الفتوة السوري يهيمن على انتقالات دوري كرة القدم.. ما قصة مليارات مدلول العزيز؟

كثيرة هي التساؤلات حول مصادر المليارات التي يدفعها نادي “الفتوة” لكرة القدم  في سوريا، حيث أثارت كميات الصفقات التي أبرمها النادي خلال العامين الماضيين تساؤلات عديدة حول مصدر الأموال التي ظهرت فجأة، بعد تولي مدلول العزيز رئاسة نادي “الفتوة” الرياضي.

استلام العزيز لرئاسة “الفتوة” كانت نقطة التحول الأبرز في سياسة النادي المالية، لكن هذا الشخص تحوم حوله العديد من إشارات الاستفهام، نظرا لسجله المليئ بالجرائم، فضلا عن انضمامه سابقا لجماعة إرهابية ومشاركته في عمليات عسكرية ضد القوات الحكومية.

ورغم ذلك فإن العزيز كان برفقة كادر نادي “الفتوة”، عندما تم استقبالهم من قبل الرئيس السوري بشار الأسد مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي، بعدما حقق النادي المنحدر من مدينة دير الزور لقب الدوري السوري الممتاز لكرة القدم.

مسيرة مدلول العزيز

التقارير الحقوقية التي تتناول مسيرة مدلول العزيز، تؤكد أن الأخير استخدم كرة القدم لتبييض أمواله وسمعته وسجله المليئ بالجرام المختلفة، ويبدو أن استقبال الأسد لكادر النادي ومديره العزيز كان لنفس الغرض، فيما يؤكد على ما يبدو وجود رغبة من القيادة السورية بتصدير صورة العزيز للعامة.

تقارير لصفحات رياضية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تصف نادي “الفتوة” بـ”نادي النفط”، منذ تولي مدلول العزيز لإدارته، حيث تؤكد العديد من المصادر أن العزيز يسيطر على بئر نفط في دير الزور، وعمل سابقا في تهريب النفط والمخدرات واليوم يستخدم النشاطات الرياضية لتبييض أمواله.

وزارة المالية السورية كانت قد أصدرت قرارا بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ35 مسؤولا، بينهم رئيس نادي “الفتوة” مدلول العزيز، وذلك على خلفية تورطهم بعمليات تهريب النفط والمخدرات، إضافة إلى تهم تتعلق بالقتل والابتزاز، لكن ذلك لم يمنع استقباله من قبل الرئيس السوري.

العزيز الذي كان قبل نحو شهر يلتقط الصور مع الرئيس السوري بشار الأسد، تؤكد تقارير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أنه كان قياديا في “جبهة النصرة” المعروفة حاليا باسم “هيئة تحرير الشام”، والمصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، وذلك خلال الفترة الممتدة بين عام 2012 و2015.

قد يهمك: هل تستطيع إيران تفعيل السياحة الدينية في درعا؟

بحسب تقرير الشبكة، فإن العزيز كان ملقبا بـ”أبو ذباح” وذلك لشهرته في قتل وذبح عناصر الجيش السوري عندما كان أميرا في “جبهة النصرة”، كذلك فقد كان وقتها يتاجر بالنفط ويشرف على تصديره للحكومة السورية، وبعد دخول داعش إلى دير الزور هرب إلى دمشق وأجرى مصالحة مع المخابرات الجوية السورية، ليؤسس ميليشيات تابع للقوات الحكومية، واستمر في عمله بتهريب النفط والمخدرات بمساعدة الميليشيات الإيرانية في دير الزور.

في حين بات الآن أحد أبرز المقربين من قيادة “الحرس الثوري” الإيراني في المحافظة، فالعزيز هو الصديق المقرب من “الحاج عسكر” مسؤول “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال، و”الحاج علي” نائب مسؤول “الحرس الثوري” في مدينة دير الزور، وبالتالي أطلقت يده في المحافظة وعلى جميع مقدراتها الاقتصادية، وبالتالي لديه ضوءا أخضرا من قبل حكومة دمشق العاجزة عن رفض أو تحجيم أي توجه إيراني في محافظة دير الزور.

حقل النفط الذي يسيطر عليه يقع في حقل الخراطة جنوبي غربي مدير الزور، ويقع تحت حماية ميليشيا “الباقر” التابعة لإيران، وهذه المعلومة موثقة في العديد من التقارير الحقوقية، ويعلمها جيدا مشجعو الكرة السورية، لذلك أطلقوا لقب “نادي النفط” على نادية “الفتوة” منذ تولي العزيز إدارة النادي.

بحسب مصادر خاصة لـ”الحل نت”، فإن العزيز قام بتقديم مبلغ مالي قدره 75 مليون ليرة سورية، لـ “المركز الثقافي” الإيراني بمدينة دير الزور في حي القصور، دعما للنشاطات التي يقومون بها في المنطقة مؤخرا، بالتنسيق مع “الحاج علي” نائب مسؤول “الحرس الثوري” داخل مدينة دير الزور، وفقا للمصدر ذاته.

جرائم قبل المصالحة

بدورها كشفت منصة ” مع العدالة” أن العضو في مجلس الشعب السوري، سبق أن ارتكب عددا من الجرائم بحق السوريين، وبعد أن أجرى مصالحة مع المخابرات الجوية، أسس ميليشيا من عشيرته لمصلحة المخابرات الجوية، وكان عدد من عناصرها أعضاء سابقين في “جبهة النصرة” نسق لهم مصالحة مع قوات الحكومة.

ومن خلال أعمال السرقة والابتزاز، تمكن مدلول العزيز من جمع ثروة طائلة مكنته من دخول انتخابات مجلس الشعب عبر شراء أصوات الناخبين وذمم مراقبي الصناديق، كما أنه رشح نفسه للانتخابات بدعم من “حاج علي”  قائد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في دير الزور، وبدعم من نواف البشير شيخ قبيلة البكارة.

بعد أن أجرى المصالحة مع القوات الحكومية، تؤكد المصادر أنه استمر في تجارة النفط والمخدرات، وفي عام 2020 فاز مدلول العزيز في عضوية مجلس الشعب السوري، وبعدها بعام تسلّم إدارة نادي “الفتوة”، وسدد حينها جميع ديون النادي وبدأ في سلسلة التعاقدات مع نخبة اللاعبين، الذين استطاعوا تحقيق لقب الدوري هذا العام.

تضاعف مؤخرا حجم الفساد الذي يمارسه أمراء الحرب المرتبطين بالسلطة السورية في مدينة دير الزور، من خلال تعميق سيطرتهم على كافة القطاعات بما فيها الرياضية أيضا. كما باتوا يديرون شبكات التهريب، بالاشتراك والتنسيق مع ميليشيات إيرانية وميليشيات محلية لها ثقلها في المنطقة.

يعتبر العزيز المالك الرئيسي لمعبر (بقرص-الشحيل) أهم المعابر النهرية في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور نظرا لكثرة حركة النقل عليه، وقد تعاقب في السنوات الماضية على إدارة نادي “الفتوة” عدد من قادة ميليشيا “الدفاع الوطني” أبرزهم القيادي العام في ميليشيا الدفاع الوطني فراس جهام عام 2020.

نادي “الفتوة” يعد من أبرز رموز محافظة دير الزور منذ تأسيسه في العام 1930، وأطلق عليه اسم نادي “غازي” إلى أن أصبح اسمه نادي “الفتوة” منذ العام 1950.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات