يبدو أن اسم شذى حسون من بين الأسماء التي كتب لها أن ترتبط بالترند بين حين وآخر. والواقع أن الترند ليس بالجديد، خاصة فيما يتعلق بالشخصيات المشهورة، وشذى فنانة معروفة، ولها مسيرة ناهزت العقدين في مجال الغناء، غير أن المختلف هو نوع الترند الذي ارتبط بها، وهو الترند الجدلي. 

شذى  عراقية الأب ومغربية الأم، عاشت حياتها في موطن ولادتها المغرب، غير أنها عادت إلى العراق في السنوات الأخيرة بين الإقامة والزيارات المنتظمة، ومنذ دخولها إلى أرض الرافدين بدأ الترند الجدلي يرافقها بلا هوادة. 

ظهور شذى إلى الضوء، جاء في 2007 عندما فازت بلقب برنامج المواهب “ستار أكاديمي” بموسمه الرابع آنذاك، لتكون أول مغنية أنثى تحصد اللقب، ومنذ ذلك الوقت سطع نجمها، ثم أفل، ثم عادت للواجهة عندما اختارت أن تطرق أبواب العراق.

شذى حسون مع مسؤول أمني: ما القصة؟ 

في جديد الجدل، انتشار ترند هجومي واسع في سوشيال ميديا العراق ضد شذى، بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه مسؤول أمني يقوم بتكريمها بدرع تقديري، الأمر الذي أثار استياء الكثير من المشاركين في تداول الترند، والهجوم عليها أتى لأن ذاكرتهم مع “مهرجان العراق الأول” لم تفارقهم بعد. 

ردت شذى حسون على الهجوم الذي طالها بعد أن انتشار الفيديو مع الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة في العراق يحيى رسول، قائلة إن انتشار هذا الفيديو هدفه تشويه صورتها، إذ أن هذا الفيديو قديم للغاية، ويعود إلى أكثر من 7 سنوات.

حسون أشارت في بيان لها، بلجوئها إلى القانون لتحصيل حقوقها ومنع التعدي عليها بعد “الحملة الممنهجة وتوجيه تهم القذف والتشهير والابتزاز لأصحاب هذه الصفحات ورفع الدعاوى القضائية لدى جهاز الأمن الوطني”، فيما أردفت بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق بعض الأقلام الصحفية والإعلامية “التي تجردت من معايير المهنة وأصول العمل الصحفي”. 

بعض المعلقين من جمهور شذى، قالوا، إن نشر الفيديو تزامن مع الإعلان عن إطلاق النسخة الثانية من “مهرجان العراق الدولي الأول”، الذي سبق وأن نظمت شذى النسخة الأولى منه، العام الماضي، مشيرين إلى أن “الحاقدين” يريدون الاصطياد في المياه العكرة.

إبعاد شذى حسون عن “مهرجان العراق الدولي” 

قبل أيام وجيزة، شاركت شذى حسون متابعيها تغريدة عبر حسابها على منصة “إكس” حملت رسائل وتحذيرات مبطنة على ما يبدو تتعلق بكواليس تنظيم النسخة الثانية من “مهرجان العراق الدولي”.

حسون قالت: “مهرجان العراق الدولي صار جزءا من قلبي وكبدي، إنه حنوّ الأم على وليدها، فكيف تتخيل تخلي الأم عن فلذة كبدها.. إنه الدفاع الفطري والشرس عن الحياة”.

شذى حسون – (إنترنت)

وأضافت: “عن الصغير في أحضان أمّ حنون تتحدى الكون من أجله ليحيا ويعيش.. فلكل المبتزين أقول لهم: احذروا الأم الشرسة لأنها والله لن تسكت”.

هنا أثارت شذى جدلا آخر، إذ كتب أحد المغردين، بما معناه أنها “ولائية” أي تملك علاقات مع الساسة والأحزاب الموالية إلى إيران، فردّت عليه: “وأنت تشريني”، لينتقدها جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، مفسّرين كلامها، بأنه انتقاص من “انتفاضة تشرين” ودماء الشباب والبنات التي سقطت خلال تلك الانتفاضة. 

فيما يتعلق بتغريدتها عن “مهرجان العراق الدولي”، فيبدو أن ما حدث في الدورة الأولى دفع بالقائمين على المهرجان لاستبعاد شذى حسون، ما جعلها تلقي باللوم والعتاب على بعض الأشخاص.

المهرجان وجدل النسخة الأولى 

أقيمت النسخة الأولى من المهرجان في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، بالتزامن مع العيد الوطني العراقي، وهو مهرجان فني عربي جرى فيهِ تكريم مجموعة من نجوم الفن العرب والعراقيين في الموسيقى والسينما والدراما.

وبدأ القائمون على المهرجان، بالإعلان عن لجنة تحكيم نسخته الثانية عبر حساباته على المواقع الاجتماعية، وتم حتى الآن الإشارة إلى وجود كل من النجمة المصرية سوسن بدر والمخرج المصري خالد يوسف ضمن اللجنة.

وأشار القائمون على المهرجان عبر صفحته على “فيسبوك”، إلى أن تاريخ انطلاق الدورة الثانية سيتم الإعلان عنه خلال الفترة القادمة، مكتفين في الملصق الإعلاني بكلمة “قريبا”.

كانت شذى حسون، أثارت خلال النسخة الأولى من المهرجان، موجة سخرية واسع بسبب الأخطاء وتلعثمها في أداء النشيد الوطني العراقي، وحاولت الفنانة العراقية تبرير الهفوات التي وقعت فيها بأنها ناجمة عن ضغوط وإرهاق هائلين، لكن ذلك لم ينفعها.

خلال المهرجان الذي نظّمته حسون بدعم من مجموعة شركات من القطاع الخاص، أخطأت الفنانة العراقية المغربية بمجموعة كلمات في النشيد الوطني العرافي، وقالت “ناعما منعما” بدلا من سالما منعما، كما قالت “الجلال والسناء” بدلا من الجلال والجمال.

تلك الأخطاء، أثارت جدلا وغضبا كبيرا في العراق صوبها، فضلا عن انتقادات أخرى للمهرجان، بسبب ما ظهرت عليه بعض الشخصيات المشهورة في العراق وخارجه في ارتداء ملابس وصفت بـ ”غير اللائقة”، إذ كانت بعض الفنانات ظهرت فيه بما وصفوه “بشكل خادش للحياء” من حيث الملبس. 

كما خرجت حينها دعوات سياسية ومن “هيئة الإعلام والاتصالات”، إلى محاسبة منظمي المهرجان الذي “أساء” للعراق وفقا لهم، خاصة وأنه أُقيم في “ساحة الاحتفالات”، التي لا بنظم فيها سوى الاستعراضات العسكرية للجيش العراقي، إذ اعتبر رواد مواقع التواصل وبعض الساسة إقامة المهرجان بهذا المكان، إساءة لقيمته وإساءة لتضحيات الجيش العراقي. 

الحكومة العراقية والمهرجان.. التبرؤ وإخلاء المسؤولية

المهرجان الذي نظمته حسون بالتعاون مع الحكومة العراقية، دفع بالأخيرة إلى إخلاء مسؤوليتها عن المهرجان بعد موجة الغضب، مشيرة إلى أن الفنانة شذى حسون نظمته بمبادرة شخصية منها، كما أن وزارة الثقافة العراقية، هي الأخرى تبرأت منه.

اليوم وبعد جدل عودة النسخة الثانية من المهرجان، وتغريدات شذى حسون إزاء ذلك، أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، رفضها إقامة مهرجان “العراق الدولي”، قائلة في بيان، انها “لا نتبنى أي نشاط مخالف، بل وسنعمل على مقاضاة الجهة التي تقدم عليه باسم الوزارة، كما ننوّه الى أن خبر رعاية أي حدث أو المشاركة في تنظيم أي نشاط، سيكون عبر قنوات الوزارة الرسمية وإعلامها فقط”.

نقابة الصحفيين العراقيين، هي الأخرى جدّدت رفضها لإقامة المهرجانات والحفلات التي وصفتها بـ “الماجنة” التي تقام تحت مسميات “ثقافية أو فنية”، وبررت النقابة رفضها لتلك المهرجانات في بيان لها، كونها “تنافي قيم وتقاليد المجتمع العراقي الأصيل”، مطالبة “الجهات الرسمية بعدم السماح لأي كان بإقامة أو تنظيم مثل هكذا مهرجانات لما تشكله من إساءة بالغة لسلوكيات ومعتقدات الشعب العراقي”.

بعد كل ذلك، ردت الفنانة شذى حسون في تغريدة على حسابها عبر منصة “إكس”، على منتقديها بآية قرأنية، قائلة: ”وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرين”، ليبقى الترند الجدلي ملاصقا للفنانة التي تبلغ من العمر 43 عاما، ولا أحد يمكنه التكهن بمصير المهرجان بنسخته الثانية، ولا حتى بأي ترند جدلي آخر سيرافق حسون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات