يبدو أن التضييق على اللاجئين السوريين قد وصل إلى مراحل كبيرة، والهدف الأوضح من كل حملات التضييق والعنف وخطابات الكراهية تجاههم هو إخراجهم من بلدان اللجوء، لكن هل مستقبل اللاجئين السوريين في سوريا؟
الاتحاد الأوروبي يرى، أن “مستقبل السوريين هو في سوريا”، هكذا قالت سفيرة “الاتحاد الأوروبي” في لبنان، ساندرا دو وال، التي أردفت بأن “عودة السوريين إلى سوريا بأمان تبقى الهدف النهائي للجميع”.
حديث دو وال، جاء في مناسبة “يوم أوروبا” أمس الخميس، وأشارت إلى أن حزمة المليار يورو لدعم لبنان هي “التزام سياسي” بأن الاتحاد سيقدم دعما ماليا محددا مسبقا للبنان حتى عام 2027، وأن الجزء الأكبر من هذا الدعم يعود بفائدة مباشرة على المواطنين اللبنانيين.
منحة المليار يورو والجدل اللبناني
الأسبوع الماضي، أعلن “الاتحاد الأوروبي” عن تقديم مساعدة مالية بقدر مليار يورو إلى لبنان من أجل “دعم اقتصاده المتعثر وقواته الأمنية”، فيما رأت قوى سياسية محلية، أن هذه الهبة “بمثابة رشوة لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان”.
إلى ذلك، نظّم حزب “التيار الوطني الحر” في لبنان، أمس الخميس، تحركا شعبيا أمام مبنى “الاسكوا” في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، “احتجاجا على السياسات المتبعة حيال موضوع اللاجئين السوريين” حيث رفع المحتجون شعار: “لبنان مش للبيع”، معلنين رفض “الرشوة الأوروبية” كما أسموها.
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قال في مقابلة تلفزيونية، إن “حزمة المليار يورو غير مشروطة ببقاء اللاجئين السوريين في لبنان، وأعطينا الأوامر للأجهزة المختصة بترحيل المخالفين منهم لشروط الإقامة إلى سوريا”.
لبنان وإلغاء الإقامات المؤقتة للسوريين
قبل أيام وجيزة، أفاد عدد من السوريين في لبنان وعدد من المكاتب السياحية، أنه تم إلغاء الإقامات المؤقتة “الكفالة الشخصية” للسوريين الموجودين في لبنان، تزامنا مع قرارات لبنان الأخيرة بشأن اللاجئين السوريين، دون إعلان رسمي عن هذا الإجراء.
وبحسب موقع “أثر برس”، أوضحت عدّة مكاتب سياحية في بيروت، أنه تم إيقاف منح وتجديد الإقامات الشخصية للسوريين “الكفالة”، ويتم سحبها من أصحابها في حال مغادرتهم لبنان، ويمنعون من الدخول بموجبها مرة أخرى إنْ كانوا في زيارة إلى سوريا ويرغبون بالعودة إلى لبنان.
المصادر أضافت، أن السوريين المتواجدين في لبنان بموجب هذه الإقامة يعتبرون مخالفين، وفي حال إلقاء القبض عليهم من قبل القوى الأمنية اللبنانية، يُطلب منهم تسوية وضعهم خلال أسبوعين وإذا لم يستطيعوا عليهم العودة إلى بلدهم على الفور.
وأفاد أحد السوريين العائدين من لبنان، أنه “تمّ وضع منع دائم له عند محاولته الدخول إلى لبنان عند نقطة المصنع في الحدود السورية – اللبنانية، نتيجة جدال عنيف مع أحد الضباط اللبنانيين المتواجدين هناك، بالرغم من وجود كفالة شخصية لديه”.
الجدير بالذكر، أن لبنان يشهد حاليا موجة متصاعدة من التشديد ضد اللاجئين السوريين، حيث تقوم القوى الأمنية والوزارات بالطلب من البلديات أخذ إجراءات ضد السوريين غير المسجلين بشكل رسمي في “مفوضية اللاجئين” وضد من لا يملك منهم أوراق إقامة رسمية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.