بالرغم من الارتفاع المتواصل لمعظم السلع الأساسية والمواد الغذائية، كانت بورصة الفروج هذا الأسبوع في سوريا تحقق اتجاها مختلفا، حيث شهدت أسعار لحمها انخفاضات غير مسبوقة بعد أكثر من 8 أسابيع سجلت فيه الأسعار ارتفاعات وصلت نسبتها إلى مئة بالمئه.

هذا التذبذب في أسعار لحم الفروج، حول المادة من سلعة بديلة كان الأهالي يستبدلونها باللحوم الحمراء ذات الأسعار الفلكية، إلى سلعة كمالية، حيث وصلت ارتفاعاتها خلال الأسابيع الماضية، إلى حدّ يصعب فيه على الأهالي شراؤها أو استهلاكها بشكل يومي.

الأسواق السورية شهدت اليوم انخفاضا حادا في أسعار الفروج وأجزائه، حيث سجلت الأسواق وفق النشرة التموينية سعر 14000 ليرة سورية للكيلو الواحد من الفروج الحي، وذلك بعد أن كان سعره يتجاوز 22500 منذ نحو أسبوعين.

ما سبب الانخفاض؟

مدير عام “المؤسسة العامة للأعلاف” عبد الكريم شباط، أوضح أن المؤسسة لم توزع مادتي الذرة الصفراء وكسبة الصويا لمربي الدواجن منذ مدة، وليس لها أي دور بانخفاض سعره في السوق باعتبارها لا تسهم بتزويد المربّين بالمادتين.

شباط لفت في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، إلى أن المؤسسة توزع الأعلاف لمربي الأبقار والجواميس والماعز وغيرها من أنواع الثروة الحيوانية، لكنها لا تقوم بالتوزيع لمربي الدواجن، ويقتصر توزيعها على جهات القطاع العام حتى إن الكميات التي توزّعها لا تغطي حاجة هذا القطاع بالكامل.

على مدار الأسابيع الماضية، ومنذ الأيام الأولى لشهر رمضان، شهدت أسعار الفروج ارتفاعات متتالية، وعلى الرغم من انتهاء فترة الشهر الفضيل وعيد الفطر، بقيت أسعار الفروج تحافظ على مكتسباتها، وسط صمت الجهات الحكومية وعجزها عن ضبط الأسعار، وفق قوائم التسعير التي تصدرها بشكل دوري.

قد يهمك: تهديد بحرمان التكاسي من البنزين.. أزمة مواصلات جديدة بسوريا؟

من جهته أوضح رئيس “لجنة مربي الدواجن”، نزار سعد الدين أن انخفاض سعر الفروج في السوق سببه الرئيسي قلة الطلب قياسا بالعرض الموجود، بالتوازي مع ضعف القوة الشرائية للمواطنين وتركيز النسبة الأكبر منهم حالياً على شراء الخضراوات.

سعد الدين، أكد أن الأعلاف ليست مؤمّنة بالشكل الكافي في السوق وأسعارها مرتفعة إذ إن طن كسبة الصويا يُباع بحدود 9 ملايين ليرة، وطن الذرة الصفراء بحدود 4.2 مليون، مؤكدا أن المربي يتكبد خسائر فادحة حاليا مع انخفاض سعر الفروج في السوق وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا.

بديل قادم

انخفاض أسعار الفروج وتراجع معدل الطلب عليه، تزامن مع بدء لحوم الأسماك بغزو الأسواق السورية وبأسعار مناسبة، إذ حاولت العائلات السورية البحث عن بدائل لتحضير الوجبات المنزلية اليومية خاصة، بعدما وصل متوسط سعر لحم  الفروج لـ 55 ألف ليرة.

قضية ارتفاع الأسعار تشغل الشارع السوري منذ بداية شهررمضان الفائت، وقد أكد أمين سر “غرفة الزراعة” في دمشق محمد جنن، أن نسبة كبيرة من مربي الدواجن، بدأوا الخروج من خطوط الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف، كما أشار في تصريحات صحفية قبل أيام، إلى أن الحال الذي وصل إليه قطاع الدواجن بحاجة إلى دعم خاص وجدّي من رئاسة مجلس الوزراء “لأن الوضع أصبح خطير جدا”.

مع بدء موسم صيد السمك، فإن بديلا للحوم قد اقتحم الأسواق السورية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أفاد تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، بأن سوق مدينة بانياس للسمك على الساحل السوري، “غصّ بأنواع مختلفة من الأسماك وبكميات جيدة”.

الصيادون على الساحل استطاعوا خلال الأيام القليلة الماضية جلب كميات وافرة من الأسماك، ومع كثرة العرض في الأسواق، شهدت أسعار لحوم السمك انخفاضا ملحوظا عن الفترة السابقة، بلغت نسبته 50 بالمئة لمعظم أنواع السمك المختلفة.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فقد بلغ سعر سمك البلميدا المبرومة 15 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد،  والبلميدا العريضة بين 20-22 ألف ليرة، بعد أن كان يُباع الكيلو منها خلال الأيام الماضية بين 40-42 ألف، كما وصل سعر كيلو سمك الغبص إلى 25 ألف ليرة، والجراوي بين 30-33 ألف وكيلو السكمبري 25 ألف في حين كان يُباع سابقا بين 30-35 ألف ليرة.

“البديل كان لحم السمك” قال محيو أحمد وهو أب في عائلة مكونة من خمسة أفراد تعيش في دمشق، مؤكدا أن أسعار الفروج مؤخرا أصبحت “لا تطاق”، وهو ما جعله يتجه إلى بدائل أخرى قد تكون أسعارها معتدلة أكثر

أحمد قال في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “عادة ما تكون أسعار السمك مرتفعة أكثر، لكن وجبة السمك الأخيرة كلّفتنا أقل من الفروج بعد ارتفاع أسعار الأخير، وربما إذا استمر هذا الانخفاض في أسعار الفروج سأعود تدريجيا لاستهلاكه من جديد”.

العديد من أصحاب المسمكات، أكدوا بدء موسم الصيد الخميس، وذلك مع بدء تحسّن الأحوال الجوية، وأشاروا إلى أن أسباب انخفاض الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة العرض في الأسواق فيما يخص مختلف أنواع الأسماك.

بما أن انخفاض أسعار الفروج ليس ناتجا عن انخفاض في أسعار التكلفة، أو توجه الحكومة لدعم مربّي الدواجن، فإن هذا الانخفاض سيتسبب بخسائر كبيرة لمربي الدواجن، ما يعني أن الأسواق ستشهد خلال الفترة القادمة خروج مزيد من المنتجين من الأسواق.

ارتفاع الطلب على لحوم الدجاج خلال السنوات الأخير، جاء مضاعفا بسبب اعتماد العائلات السورية عليه لتحضير وجباتهم اليومية، وذلك إثر مواجهتهم صعوبة بالغة في الحصول على اللحوم الحمراء التي أصبحت أسعارها تفوق القدرة الشرائية لمعظم السوريين مؤخرا، فمتوسط سعر كيلو اللحم الأحمر سجّل خلال الأسابيع الأخير أسعار ما بين 80  إلى 90 ألف ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات