بسام كوسا يعود للدراما الاجتماعية في "الغريب".. ما التفاصيل؟

بعد غيابه عن السباق الرمضاني الأخير، يعود الفنان السوري بسام كوسا إلى الدراما الاجتماعية في مسلسل “الغريب” الذي يتناول قضايا اجتماعية حساسة ومثيرة للجدل. إذ يُعد بسام كوسا من أبرز نجوم الفن في سوريا، وقدم خلال مسيرته الفنية أدوارا متنوعة ومميزة في مجال الدراما والسينما والمسرح.

عودة كوسا إلى الدراما الاجتماعية في مسلسل “الغريب” تأتي كخطوة مهمة في مسيرته الفنية، حيث يتعامل فيها مع قضايا اجتماعية معقدة ومثيرة للجدل بأسلوب متقن ومحترف. خصوصا بعد أن أصدر مجموعته القصصية” نص لص”، ورواية” أكثر بكثير” عن دار نينوى في العام 2022، ولم يحولها إلى سيناريو.

“الغريب”.. أقصر مسلسلات بسام كوسا

منصة “شاهد” المملوكة لمجموعة “إم بي سي” الخليجية، طرحت مؤخرا البوستر الرسمي لمسلسل “الغريب” وذلك عبر صفحتها الرسمية على “انستغرام”، تمهيدا لعرضه قريبا، حيث احتل الفنان السوري بسام كوسا مساحة كبيرة من بوستر المسلسل، الذي يشارك فيه بجانبه كوكبة كبيرة من النجوم.

الفنان السوري بسام كوسا ضمن أعمال درامية - إنترنت — الفنان السوري بسام كوسا ضمن أعمال درامية – إنترنت

أبرز المشاركين في المسلسل الجديد هم فرح بسيسو، وسعيد سرحان، ومحمد عقيل وآخرين، العمل من إخراج صوفي بطرس، وتأليف لانا الجندي ولبنى حداد، حيث أرفقت المنصة تعليقا مشوّقا على البوستر الدعائي للمسلسل، ذكرت فيه “بسام كوسا، فرح بسيسو، سعيد سرحان ونخبة من أقوى نجوم الدراما في مسلسل جديد ومشوق”.

كوسا انضم إلى بطولة عمل مسلسل “الغريب”، مجتمعا مرة أخرى مع الفنانة الأردنية فرح بسيسو بعد 23 عاما من تعاونهما في مسلسل “الزير سالم”، حيث ينتمي العمل الدرامي إلى قائمة الأعمال القصيرة، وهو مؤلف من 12 حلقة فقط، ويُعد هذا التعاون الثاني بين “كوسا” و“بطرس” حيث عملا معاً عام 2017 في فيلم “محبس”.

كوسا كان قد أبدع مؤخرا في مسلسل “التحدي” بشخصية عامر بدران الذي كان يشكل جزءا من المافيا حيث عرض العمل الدرامي على موسمين بواقع 60 حلقة، فيما تأجل مسلسل “مال القبان” من بطولته والذي كان من المفترض أن يعرض في رمضان الفائت من دون إعلان الأسباب.

الدراما الاجتماعية تعود بشكل جديد

الدراما الاجتماعية السورية عادت بشكل جديد، حيث تعرض الآن ضمن حلقات قصيرة، وهو ما يعكس التغييرات التي طرأت على صناعة الدراما في السنوات الأخيرة. فقد شهدت الدراما السورية تحولا كبيرا في الفترة الأخيرة، حيث تم تقديم أعمال جديدة تتميز بالجرأة والابتكار، وهو ما يعكس التطور الذي شهدته صناعة الدراما في سوريا.

هذا التطور يأتي في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها الصناعة والفنانين بذات الوقت، ولكن على الرغم من ذلك، فإن الدراما السورية تمكنت من الصمود والتأقلم مع الظروف الصعبة، وتقديم أعمال فنية تعبر عن مشاكل المجتمع السوري وتسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية التي يمر بها البلد.

من بين هذه الأعمال الدرامية الجديدة التي تعرض ضمن حلقات قصيرة، مسلسلات كـ “بارانويا” و”العهد” و”لا حكم عليه” تناولت قصصًا مختلفة لأبطال سوريين بسيناريوهات مختلفة، وتعتبر هذه المسلسلات من أهم الأعمال الدرامية الجديدة التي تم إنتاجها، حيث تعرض قصصا حقيقية ومؤثرة عن الحياة في سوريا.

الفنان بسام كوسا بين الكتابة الروائية والصورة الدرامية

هذا التحول في صناعة الدراما السورية، يأتي في إطار الجهود المبذولة لتطوير هذا المجال، وتقديم أعمال فنية جديدة تلبي تطلعات المشاهدين، وتعكس الواقع الذي تعيشه شعوب الدول العربية. ويعتبر هذا التحول نقطة بارزة في صناعة الدراما السورية، حيث يتم تقديم أعمال فنية جديدة تتميز بالجرأة والابتكار، وتعكس الواقع.

لأول مرة مع سيف سبيعي

ما قبل عام 2021، غاب الفنان السوري بسام كوسا عن الأعمال الدرامية، وظهر حضور الكاتب الروائي بسام كوسا، خاصة في روايته” أكثر.. بكثير” من محاولاته ككاتب سيناريو في الواقع والعمل الدرامي” وراء الوجوه”، المأخوذ عن قصة الدكتور”فتح الله عمر”، ومعالجة درامية وسيناريو نجيب نصير، وإخراج مروان بركات، وبمشاركة الفنانين أيمن زيدان، سلمى المصري، جمال قبش، نادين خوري، هبة نور، مديحة كنيفاتي، وعدد كبير من الفنانين السوريين.

في رواية” أكثر بكثير” يبني الفنان الكاتب بسام كوسا بحسب الكاتب بسام سفر، عالمه الروائي مقاربا الحياة السورية، ما بعد العام 2011، حيث يعتمد فيها على شخصية “مبروك”، حيث حملت به أمه من صبي نجار جاء لتركيب رفوف المطبخ، وهمست في أذنه أبنها أكثر من مرة” ضاحكة أحبك يا ابن الحرام”، وتفارق أسرته كلها الحياة، ويبقى هو متنقلا بين أكثر من مهنة أهمها نسّاج بسط.

أيضا برز كوسا في المعالجات الدرامية في” ما وراء الوجوه”، حيث أعتمد فيها على قدرته في ادعاء أنه مظلوم ويظهر موهبته في ارتداء قناع المثقف الضحية حتى انكشاف عقدته الشخصية في “الأنانية، والأنا”، التي يطبقها على زوجته الأولى لينا حوارنة، خلود، كزوجة مهجورة ومريضة على خلفية بعيدة للعُقد النفسية التي يعاني منها، فهو يحوّل كل معاناة زوجته، وطلاقها وعودته إليها بعد إرسال ما وفرته طيلة سنوات من مال إليه عندما علمت أنه مريض.

فعل الكتابة الروائية كجزء واقعي وحقيقي في حياة الفنان بسام كوسا، يظهر مقدار المعاناة التي يعاني منها الكاتب الروائي في إيجاد شخصيات مناسبة لبناء النمو الدرامي للشخصيات الروائية ومعاناتها، بينما تمثيل فعل الكتابة السيناريو في الدراما كجزء من الشخصية الدرامية في المسلسل، هو فعل أمام كاميرا المخرج.

بعد هذا الغياب، اخترق المخرج السوري سيف الدين سبيعي حياة كوسا من أجل إعادته للدراما، وجمعه بمسلسل “مال القبان” بالفنانة سلاف فواخرجي والفنان خالد القيش، وهو تأليف مشترك لعلي وجيه ويامن الحجلي، وهو عمل اجتماعي تدور أحداثه في إطار المشكلات الواقعية واليومية التي يعيشها المجتمع السوري حاليا، حيث يتناول المسلسل مجموعة قصص من الواقع السوري، بطريقة تحاكي الوضع المعيشي الراهن الذي يعيشه المجتمع هناك، وما يتخلله من أزمات ومشاكل يواجهها الناس في يومياتهم.

لكن يبدو أن الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، لم يبتسم للنجم بسام كوسا، إذ لم يعرض مسلسله الأخير “كانون” لعدم الانتهاء من تصويره أيضا، وهو من تأليف علاء مهنا، وإخراج إياد نحاس، وتدور أحداثه حول حالة الفوضى الحالية في المجتمع السوري، بأسلوب اجتماعي قائم على التشويق والإثارة.

عودة الفنان السوري بسام كوسا إلى الدراما الاجتماعية في شكل جديد تُعد خطوة مهمة بعد عدم نجاح عرض أعماله في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي. ومن المؤكد أن جمهوره ينتظر عودته بفارغ الصبر، حيث يتمتع بموهبة فنية كبيرة وقدّم أعمالا ناجحة في السابق ما منحه لقب “جوكر” الدراما السورية.