأنه الأجمل والأكثر تأثيرا في المسلسل الى حد الآن، خاصة بعد اندماج باسم ياخور في القصة، مع الأنشودة، لينسى بأنه يقف على بعد دقائق من عملية إعدامه ظلما، بسبب التّهمة التي لفقتها له الداية “بدور” ديمة قندلفت بالتعدي عليها في بيتها.

المتابعون شاركوا اللقطة ونشروا المقطع على وسائل التواصل، فكتب أحد متابعي المسلسل على منصة “تويتر” وقال ” أجمل فقرة في مسلسل العربجي دخول الدراويش”. كما حقق المشهد مشاهدات عالية على موقع يوتيوب حتى ذكر بعضهم أن “مشهد دخول الدراويش بكاني وباسم اندمج معهم وهو على حبل المشنقة قمة الإبداع ويستحق الأوسكار”.

هذه الحلقة تمكنت من الدخول الى قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة في مصر، عبر موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب”، حيث حققت الحلقة 2 ونصف مليون مشاهدة في غضون أيام فقط، لتحتل المركز 35 من أصل 50 فيديو هم الأعلى مشاهدة في مصر.

كذلك، الحلقة الـ 21 صارت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ففي هذه الحلقة تُقتل ابنة “عبدو” حرقا على يد زوجها “شومان”، محمد قنوع، الأمر الذي يفجّر غضب “عبدو” وصار ينتقم من قاتل ابنته “شومان” وكل من شارك في ظلمها. ويبدو أن “عبدو” يستعد لأحداث تصاعدية كبيرة في الحلقات القادمة وخاصة حلقة يوم أمس، حيث قام “عبدو” بمشاركة رفاقه بتصدير قمح “أبو حمزة” بغية توزيع نصفهم على الفقراء، أي أن نفوذه بات يتصاعد أمام عدوه اللدود زعيم حارة النشواتية، وفق رواية المسلسل.

إشادة بأدوار الممثلين

في المقابل، أشاد الجمهور بأدوار الممثلين في المسلسل، ونالت إعجابهم بقوة، حيث تصدر مقاطعهم قائمة الأكثر تداولا على منصة “تويتر” بعد عرض الحلقة الـ 19، وصار المشاهدون يتداولون مقاطع لـ “عبدو” باسم ياخور، و”درية خانم”، نادين، و”أبو حمزة” سلوم حداد، والداية “بدور” ديمة قندلفت بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي.

حيث أشاد المتابعون بالأداء المبهر الذي يقدمه باسم ياخور في العمل، فعلَّق أحدهم “حاولت القى وصف لـ العظمة الي شفتها لكن متأكد مهما كتبت راح اكون مقصر، أداء عظيم قدمه باسم ياخور اليوم أثبت فيه للكل انه ذهب و الذهب لا يصدأ أبدا، حلقة عظيمة ومكتوبة بطريقة ذكية، كل الشخصيات وجودها كان له معنى، حتى مشهد الصوفيين تم توظيفه بشكل جيد، بانتظار الغد”.

كما أثنى آخرون على أداء ديمة قندلفت في شخصيتها الداية “بدور”، خاصة وتظهر عليها علامات الصدمة من قرار الإعدام المفاجئ، رغم أنها سبب إعدامه بعدما اتهمته بالاعتداء عليها، لافتين إلى أنها استطاعت إيصال مشاعر الندم والسعادة لحظة صدور براءة “العربجي” بمشهد لم يتجاوز الثانيتين. هذا فضلا عن الإشادة بدور “درية خانم” وجبروتها وقوتها في المسلسل، و”أبو حمزة” الذي يؤدي دور شخصية شريرة، حظي بتفاعل من قبل الجمهور.

في المقابل، أشاد بعض النّقاد بدور “حسن النشواتي” فارس ياغي، وكتبوا أنه استطاع أن يحجز مكانته رغم صغر سنه أمام عمالقة كبار الفن، كسلّوم حداد ونادين وباسم ياخور وديما قندلفت.

هل يتفوق “العربجي” على باقي الأعمال؟

في المقابل، لا يمكن الإرساء على أن مسلسل “العربجي” والقول بأنه هو الأفضل ويمكنه التفوق على باقي الأعمال. فالمتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي صحيح أنهم يمدحون ويناقشون “العربجي”، إلا أنه ثمة أعمال أخرى لا يمكن الاستهانة بنسب مشاهداتهم، خاصة وأن “العربجي” تعرض لسيل من الانتقادات بعد عرض نصف المسلسل تقريبا، نظرا لما يحتويه بشكل خاص فيما يتعلّق بإهانة المرأة وتصويرها على أنها أداة لجلب الذل والعار لأهلها، وأن المسلسل يدافع عن الذكورة والعقلية الشرقية المكرسة ويحمل كمّاً لا يُستهان به من الإهانة لمكانة المرأة.

بالنظر إلى أن المسلسل قد وصل إلى أعداد كبيرة من المشاهدات، وتداول المتابعون مشاهده بزخم على منصات التواصل الاجتماعي، فلا يستبعد أن يفوز بالمراكز الأولى في الموسم الدرامي الحالي، لكن يبدو أن هناك مسلسلات أخرى تنافس “العربجي “من حيث المشاهدة والمتابعة، لذلك لا يمكن التكهن بتفوق أي عمل درامي على الآخر إلا بعد انتهاء السباق الرمضاني وإصدار إحصاءات وأرقام رسمية من المنصات ذات الصلة.

“العربجي” من تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي، وإخراج سيف الدين سبيعي وإنتاج شركة “غولدن لاين”، وبطولة كل من باسم ياخور، ديمة قندلفت، سلوم حداد، ميلاد يوسف، نادين خوري، فارس ياغي وغيرهم. وتتمحور قصة العمل حول “عبدو العربجي”، وهو رجل يعمل “طنبرجي” في نقل البضائع على العربة في دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1.5 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة