في ظل سريان قرار منع المغنية اللبنانية سارة زكريا، من الغناء في سوريا من قبل “نقابة الفنانين السوريين”، تستعد الاخيرة لإحياء حفل جديد في دمشق بالاشتراك مع المغني اللبناني جوزيف عطية، في إعلان أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

سارة زكريا كان قد ورد اسمها منذ آب/أغسطس العام الماضي، في قرار صادر عن نقابة الفنانين بمنعها إلى جانب المغنية ريم السواس من الغناء في سوريا، وذلك بسبب ما سمته النقابة “المستوى المتدني الذي تقدّمانه كلّ من السواس وزكريا في الحفلات الغنائية”.

موجات الجدل لم تقتصر على ورود اسم سارة زكريا في الحفلة المزمع تنظيمها بدمشق، حيث كان سعر التذكرة سببا في موجة جدل واستنكار جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، فبحسب ما نقلت مصادر محلية، بلغ سعر تذكرة حضور حفلة كل من جوزيف عطية وسارة زكريا 1.2 مليون ليرة سورية.

ردود أفعال بعض السوريين

سوريون على صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اعتبروا أن السعر المفروض على هذه الحفلات لا يتناسب أبدا مع الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وقد قال حساب يحمل اسم “القسورة العلي”، “نحنا مياه للشرب ماعندنا بالضيعه لحتى نروح نحضر هيك حفلة وبهيك سعر.. والله حاسس حالي بدبي لهيك سعر”.

أما حليمة سليمان، فعلقت قائلة “قد راتبي لخمس سنين”، وأضاف تامر بصمه، “مو على أساس تم منع هذا المستوى من الفن الهابط، هي الأسعار ما بتتناسب أبدا مع متوسط الدخل بسوريا، ما بعرف وين نقابة الفنانين، يللي شاطرة بس تصريحات ومنع على الكاميرات”.

الإعلان عن إقامة حفلة لسارة زكريا، يأتي بعد أيام قليلة من انتشار أنباء تحدثت عن قرار جريء اتخذته “نقابة الفنانين”، برئاسة محسن غازي، والذي مُنع بموجبه سبعة من أبرز المطربين من الغناء على الأراضي السورية. هذا القرار أثار جدلا واسعا لدى الوسط الفني والجمهور على حدّ سواء، حيث تعتبر النقابة أن هذه الخطوة خطوة جريئة وملموسة نحو ترسيخ القيم الأخلاقية والثقافية في المجتمع السوري.

قد يهمك: “لحم كتافنا من خير سوريا”.. تصريحات مثيرة للمغنية اللبنانية ليال عبود

وفقا للمصادر الموثوقة، فإن قرار المنع جاء نتيجة لما تحمله بعض الأغاني من كلمات غير أخلاقية ومسيئة، التي تؤثر بشكل سلبي في ذائقة الجمهور، سواء الأطفال واليافعين أو الكبار، وتتنافى مع العادات والتقاليد المجتمعية السورية، وأن هذا القرار يعكس حرص “نقابة الفنانين” على المحافظة على القيم والأخلاق التي تُعد جزءا لا يتجزأ من الهوية السورية.

نقيب الفنانين السوريين محسن غازي، كان قد أعلن سابقا بكل جرأة أنه لن يتهاون في تطبيق مثل هكذا قرارات، وسيتم وقف أي مغنٍ يستخدم ألفاظا نابية أو طائفية، تحت طائلة المسؤولية الكاملة. وأشار غازي إلى أن هذا القرار يأتي كنتيجة للشكاوى المتكررة التي تلقتها النقابة بخصوص انتشار ظاهرة استخدام بعض المطربين لعبارات مسيئة وألفاظ نابية في أغانيهم.

هذا القرار قسّم الشارع السوري إلى قسمين، الأول يرى أنه يعكس التزام نقابة الفنانين في سوريا بمسؤوليتها الاجتماعية، وتوجّهها للمحافظة على الهوية الثقافية والقيم الأخلاقية للمجتمع. فالفن ليس مجرد تسلية وترفيه، بل يحمل معه رسالة إيجابية يمكن أن يؤثر بها في نفوس الناس ويسهم في بناء مجتمع أفضل.

أما الشريحة الأخرى، فترى أن حماية الذوق العام تصطدم بحرية التعبير، ولهؤلاء الفنانين شريحة واسعة تستمع إليهم في سوريا وخارجها، وهو ما يعيد للذاكرة الحرب التي شنّها نقيب الموسيقيين المصريين، هاني شاكر، على مطربي المهرجانات خلال الأعوام السابقة، وفشل في كبحها.

لمحة عن سارة زكريا

سارة زكريا، هي مغنية لبنانية، اشتهرت على مستوى الدول العربية في السنوات الأخيرة، وانتشرت أعمالها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تتعرض فيه لانتقادات واسعة بسبب تضمين أغانيها كلمات نابية وشتائم في بعض الأحيان، في حين تعتبر شريحة من المجتمع أن أغانيها تعبّر عن الواقع فهذه الألفاظ مستخدمة بكثرة في معظم أحاديث أفراد المجتمع.

زكريا كانت قد حضرت في الموسم الرمضاني الفائت، في أكثر من عمل درامي، وترددت أغنيتها على لسان شخصيات في مسلسل “للموت 3 “، كذلك أطلقت أغنية “دشش حبيبي دشش” في المسلسل نفسه، وحققت الأغنية انتشارا واسعا بعيدا عن المسلسل.

سارة كانت قد دخلت في أزمة مع “نقابة الفنانين السوريين” إلى جانب زميلتها ريم السواس، حيث ضجت الأوساط الفنية بسوريا، أواخر شهر آب/أغسطس الماضي، بقرار النقابة، منع كل من المغنية ريم السواس والمغنية سارة زكريا من الغناء في سوريا، وذلك بسبب ما سمته “المستوى المتدني الذي تقدّمانه كلّ من السواس وزكريا في الحفلات الغنائية”.

النقابة أكدت أنها تمنع استخدام الألفاظ النابية في تقديم الأعمال الفنية، في حين استنكرت السواس ما اعتبرته “كيل نقابة الفنانين السوريين بمكيالين”، عندما منعتها من الغناء في سوريا بسبب “الألفاظ النابية”، في وقت تعلن عن تكريم ممثل سوري يستخدم “ألفاظ نابية” خلال عمله الفني وتحديدا في مسلسل “الزند”، معتبرة أن نقابة الفنانين ظلمتها ومارست التفرقة بين الفنانين السوريين.

• لقاءات بلينكن في الصين: شراكة أم تنافس؟ 
• حركة “النهضة” قد تبدل اسمها.. ألاعيب الإسلام السياسي في التخفي والكمون
• الأسد يأخذ الضوء الأخضر للتخلص من الوجود الإيراني في سوريا؟
• الحسابات وميزان الردع.. الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” قريبة؟
• الإرهاب والهجرة والتسلل الحدودي معضلات تواجه الاتحاد المغاربي